أصدر الرئيسي السيسي قرارا جمهوريا بالموافقة علي اتفاقية تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والموقعة في الصين بتاريخ29 يونيو2015 برأس مال قدره مائة مليار دولار أمريكي موزعة علي مليون سهم بقيمة اسمية مائة ألف دولار للسهم الواحد. ويضم البنك في عضويته حاليا77 دولة, منها45 دولة آسيوية.. كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التاسعة لمجموعة الدول الخمس المعروفة باسم مجموعة بريكس, التي عقدت في مدينة شيامن الصينية, وهذه المجموعة لها أهمية اقتصادية وهي تضم خمسة اقتصادات صاعدة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا, قد تأسست عام2001, ويشكل عدد سكانها40 في المائة من سكان العالم, ولديها21% من مساحة المعمورة, وخلال الفترة من1990 إلي2014 نما ناتجها المحلي الإجمالي من11% ليصبح30% من الناتج العالمي. وقداستطاعت دول بريكس زيادة التجارة البينية بين أعضائها لتصل في عام2016 إلي16.6 تريليون دولار, كماارتفعت حصتها في التجارة الدولية من11% إلي16% في أقل من عشرسنوات. وللمجموعة هدفان, أولهما سياسي يكمن في إصلاح المؤسسات الدولية, بحيث تعبر إدارتها عن مبادئ واسعة النطاق, وهذا ما تحقق في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي, وتدعو مجموعة بريكس إلي إصلاح شامل للأمم المتحدة ومجلس الأمن, ليصبح أكثر تمثيلا للدول النامية. وثانيهما: اقتصادي وتجاري يركز علي مكافحة الحمائية التجارية التي بدأت تتفاقم في كثير من العواصم, المجموعة تطالب بتحرير التجارة, وضمان إعادة التوازن للاقتصاد العالمي. وتسعي الصين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني بين دول المجموعة, من خلال تدشين بنك جديد لتنمية بريكس,.وتسعي مصر إلي عضوية تلك المجموعة التي كان ينبغي ان تضم مصر منذ البداية, لأن مصر تمثلإضافة مهمة للمجموعة علي الصعيد السياسي الاستراتيجي الجغرافي خاصة مع تزايد اهتمام المجموعة بالجوانبالسياسية وسعيها لتدعيم الاستقرار والمساهمة في الحفاظ علي السلام والأمن الدوليين, كما يشكلالتعاون السياسي والأمني ركنا مهما من أركان تعاون البريكس من خلال بعض الآلياتمثل اجتماع مستشاري الأمن الوطني واجتماع وزراء الخارجية والعلاقات الدولية. إن التوجه الإستراتيجي المصري بالتوجه شرقا هو توجه يساير التحولات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين, ويعني هذا التوجه, بلورة وبناء حزمة من السياسات التعاونية مع دول شرقي آسيا في ميادين التجارة والاستثمار والتكنولوجيا لأن تلك الدول هي قاطرة النمو العالمي فمثلا, أصبحت الصين خلال السنوات الأخيرة ملء سمع العالم وبصره بفعل قصة الصعود الاقتصادي الهائل التي حققتها, وتحولها إلي بلد يتصدر القوي الدولية البازغة, ويسعي لشغل موقع أقوي وأبلغ تأثيرا علي المسرح الدولي كله, ولتكوين فكرة مبدئية فقط عما تعنيه قوة الصين المالية يكفي أن نعرف فقط أن نصف احتياطياتها المالية من العملات الصعبة تكاد تكفي لسداد الديون السيادية لكل من اليونان, والبرتغال, وأيرلندا, وإسبانيا, مجتمعة. والنصف الثاني يسمح لها بشراء كل من شركات جوجل, وآبل, وماكروسوفت, وآي بي إم, وجميع ما في مانهاتن بنيويورك من أبراج. إن القرن الحادي والعشرين هو قرن ما بعد أمريكي, والأحادية القطبية التي جسدتها الهيمنة الأمريكية علي العالم أصبحت شيئا ينتمي إلي التاريخ, ولكن في الوقت نفسه لا يزال الوقت مبكرا علي إعلان قيام عالم متعدد الأقطاب و انبثاق نظام دولي جديد.