كشف الرئيس الامريكي دونالد ترامب أن بلاده لن تتسامح بعد الآن بشأن الانتهاكات التجارية المزمنة, بينما كان يحدد إطار برنامج أعمال تجاري صعب في منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي( أبيك) بمدينة دا نانج الفيتنامية. وفي حديثه خلال القمة التي تضم كبار رجال الاعمال وزعماء سياسيين, بعد وقت قصير من وصوله, كشف ترامب أنه يقدم شراكة جديدة لدول المحيط الهادي والهندي لإبرام اتفاقيات ثنائية مع تلك الدول التي ستلتزم بمبادئ التجارة العادلة والمتبادلة. وفي تعليقه علي ما وصفه باختلال غير مقبول في الميزان التجاري, رفع ترامب شعار أمريكا أولا معتبرا أنها نفس الطريقة التي يتوقع أن تقوم بها الدول الاخري بوضع دولها أولا. وعرض رئيسا الولاياتالمتحدة والصين رؤيتين مختلفتين كثيرا حول مستقبل التجارة العالمية, إذ رفع ترامب شعاره أمريكا اولا ليترك نظيره شي جينبينج في موقف الدفاع عن موجة العولمة التي لا يمكن العودة عنها. والقي كل من شي, الذي يعتبر أقوي زعيم صيني في عقود, وترامب الذي يعاني من تراجع شعبيته بشكل كبير في الداخل كلمتيهما بفارق دقائق في قمة( ابيك). في كلمته التي تراوحت بين الثناء لدول آسيا-المحيط الهادئ واتهامها بإضعاف أكبر اقتصاد في العالم, كشف ترامب ان مصلحة الولاياتالمتحدة تضررت نتيجة ممارسات التبادل التجاري العالمي. وسارع شي الي ملء الفراغ الذي أحدثه إعلان ترامب مبرزا الدور الريادي للصين لانها تفرض عوائق أقل علي التجارة, كما دافع عن العولمة التي سمحت لبلاده بالخروج من الفقر لتصبح قوة كبري في ثلاثة عقود, ووصف ذلك بالمسار التاريخي الذي لا عودة عنه. لكنه أقر ازاء الخلافات المتعددة حول انعدام التوازن التجاري وخسارة الوظائف وعدم المساواة الاجتماعية, بضرورة تطوير فلسفة التجارة الحرة لتصبح أكثر انفتاحا وأكثر توازنا وأكثر انصافا. وعانت أمريكا من التجارة غير المنصفة والاسواق المغلقة وسرقة الملكية الفكرية. ومنذ عدة سنوات, فتحت أمريكا بشكل منهجي اقتصادها بشروط ضئيلة, حيث خفضت أو أوقفت التعريفات الجمركية وقلصت الحواجز الجمركية وسمحت للسلع الاجنبية بالتدفق بحرية داخل البلاد. وكانت الانظار تتوجه نحو اجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين, لكن البيت الابيض كشف أنه لم يتم التخطيط لعقد اجتماع رسمي. ويضم المنتدي رؤساء حكومات من مختلف أنحاء منطقة المحيط الهادي لبحث التنمية الاقتصادية وفي السنوات الاخيرة مكافحة الارهاب. وسيجري هذا العام بحث قضية أساسية هي مصير الشراكة عبر المحيط الهادي. وكان ترامب قد سحب بلاده من الاتفاقية التجارية بعد توليه الرئاسة في يناير, لكن الشركاء المحتملين ال11 المتبقين يسعون جاهدين لإنقاذ الاتفاقية.