عندما لا يكون عندك حارس مرمي ينقذك في الأوقات الصعبة وعندما تستقبل شباكك هدفا في ملعبك وتستقبل نفس الهدف بنفس الطريقة خارج ملعبك, وعندما تفتقد للاعب المهاجم القوي المنقذ الذي يسجل من أنصاف الفرص فلابد أن تخسر بطولة كانت قريبة جدا منك.. هكذا كان الأهلي وهذا ما حدث معه, فقد خسر من برج العرب ولم يستطع التعويض في الدار البيضاء كما هي عادته في مثل هذه المواجهات الكبيرة فكثيرا ما تعادل علي أرضه لكن ليس كل مرة تسلم الجرة. خسر الأهلي مع أنه أفضل فنيا من الوداد, لكن الحسين عموتة كان أفضل من حسام البدري في إدارته لمباراتي الذهاب والعودة وحقق هدفه بطريقة رائعة في المباراتين بالتعادل في برج العرب والفوز في الدار البيضاء بهدف بلا رد في المباراة التي جمعت الفريقين مساء أمس علي ستاد مولاي محمد الخامس في عودة نهائي دوري أبطال إفريقيا ليقتنص بطولة غالية ومهمة جدا ويصعد لكأس العالم للأندية علي حساب الأهلي ملك القارة السمراء, بعدما تعادل معه ذهابا في برج العرب. لكن في كل الأحوال ورغم الخسارة يستحق الأهلي كل التحية والتقدير فقد خسر مرفوع الرأس فأن تلعب في النهائي فهذا شرف عظيم وتقدير كبير حتي لو خسرت فلك كل الاحترام والأهلي من عظماء القارة وقريبا سيعود إليها بطلا كما فعلها من قبل8 مرات. بداية شرسة.. لم تسفر عن هدف بدأ الأهلي المباراة بقوة وسيطر مبكرا من خلال أداء هجومي مميز وضغط عال ومتقدم لكل لاعبيه الأمر الذي جعله يحاصر فريق الوداد المغربي في نصف ملعبة وبات معظم لاعبيه تقريبا داخل منطقة ال18 دفاعا عن مرماهم أمام الهجوم الأهلاوي الكاسح من كل الجهات سوي من الناحية اليمني التي يلعب فيها محمد هاني ومؤمن زكريا أحد أفضل وأهم اللاعبين وأكثرهم تحركا أو من اليسار عن طريق حسين السيد ومساعده أجايي.. وكانت المجموعات الهجومية تتقدم من العمق عبر عبد الله السعيد وخلفه ثنائي الوسط المدافع أحمد فتحي وعمرو السواليه وفي المقدمة أزارو وعاب الأهلي إنهاء الهجمات بشكل جيد وافتقاده للمهاجم الذي يخلص في مثل هذه المباريات من نصف فرصة مثل تلك التي أتيحت لأزارو لكنه لم يستغلها.. عبر15 دقيقة كان للأهلي الفضل من كل الوجوه وكان لابد أن يسجل في هذا التوقيت لكن سوء استغلال أنصاف الفرص حال دون ذلك الأمر الذي دفع الوداد للتركيز ومحاولة تخفيف الضغط ليظهر بعد17 دقيقة أمام مرمي الأهلي في ظل تحركات بنشرقي وخضروف والنقاش وإسماعيل حداد مع الالتزام الشديد بالجانب الدفاعي, وخلال هذا النشاط للوداد نجح في الوصول إلي مرمي إكرامي وكاد أن يسجل في الدقيقة30 عندما سدد عبد العظيم خضروف كرة اصطدمت بظهر حسين السيد وذهبت إلي العارضة.. وهدأ الأهلي بعض الشيء لكن الدقيقة34 شهدت أخطر فرصة كان يمكن أن تحقق هدف الأهلي الأول بعدما تلقي مؤمن زكريا كرة بينية من العمق مررها عمرو السولية وانفرد وسدد لحظة خروج الحارس ليتألق زهير لعروبي وينقذ فرصة مهمة جدا. ونجح الأهلي في العودة لكن ضاعت الفرص تباعا أيضا لغياب القناص. بشكل عام كان الأهلي الأكثر استحواذا طوال ال45 دقيقة وأدي المدافعون دورهم بصورة طيبة وظهر فتحي والسولية في التصدي من الوسط لأي محاولات هجومية ليخرج الشوط بدون أهداف لمصلحة الوداد. شوط هادئ.. و خسارة لكل شيء ومع بداية الشوط الثاني يثور جمهور الوداد في المدرجات ويطلق شماريخه ودخانه الذي أصاب الملعب بالشلل حتي تنعدم الرؤية ويضطر الحكم بكاري جساما لإيقاف المباراة في الدقيقة48 لمدة دقيقتين حتي تعود الرؤية في الملعب.. ويصبح اللعب سجالا بين الفريقين ويكتسب الوداد ثقة أكثر ويرتبك الأهلي وتتوه تمريرات لاعبيه حتي الدقيقة55 فهو لم يستغل حمي البداية وظهر هادئا للغاية بل إن هجمات الوداد كانت تحمل بعضا من الخطورة. وتشهد الدقيقة60 أول تدخل لحسام البدري لإجراء تغيير في أداء فريقه عندما سحب مهاجمه أزارو ودفع بأحمد حمودي لاعب الوسط المهاجم ويحدث تغييرا في تحركات اللاعبين المهاجمين خصوصا أجايي ومؤمن زكريا لكن ظل الأهلي بدون مهاجم صريح من مواليد منطقة الجزاء يمكن أن يستغل أي فرصة لحسم الموقعة. وظل الأداء علي حاله, فالأهلي