في محادثات هي الأولي من نوعها منذ عامين, وقعت كوريا الشمالية والجنوبية أمس اتفاقا لوقف إطلاق النار, واتفقتا علي إجراء مباحثات عسكرية في محاولة لتهدئة التوترات علي الحدود بينهما, وفتح خط عسكري ساخن بينهما اعتبارا من اليوم, وذلك وسط ترحيب عالمي. وبعد اجتماع رفيع المستوي بين الجانبين, ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن بيونجيانج وسول اتفقتا علي مواصلة المناقشات, كما وافقت كوريا الشمالية علي إجراء مباحثات عسكرية اقترحتها جارتها الجنوبية في يوليو الماضي. وأعلنت الكوريتان في أعقاب اللقاء أن رياضيين ومسئولين من الشمال سيشاركون في الألعاب الاولمبية الشتوية2018 التي ستستضيفها مدينة بيونج تشانج الجنوبية في فبراير القادم. وجاء في بيان مشترك أن الجانب الكوري الشمالي سيرسل وفدا من اللجنة الاوليمبية الوطنية مع رياضيين ومشجعين وفنانين ومراقبين وفريق استعراضي للتايكوندو وصحفيين علي أن تؤمن كوريا الجنوبية المرافق والتسهيلات الضرورية. كما اتفق الجانبان علي نزع فتيل التوتر العسكري الحالي وإجراء محادثات عسكرية حول هذه المسألة, دون أن يتضح موعد هذه المحادثات التي ستكون الأولي من نوعها منذ عام.2014 وجرت المحادثات أمس في بانمونجوم البلدة الحدودية حيث تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. وتصافح وزير الوحدة الكوري الجنوبي شون ميونج جيون الذي يترأس وفد بلاده, مع مسئول وفد الشمال ري سون جوون. وقال وفد الشمال لنقدم إلي الشعب هدية ثمينة بمناسبة العام الجديد, فيما رد الوفد الجنوبي بأن الشعب يأمل فعلا برؤية الشمال والجنوب يسيران نحو السلام والمصالحة. ويشهد الوضع تدهورا منذ سنتين في شبه الجزيرة الكورية مع قيام الشمال بثلاث تجارب نووية وعدة عمليات إطلاق صواريخ. وكان الزعيم الكوري الشمالي قد ألمح في رسالة رأس السنة الجديدة إلي شعبه, إلي إمكان مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية. وفي ردود فعل عالمية علي هذه الخطوة التاريخية, أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية, دميتري بيسكوف أمس أن روسيا ترحب بالحوار بين الكوريتين. ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن بيسكوف قوله أن هذا هو بالضبط نوع الحوار الذي قلنا إنه ضروري, وندعو للامتناع عن أي خطوات من شأنها إعاقة الحوار المباشر بين الكوريتين. وفي بكين أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس أن بلاده ترحب بالمحادثات رفيعة المستوي التي يجريها ممثلون عن الكوريتين. وأضاف أن الصين تدعم الإجراءات الإيجابية الأخيرة التي اتخذتها الكوريتان لتهدئة العلاقات المتبادلة بينهما. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد رحب بانطلاق المحادثات بين الكوريتين, كما قام بتأجيل المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية أملا في إنهاء التوتر في شبه الجزيرة الكورية.