مع الإعلان عن مقتله أمس في مواجهات بين القوات الموالية له وعناصر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران علي مشارف العاصمة صنعاء, تطوي صفحة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والذي حكم اليمن لعقود طويلة, وظل حتي بعد تركه السلطة عقب الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في عام2011, لاعبا أساسيا في المشهد السياسي اليمني بكل تعقيداته حتي الإعلان أمس عن نهايته الدرامية. ومع تفاخر الحوثيين بقتله بدم بارد وإصابة ابنه في القصف علي منزله, بدأت العملية العسكرية لقوات الجيش اليمني صنعاء العروبة أمس بتوجيهات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, تتجه للعاصمة لتحريرها من الميليشيات الحوثية, بينما أعلن رئيس الوزراء اليمني, أحمد بن دغر, أن الرئيس هادي سيصدر عفوا عاما عن كل من يقطع تعاونه مع الحوثيين. في الوقت ذاته, طلب التحالف العربي في اليمن من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز الحوثيين, في إشارة إلي احتمال تكثيف الغارات الجوية علي صنعاء. وأفاد مصدر في الرئاسة اليمنية طلب عدم الكشف عن اسمه للوكالة الفرنسية للأنباء أن الرئيس هادي أصدر توجيهات إلي نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بسرعة تقدم الوحدات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأنصار صالح. وطلب التحالف العربي من المدنيين في صنعاء بالابتعاد عن آليات وتجمعات الحوثيين بما لا يقل عن500 متر من المناطق الخاضعة لسيطرتهم. من جانبه, أكد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أن هناك خطة محكمة ومتقنة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي سيتم تنفيذها خلال الساعات المقبلة من أجل فتح جبهات جديدة لدخول العاصمة اليمنية صنعاء وتحريرها من قبضة الميليشات الحوثية. وقال المتحدث باسم الجيش اليمني إن تلك الجماعات الحوثية مدعومة بشكل كامل من إيران, مشددا علي أن الجيش اليمني يدين بالولاء الكامل للقيادة الشرعية بقيادة الرئيس منصور هادي. وشدد العميد مجلي علي أن التحالف العربي يقدم الدعم الكامل للجيش اليمني من أجل تحرير العاصمة صنعاء, مشيرا إلي أن هناك ثورة شعبية كبيرة تساند قوات الجيش للقضاء علي تلك الجماعات الانقلابية ومن يمولها من الخارج. وأكد مجلي أن القبائل ترفض نهائيا ميليشيات الحوثي, بسبب ما حدث لها من قبل من خطف واغتصاب علي يد هذه الميليشيات, موضحا أن أغلبية القبائل في صنعاء تدين بالولاء للشرعية اليمنية وتسعي إلي تحقيق الأمن والاستقرار. ياتي ذلك فيما أكد قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس الراحل صالح أنه سيتم الإعلان خلال الأيام القادمة عن من سيقود المعركة بعد صالح.