مع بدء الموسم السياحي الشتوي وارتفاع نسبة الإقبال علي سياحة الفنادق العائمة العاملة مابين الأقصروأسوان, تتعرض معظم البواخر السياحية يوميا ل الشحوط في النهر بسبب السدة الشتوية الموسمية, وهي السدة التي تلجأ إليها وزارة الموارد المائية والري للحفاظ علي المقنن المائي في بحيرة ناصر طبقا للحسابات الفعلية لاحتياجات البلاد من المياه. وخلال الأيام الماضية تعرض العديد من الفنادق العائمة للتوقف الاضطراري الشحوط في منطقتي أرمنت بإسنا وكوم أمبو بأسوان, وذلك بعد ظهور الجزر النيلية التي كانت تغمرها المياه من قبل, الأمر الذي يحتاج إلي صدور قرار سيادي متوازن يعمل علي تسيير هذه الرحلات بما لا يضر بأمن مصر المائي. يقول أحمد جمعة بالسياحة إن هناك أكثر من300 فندق عائم يعملون مابين الأقصروأسوان ويمثلون90% من نسبة السياحة الثقافية في الجنوب مهددة بالتوقف الأمر الذي يستوجب علي جميع المسئولين الاهتمام بهذا القطاع, خاصة وأن المؤشرات والمعدلات الحالية تؤكد أننا مقبلون علي موسم جيد بعد سنوات طويلة عاني فيها القطاع من التوقف, ويضيف أن الفنادق العائمة تتعرض في الوقت الحالي لكارثة بسبب السدة الشتوية, حيث تتوقف في مناطق متعددة أبرزها أرمنت بمحافظة الأقصر وكوم أمبو بمحافظة أسوان نتيجة لتعرضها ل الشحوط في الرمال التي بدأت تظهر بسبب خفض تصريفات المياه من بحيرة السد العالي, وطالب مسئولو أجهزة الري بأسوان بسرعة تطهير المجري الملاحي وتجهيزه لإبحار البواخر التي تضطر لإنزال السائحين ونقلهم بالأوتوبيسات لاستكمال برنامجهم السياحي في كل من كوم أمبو ومدينة أسوان, مشيرا إلي أن هذه الأزمة تسببت في توقف وحجز العديد من الرحلات النيلية من وإلي أسوان خوفا من تعرضها لهذا الموقف. وأشار عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان إلي أن هناك استياء شديدا بين السائحين بسبب هذا الشحوط الذي يضرب البرنامج السياحي في مقتل, لافتا إلي أن السائح وبلغة السياحة يشتري رحلته النيلية من الخارج للاستمتاع بالنيل وزيارة المعابد الأثرية في الأقصر وإسنا وإدفو وكوم أمبو وأسوان ولكن للأسف ما يحدث حاليا هو مهزلة بكل المقاييس حيث تضطر الشركات السياحية لإنقاذ برامجها من خلال نقل السائحين إلي المزارات بريا وهو ما يخل بتعاقداتها المسبقة. وفيما رفض صابر تحميل أجهزة الدولة المسئولية بمفردها, أوضح أن شحوط النيل يعني غرز غواطس الفنادق العائمة ذات عمق18 مترا في الرمال أو الجزر مما يتطلب سحبها وتعويمها. وقال إن وزارة الري معذورة ومسئولة في نفس الوقت عن هذه الأزمة, فهي من ناحية العذر مضطرة إلي خفض المنسوب كل عام في هذه الفترة, بسبب عدم حاجة الزراعات الشتوية للمياه, خاصة في الصعيد الذي يبدآ حاليا موسم فطام محصول قصب السكر تمهيدا لحصاده, لذا فإن التصريف يتم طبقا لاحتياجات البلاد من المياه حفاظا علي استراتيجية المياه, ومن الناحية الأخري فهي مسئولة مع مسئولي المحافظات أيضا عن تطهير وتكريك المجري الملاحي قبل بدء السدة الشتوية من أجل تسهيل الحركة الملاحية ومرور البواخر. وطالب أشرف مختار عضو مجلس إدارة غرفة السياحة بأسوان بتدخل وزير الري لإعادة دراسة حجم تصريفات المياه من بحيرة السد العالي في هذه الفترة. وقال إن أصحاب المنشآت السياحية يحلمون بموسم سياحي جيد يعوضهم عن ماعانوه خلال السنوات الماضية, خاصة وأن السياحة مقبلة علي احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة بعد أيام. وعلي الرغم من حظر الإدلاء بأي تصريحات صحفية من أجهزة الري في أسوان باعتبار أن ذلك يمثل أمرا سياديا, إلا أن مصدر مسئول أكد ل الأهرام المسائي أن أجهزة الري وحماية النيل بالتنسيق مع شرطتي المسطحات المائية والعائمات بذلت جهدا كبيرا لسحب وتعويم عدد من الفنادق العائمة التي تعرضت ل الشحوط خلال الأيام الماضية في كوم أمبو. وقال المصدر إن حجم المنصرف من المياه ببحيرة السد العالي يخضع إلي دراسات دقيقة وعلمية, ويتم طبقا للاحتياجات الفعلية للبلاد من زراعات ومياه شرب وتوليد كهرباء. وأوضح أنه سيتم وضع شمندورات لتحديد مسار الفنادق العائمة لضمان مرورها بأمان.