استمرارا لجولاته المكوكية التي تجوب العالم لتوضيح حقيقة الاسلام ونشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التشدد والتطرف, استقبل مارسيلو ريبيلو دي سوزا, رئيس جمهورية البرتغال, أمس بمقر الرئاسة في لشبونة, فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين, يرافقه سفير مصر في البرتغال, السفير علي العشيري, في إطار زيارة فضيلته البرتغال, التي بدأت أمس, ويشارك خلالها في الاحتفال بمرور50 عاما علي تأسيس الجمعية الإسلامية في لشبونة. وقد قال فضيلة الإمام الاكبر إن الأزهر الشريف يعمل علي تعزيز التواصل الفعال بين أتباع مختلف الأديان والثقافات, وتعميق الحوار بين الشرق والغرب بما يسهم في ترسيخ السلام, مشيرا إلي أنه دائما ما يدعو المسلمين في الغرب إلي الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم, وأن يكونوا جزءا فاعلا في هذه المجتمعات, ومشيدا بالنموذج الناجح الذي تمثله البرتغال في هذا السياق. وأكد فضيلته أن الأزهر علي استعداد لمزيد من التعاون مع البرتغال, بما يصون ويعمق حالة السلام المجتمعي التي تتميز بها, مشيرا إلي أن الأزهر صمم برنامجا لتدريب الأئمة في أوروبا علي التعامل مع القضايا التي تهم الجاليات المسلمة في الغرب, مثل الإرهاب والتعايش المجتمعي, بما يحصن المسلمين من الاستقطاب للتنظيمات المتطرفة, بالإضافة إلي استعداد الأزهر لتقديم المنح للطلاب المسلمين البرتغاليين للدراسة في كليات الأزهر. ورحب الرئيس البرتغالي بزيارة فضيلة الإمام الأكبر بلاده, وقال: أنا سعيد جدا بوجودك معنا في البرتغال وأرجو أن تشعر أنك في بلدك وبين اصدقائك. كما أكد الرئيس البرتغالي أنه سوف يزور مصر قريبا ويرغب في أن يزور شيخ الأزهر والجامع الأزهر وجامعة الأزهر العريقة. وأشار رئيس البرتغال إلي أن بلاده تعتز بالحضارة الإسلامية باعتبارها إحدي مكونات الإرث التاريخي للبرتغال, معربا عن رغبته في تعزيز التعاون مع الأزهر الشريف, والاستفادة من جهوده وخبراته في دعم قيم الاعتدال والتعايش, ومشددا علي أن العقلاء والمنصفين في العالم يعولون كثيرا علي صوت الحكمة والاعتدال الذي يمثله الأزهر, من خلال منهجه الوسطي المنفتح, ويقدرون الجهد الذي يبذله شيخ الأزهر من أجل ترسيخ مبادئ الحوار وقبول الآخر, والتصدي للأفكار المتطرفة ودعوات الكراهية.