من قصيدة لأخري.. ومن حلم لأخر يأخذنا سيد العامية في لياليه الحلمية فنرصد حكايات المال ومستقبل البنون.. نقف معه لننادي ثورتنا متنتهيش داحنا يا دوب ابتدينا ويفتح لنا بكلماته بوابة الحلواني فيخرج لنا كنوز حلوة الحلوات, نحلم ونتحدث ونبصر من قصيدة الارابيسك أمانينا فنصدقها.. ويعيدنا بقوله وما نيل المطالب بالطيابة.. إلي مصر بعد25 يناير مع سيد حجاب عبر سطورنا التالية. * البعض يقول انه من الضروري أن نجري إنتخابات الشعب والشوري أولا ثم انتخابات رئاسية والبعض يطلب إعطاء مهلة للشعب والأحزاب السياسية والشباب.. أيهما تري صحيحا؟ ** من حق كل القوي أن تنظم نفسها لمعركة انتخابية كهذه ولكن المسألة تتجاوز هذه الحجة الشكلية إلي ما هو أصولي ودستوري, وهو أن الدساتير القديمة سقطت مع الثورة الشعبية وسقط النظام القديم الذي يؤسس له دستوره القديم ومع سقوطهما هناك ما يسمي الشرعية الثورية التي ليست اختراعا خاصا بهذه الثورة فكل الثورات بشرعيتها الثورية تسقط دساتيرها القديمة وتضع دستورا جديدا يرتضيه الشعب الثائر, أما حجة أن الشباب لم يؤسس بعد منظماته فهي حجج غير مقبولة ومردود عليها أما ما لن نجد ردا عليه هو أن الشرعية القديمة سقطت وأن الشرعية الثورية بكل القوي المشاركة في الثورة يجب أن تضع دستورها أولا. * نذهب معا إلي الانتخابات الرئاسية القادمة.. هناك بعض الوجوه طرحت نفسها أو اصبحت مطروحة, كيف تراهم كمواطن هل هناك مرشح مناسب ولماذا تراه كذلك؟ ** من المبكر جدا أن نتحدث عن هذه المعركة والحديث عن المرشحين أمر سابق لاوانه, ينبغي أن تسبق انتخابات الرئاسة معركة الدستور التي يجب أن يخوضها الشعب ليستجيب المجلس العسكري للرغبات التي عبر عنها الشعب المصري بقطاعاته. أما الانتخابات الرئاسية فأمامنا وأمامها شوط كبير وخلال هذا الشوط سيخوض الشعب المصري معارك ضارية وخلال هذه المعارك سيثبت بعض هؤلاء المرشحين جدارتهم وسيثبت البعض عدم أهليتهم علي خوض المعركة وقد يفاجئنا الشعب المصري كما عودنا بأن يخرج قيادة منه يرتضيهل الشعب المصري كله. * من هذا المكان وبالتحديد من عام سبق.. ذكرت لي حلما كنت تحلمه وهو الثورة الشعبية.. ما هو الحلم القادم لمصر بعد أن خطونا خطوة في اتجاه حلم الثورة؟ ** احلم بأن يكتمل الحلم بأن يتأسس دستور جديد لهذا النظام الثوري القادم علي أعقاب نظام فاسد وأن يتم التطهير ربما ببطء وربما سريعا, نعم أطحنا بأكبر رأس وهو رأس مبارك والوجوه والرؤوس الباقية أقل بكثير منه.. وكما أذكر من أغنية ولاد الأرض.. فات الكثير يا بلدنا مبقاش الا القليل, الخطوة الأولي اتخذت وقد ينحرف البعض بمسار الخطوة التالية قليلا أو يؤجلها قليلا ولكن هذا الشعب الذي خرج من القمقم لن يعود مرة أخري للظلام إن عاجلا أم أجلا ستتأسس الدولة المدنية. * وما الخطوة التالية بعد أن تتأسس الدولة المدنية؟ ** أعتقد أن عليها إعادة هيكلة الاقتصاد المصري لتتمكن من العدالة الإجتماعية مستقبلا, فاقتصادنا اقتصاد ريعي يعتمد علي مبيعات قناة السويس والسياحة والغاز وكان لدينا قطاع مزدهر أيضا هو قطاع التشييد, ولكن علينا أن نعيد تأهيل اقتصادنا ليعود مرة أخري اقتصادا منتجا.. وعلينا أن نعيد النظر في خريطة الري المصري وخريطة الزراعة خاصة مع المشاريع العلمية التي تقول انه من الممكن استصلاح3 ملايين فدان, علينا أيضا ان نعيد ترتيب سياسة التعليم كي لا تخرج لنا الجامعات عواطلية. * وإذا