تتحرك الأصابع في دروب وسكك تعرفها تحكي سير الأولين في بيداء سيناء تروي بالمشغولات النسيجية وطرق التطريز قصص الإبداع السيناوي الفريد.. وكما أن العراقة والشيم السيناوية لها من الشهرة بمكان في تأصيل المدن والبلدان كذلك صناعة الملابس البدوية مهنة تحمل تاريخ وثقافة بدو شبه جزيرة سيناء.. وبمرور الوقت باتت مصدر رزق أصيلا للآلاف من السيدات البدويات, حيث يقمن بصناعة الملابس البدوية التراثية المطرزة داخل منازلهن الصغيرة, وذلك تحت إشراف جمعيات أهلية بسيناء تعمل علي زيادة دخل المرأة البدوية والحفاظ علي التراث السيناوي. تجتذب بطرزها اليدوية البديعة أعدادا كبيرة من السياح الأجانب فيقبلون علي شراء هذه الأزياء بخاصة أنها أصبحت تصنع وفق موديلات حديثة ويتم تصنيعها بشكل يدوي في معظم مراحل التصنيع. تقول فؤادة محمد من أبناء بئر العبد إن لديها مؤسسة كبيرة حاليا في الإنتاج البدوي من المشغولات التطريزية وقد بدأت من الصفر وأن هذه المنتجات تلقي إقبالا كبير في السوق المحلية والعربية.. وتوضح فؤادة أن التطريز هي من الصناعات والمشغولات الحرفية اليدوية والتي تشتهر بين النساء الخبيرات والمبدعات في فن الحياكة وحرفة المشغولات اليدوية والذي تتناقلهن فيما بينهن من جيل إلي جيل من المجتمع البدوي الذي أعيش فيه ومن الزمن القديم إلي الزمن الحاضر. وتقول إن سبب إتقان هذا الفن في بادية سيناء أن تعليمه يبدأ من الأم الخبيرة لابنتها والأخت لأختها والجارة لجارتها, والمتقنة لهذا الفن تنقله لباقي النساء, فكل خبيرة في فن تنقل فكرتها وتصوراتها وإبداعات فنها إلي جيلها والأجيال التي تليها عبر مرور الأزمان وهذا التراث.. وإن كان قد اندثر بعض الشيء.. إلا أنه في دماء أهل سيناء وباق ولن يزول.. ويرتكز إبداعاته علي الخبرة والدقة المتناهية في نقل هذا الفن من الطبيعة البدوية إلي لوحة فنان تتجسد في الملبوسات النسائية وبعض ملبوسات الأطفال والرجال لهذا تقول إن هذه المشروعات تدر ربحا وفيرا ومن المشروعات التي تقضي علي البطالة خاصة بين الفتيات ببادية سيناء. وتشير فوزية العيسوي وهي تحكي تجربتها الرائدة في هذا المجال إلي أن اللهث وراء الوظائف لن يجدي شيئا فقد بدأت منذ سنوات بتجربة بسيطة ومشروع صغير في الصناعات البدوية والتطريز والذي يتميز بألوانه الفاتحة والداكنة اللون وخاماته البسيطة من شعر الغنم وأصوافها ووبر الإبل وأفكاره وأشكاله بسيطة جدا تعكس الحياة الصحراوية البدوية البدائية. وتضيف وجدت إقبالا كبير علي اقناء المشغولات والآن لدي محلات بالسوق الرئيس بالعريش لبيع هذه المنتجات وكذلك نقيم أسواق بالقاهرة ومختلف محافظات مصر والمطلوب كبير جدا ونحتاج إلي العديد من السيدات التي يقومن بهذه المهنة. من جانبه أكد اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء أن المشغولات البدوية من المشروعات الصغيرة التي تدعمها المحافظة بشكل مباشر وكبير.. هذه المشروعات تقدمها المحافظة بشكل كبير للسيدات الراغبات في العمل والابتعاد عن روتين الوظائف وهناك جمعيات كثيرة تسهم في انتشار هذه الحرفة وتدعمها من خلال التضامن الاجتماعي.