للمساجد حرمة عظيمة وقدسية كبري في الإسلام حيث جعل انتهاك حرمتها وترويع المصلين والآمنين من صور الإفساد في الأرض والتجرؤ علي حرمات الله التي تستوجب الضرب بكل شدة وحسم علي أيدي كل من حاول أو فكر في التعدي عليها. وكشف حادث التعدي علي مسجد الروضة بشمال سيناء عن بشاعة مدي انتهاك حرمة بيت الله وعظم الجريمة التي راح ضحيتها عشرات المصلين في اثناء أداء صلاة الجمعة دون أي ذنب سوي الذهاب لأداء صلاة الجمعه. حول حرمة التعدي علي بيوت الله ومن فيها والعقوبة الزاجرة لكل من تسول له نفسه التجرؤ عليها. في البداية يقول الدكتور عادل المراغي من علماء الأوقاف من المعلوم أن بيوت الله في الارض المساجد والتي لها قدسية كبري حيث هي بيت الأمن والأمان لكل من دخله لقوله تعالي ومن دخله كان آمنا وهذا ينسحب علي كل المساجد ولذلك نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن مجرد رفع الصوت في المسجد أو سن الحراب داخله كما نهي عن تخطي الصفوف ونشدان الضالة حفاظا علي هيبة المسجد وحرمته وقدسيته لأنه بيت الله, فإذا كان الإسلام قد حرم كل هذه الصور فما بالنا بتفجيرها وترويع الآمنين وإزهاق الأرواح وقتل الأبرياء وهذا الفعل الشنيع لم تعرفه الإنسانية إلا من طائفتين مجرمتين الصهاينة في فلسطين تقتل الركع السجد, والجماعات التكفيرية الداعشية التي اعتدت علي حرمة المساجد وإزهاق أرواح الأبرياء كما حدث في سوريا من قتل العلامة الدكتور سعيد رمضان البوطي بسبب الفكر المتطرف الداعشي الذين يكفرون الصوفية وهذا هو فكر الخوارج كلاب النار الذين قتلوا الحوامل في عهد علي ابن طالب وبقروا بطونهم بالرماح وهذا الفكر ضرب بالانسانية عرض الحائط بل إن الوحوش في الغابات تتبرأ من أفعالهم وأخلاقهم. وذكر المراغي أن المساجد أمر الله برفعها وتعظيمها وحمايتها بل شرع الجهاد للدفاع عن المساجد والكنائس لقوله تعالي ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا فكأنما شرع الجهاد لحماية المساجد والكنائس وحرص الاسلام علي رفع المساجد في قوله تعالي في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ويوضح المراغي ان السيئة تزداد عظمها بواحد من ثلاثة أشياء حرمة الزمان أو المكان أو الشخص فمن اعتدي علي شخص في المسجد ليس كمن اعتدي علي شخص في الشارع لانتهاك حرمة المكان لقوله تعالي عن المسجد الحرام ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم فقد توعد الجبار سبحانه وتعالي كل من تسبب في انتهاك حرمة المساجد وإرهاب أصحابها الركع السجود بالخزي والفضيحة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة قال تعالي ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم. ويضيف الشيخ أحمد البهي إمام مسجد السيدة زينب أن الله توعد بالعذاب الأليم في الاخرة والخزي في الدنيا لمن حاول منع الناس عن المساجد وتخريبها بإغلاقها وحث الناس علي هجرتها فما بالنا لو ارتبط بالإرهاب والتعدي علي حرمة النفس داخل المساجد فعقوبتها لا يعلمها إلا الله فمن المعلوم أن الذنوب تضاعف عقوبتها إذا ارتكبت في الأيام الفاضلة كشهر رمضان أو في الأماكن الفاضلة كبيوت الله ولم يحدث اعتداء ابشع من اعتداء القرامطة علي بيت الله الحرام حيث ارتكبوا ابشع المذابح في تاريخ الإسلام حيث القوا بجثث القتلي في بئر زمزم واعتلي زعيمهم الكعبة وقال انت تخلق الخلق وأنا أقتلهم وسرقوا الحجر الأسود ورحلوا به لدولتهم بالبحرين لمدة21 سنة كانت فترة خراب لها حيث انتهت دولة القرامطة من التاريخ فضلا عن عقابهم في الآخرة. ويشير الشيخ محمد عيد إمام مسجد السيدة عائشة إلي أن الإسلام حرم الاعتداء علي المساجد وازدادت الحرمة لقتل النفس البشرية لما ورد عن ابن عمر عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه نظر للكعبة وقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك عند الله لدم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا مبينا حرمة الاعتداء علي النفس في كل الشرائع السماوية لقولة تعالي من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. وقوله صلي الله عليه وسلم من اعان علي قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله فما حدث من اعتداء غاشم علي بيت من بيوت الله لهو أمر جلل ترفضه النفوس وتأباه العقول الزكية والاديان السماوية واحرار الانسانية من اعتداء وقتل ابرياء يذكرون الله في يوم من أعظم ايام الله وفي ذكري مولد الرحمة المهداة رسول الانسانية جمعاء كما انه دلالة علي موت القلوب وظلام العقول ومحو لتاريخ الانسانية من الرحمة والمودة التي جاء بها رسولنا الكريم مما يتطلب من المجتمع الانساني بكل مؤسساته التكاتف والتصدي للارهاب حتي يعيش الجميع في وئام وسلام بعيدا عن الغلو والتخوين والتكفير.