ارتبطت السياسات التعليمية بالحاجات الاجتماعية سيكون لدينا كادر فني نحتاج اليه للدخول إلي العصر الحديث, ولدينا النموذج الكوري الذي استثمر في التعليم لمدة خمس سنوات بقدر المستطاع وها نحن نراها أحد أهم الدول الصناعية. ** علينا أيضا استكمال الثورة الثقافية التي اشتعلت في ميدان التحرير لنؤسس علي هذه الخطوة لثقافة مجتمعية جديدة تعتمد العقل والعلم وتبعد الخرافة من حياتنا ليصبح الإنسان المصري إنسانا عصريا عاقلا رشيدا عارفا وينبغي أن يحدث ذلك بسرعة. * ومع هيكلة الاقتصاد المصري ستكون لدينا فرص عمل جديدة في الزراعة والصناعة تكفل عائدا يكفي لإعادة توزيع الثروة ويسمح بتحقيق العدالة الاجتماعية لنحقق حلم رفاعة الطهطاوي القديم حين قال ليكن الوطن محلا للسعادة المشتركة بين بنيه, وأن كل ذلك آت وأن مصر بوزنها الاستراتيجي ستستعيد قدرتها في المنطقة فما حدث في مصر سيكون نموذجا لكل ثورات القرن, فنحن الآن في عصر الثورات الشعبية من أجل الاشتراكية في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية بعد أن فشلت الثورات الاشتراكية في نماذجها القديمة. * العلقة بين المواطن وضابط الشرطة.. كيف يمكن أن تعود في إطار هذا الحلم؟ ** علي عكس ما يقال, أنا أري أنه يجب أن تكون المبادرة من ضابط الشرطة الذي داس بقدمه طويلا علي كبرياء وكرامة المواطن المصري عليه وعلي وزارة الداخلية أن تقدم نقدا ذاتيا وأن تحاكم رؤوس الفساد التي إنحرفت بالشرطة عن مسارها الضروري في خدمة المجتمع إلي هذا المسار الإرهابي القمعي الذي مارسته علي مدار ثلاثة عقود, وعليها أيضا أن تعيد تأهيل ضباطها الذين انخرطوا في هذه السياسات القمعية بعقل جديد ولن يتم ذلك إلا باعتراف هؤلاء أنهم تورطوا في الاعتداء علي شعبهم طوال هذه العصور القديمة ويبلغون عن كيفية تورطهم ومن شاركهم ومن قادهم لهذا التورط.. الخطوة الأولي الضرورية لابد وأن تبدأ من هنا, تطهير وتطوير الشرطة وإعادة تأهيل من تورط في قمع النظام القديم وإذا لم تستطع الشرطة القيام بذلك لابد وأن تعتمد علي اللجان الشعبية التي تأسست أثناء الثورة لحماية الشعب.. وعليها أن تعتمد علي مساعدة الشرطة العسكرية في إقرار الأمن أما تصور أن يقدم الشعب المصري اعتذارا لرجال الشرطة الذين أهانوه طوال30 عاما فهذه إهانة جديدة تقدم للشعب المصري ولا نقبلها من المجلس العسكري ولا من غيره. * هل تعتقد أن هناك جدية في محاكمة النظام السابق ورموزه وخاصة مبارك وزوجته؟ ** ينبغي أن نتحدث عن هذه المسألة بروح الدولة المدنية الحديثة لا يروح الانتقامية وهذا يجعلنا نقدر كثيرا أن هؤلاء الفاسدين المفسدين القتلة السفاحين المجرمين يحاكمون أمام قاضيهم الطبيعي لا امام المحاكم العسكرية, هذه خطوة ينبغي أن نحترمها ونجلها ولكن ينبغي علينا أن نطالب بالإسراع فيها لا التسرع فيها ولتكن هناك هيئة ملحقة من القضاة تتولي محاكمة الفاسدين فالعبء كبير جدا علي النائب العام وهذا التباطؤ الذي قد يوحي لدي الكثيرين أن هناك تواطؤا تحل بأن يكون هناك جهاز خاص لمحاكمة الفاسدين حسب القوانين وأمام القاضي الطبيعي, وكارثة هؤلاء أنهم ليسوا لصوصا فقط بل انهم افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية وخربوا البلد وخانوا الأمن القومي المصري الذي يري أن العدو الأكبر لنا هو اسرائيل بتحويلهم لبلادنا إلي كيان هزيل تابع للسياسات الاستعمارية الصهيونية والأمريكية هؤلاء يجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمي بسبب ذلك. * وما يثير قلقي هو أن هناك مواد كثيرة في القوانين القائمة يمكن أن تحاكمهم لتزوير الانتخابات والإعتداءات بالقتل تحت القوانين العادية لا أفهم لم يحاكموا فقط علي سرقاتهم ولا يحاكموا علي الجرائم الأكبر التي ارتكبوها. * وماذا عن فرص العفو إذا ما كانت المحاكمات من أجل السرقات, ماذا لو تم التصالح بتلك القضايا المالية؟ ** الحقيقة أن من يقود عجلة الثورة المضادة يحلم بذلك, لأن التصالح في القضايا المالية جائز قانونا لو كان جريمة هؤلاء تتجاوز كثيرا ما سرقوه فهم ارتكبوا جرائم تصل إلي الخيانة العظمي بتحويلهم للنظام الرئاسي إلي ملك وطاغوت, المصالحة في القضايا المالية حلم لهم ولكن لن يكون لها مكان علي أرض الواقع إذا ما حوكموا علي ما اقترفوه من جرائم فساد غير مالية. * فلنخرج إلي العلاقات الخارجية وتحديدا.. كامب ديفيد ما هو مستقبل هذه المعاهدة في ظل الحديث عن إلغائها أو تعديلها بعد الثورة؟ ** رأيي الشخصي ان اسرائيل إلي زوال وأنه علي أكثر الفروض خلال العقد الذي نعيشه سيعاد من جديد بعد فشل المفاوضات المتكرر سيعاد طرح القضية الفلسطينية من جديد كقضية تحرير لا كقضية تقسيم وهذا هو الحق والاستعمار الاستيطاني لا يخلق وطنا بل يخلق مستوطنات, وهذا المستوطنات لا مستقبل لها في محيط الكراهية العربي الكبير. بدأت إسرائيل بالفعل تفقد وظيفتها عند من أنشأوها وسيدهشك إن سمعت بعض المثقفين الإكاديميين الإسرائيليين يقولون أخطأنا في إسرائيل أن جعلنا من أنفسنا رأس حربة موجهة للعالم الإسرائيلي وعلينا الآن أن نتحول إلي رأس جسر بين المجتمع الإسلامي والمجتمع الدولي وهذا تغير في الوظيفة يحلم به الإسرائيليون المستنيرون أنفسهم. الأمر الأخر أن الاستعمار أنشأ إسرائيل لحماية مصالحه الاستعمارية بتعطيل وحدة الشعوب العربية وكان الجندي الإسرائيلي بالنسبة للاستعمار أقل تكلفة من نزول الجندي الإستعماري نفسه إلي ساحة الحرب ولكن أمريكا اضطرت لارسال جندها الاستعماري لحماية مصالحها في المنطقة بشكل مباشر في حرب العراق وحماية إسرائيل نفسها بعد عجزها عن حماية نفسها والاستعمار من قوة حلم التحرير والوحدة العربية, فسار الآن المطلوب من القوي التي صنعت إسرائيل ان تحميها الآن وهذا الكيان المصنوع لم يستطع ان يبني جسورا أو جذورا مع الشعوب المحيطة بها, ولا أستبعد في زمن قادم أن يكون هناك إعلان عن دولة واحدة لشعبين مع إجراء مصالحة تاريخية كتلك التي ابرامها مانديلا مع الافريكانز خاصة مع تعطل المشروع الاستعماري بالمنطقة والأزمات المالية التي تضرب الرأسمالية مما جعلها تتراجع عن نظرية الرأسمالية المتوحشة وتبدأ في الاقتراب إلي معايير العدالة الإجتماعية الأقرب إلي النظام الاشتراكي. أما فيما يتعلق بالعلاقة بين مصر وإسرائيل فقد ظل الشعب رافضا للتطبيع رغم كل الإستسلامات والخيانات التي قدمها النظام المصري منذ ايام السادات, والمؤكد ايضا أن تحرر مصر من النظام السابق أضاف الثقل الاستراتيجي لمصر لحساب الثورات العربية وبرغم ان مصر لم تعلن عن عدائها لإسرائيل ولن تعلنه في القريب العاجل لأن ذلك مهمة دولة قوية.. فإعلان الحرب أو العداء ليس مرئيا في الإطار المنظور ولكن تعديل المعاهدات لحساب مصر وارد وضروري في الفترة القريبة القادمة. وبين الحرب والعمالة الطريق كبير جدا ينبغي اتخاذها ليس من بينها إعلان الحرب بكره الصبح.