لم يستعد خطورته علي المرمي وفشل لاعبوه في خلق فرص فيما كان الوداد متماسكا دفاعا عن هدفه وحلمه في البطولة ولم يضف تغيير حمودي نتيجة سريعة علي أداء الأهلي. هدف.. و خطأ متكرر وعلي عكس كل التوقعات في الدقيقة69 ومن هجمة لفريق الوداد ارتكب فيها لاعبو الأهلي وحارسهم إكرامي نفس الأخطاء التي ارتكبوها في هدف التعادل لبنشرقي في برج العرب ونفس اللاعب بنشرقي يتقدم من الناحية اليمني وكان في مواجهته السولية الذي تمت مراوغته بسهولة غريبة ويلعبها بنشرقي عرضية لم يتصد لها الدفاع وظل شريف إكرامي كعادته واقفا في مرماه دون أي تصد للعرضية ليقفز لها وليد الكارتي ويلعب رأسية تسكن الشباك ويقفز إكرامي إلي الداخل ليتقدم الوداد بهدف ويبدأ البدري في المغامرات الهجومية ويسحب أحمد فتحي من الوسط المدافع لسببين أولهما أنه سيهاجم بقوة وبالتالي بات في حاجة للاعب ارتكاز واحد هو السولية, ثانيا أن فتحي لديه إنذار ويمكن أن يتعرض للطرد في أي وقت مما كان سيصعب الأمور علي الأهلي كما أن نزول متعب كمهاجم أمر مهم لعل وعسي يحل مشكلة الهجوم الأحمر.. ثم دفع بورقته الثانية الهجومية وليد سليمان بدلا من ورقة دفاعية هو حسين السيد ليكون عدد مهاجمي الأهلي في الملعب ستة, أكثر من نصف الفريق بوجود متعب وأجايي وعبد الله السعيد ووليد سليمان ومؤمن زكريا ومعهم حمودي علي أمل العودة للمباراة وهي مغامرة كانت مطلوبة في ظل التأخر بهدف. وتشهد الدقيقة79 إنقاذ إكرامي لفرصة هدف من إسماعيل الحدادي وهو إنقاذ حافظ للأهلي علي آماله في المباراة. وتزداد ثقة لاعبي الوداد في أنفسهم ويلجأون للضغط المتقدم لمنع الأهلي من الهجوم وفي نفس الوقت يرتدون سريعا بثمانية لاعبين للدفاع عن مرماهم وحاول الأهلي في الدقائق المتبقية لكن في النهاية لم يجد من ينقذه ويسجل هدفا ليخسر المباراة ويخسر البطولة ويتوج بها الوداد للمرة الثانية في تاريخه ويتأهل لكأس العالم للأندية الشهر المقبل في الإمارات. وثيقة المباراة توج فريق الوداد البيضاوي المغربي بطلا لمسابقة دوري أبطال إفريقيا بعد تغلبه علي الأهلي بهدف مقابل لا شيء في لقائهما مساء أمس علي ستاد محمد الخامس في إياب الدور النهائي للبطولة. وسجل هدف المباراة الوحيد وليد الكرتي في الدقيقة69 من عمر اللقاء. وكانت نتيجة لقاء الذهاب أسفرت عن تعادل الفريقين بهدف لكل فريق. تشكيل الفريقين الأهلي: حراسة المرمي: شريف إكرامي, خط الدفاع: سعد سمير, رامي ربيعة, حسين السيد وليد سليمان, محمد هاني, خط الوسط: عمرو السولية, أحمد فتحي عماد متعب, عبد الله السعيد, وجونيور أجايي ومؤمن زكريا وليد أزارو حمودي. الوداد: حراسة المرمي: زهير لعروبي. خط الدفاع: نوصير, رابح, واتارا, بدر كادرين. خط الوسط: وليد الكرتي إبراهيم النقاش, صلاح الدين السعيدي, عبد العظيم خضروف,خط الهجوم: أشرف بنشرقي, إسماعيل الحداد. أزارو out تخصص في إهدار الفرص.. وخروجه خطأ للمباراة الثانية علي التوالي بعد هاتريك النجم الساحلي أثار المغربي وليد أزارو رأس حربة الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي الجدل بسبب فشله في ترجمة3 فرص محققة للتسجيل في أول60 دقيقة من اللقاء إحداها من انفراد تام بالمرمي. واضطر حسام البدري المدير الفني للفريق الأهلاوي إلي سحبه من اللقاء والدفع بأحمد حمودي صانعا للألعاب مع تقدم النيجيري جونيور أجايي الجناح الأيسر إلي مركز رأس الحربة الصريح بدلا من أزارو. والغريب أن الأهلي تأثر بخروج لاعبه أزارو قبل30 دقيقة من نهاية اللقاء حيث فقد حسام البدري ورقة هجومية مؤثرة قادرة علي استهلاك قوة المدافعين المغاربة في الثلث الأخير من الملعب. والمثير في الأمر أن أزارو أنهي البطولة في صدارة هدافي الفريق الأهلاوي برصيد4 أهداف سجل منها هاتريك في شباك النجم الساحلي خلال إياب الدور قبل النهائي وأفضل مبارياته. Manofthematch بنشرقي في الصدارة يستحق أشرف بنشرقي صانع ألعاب فريق الوداد البيضاوي المغربي أن يكون رجل المباراة الأول بفضل مستواه المميز في اللقاء.. وصنع أشرف بنشرقي هدف الفوز لفريقه في الدقيقة69 بتمريرة رائعة لزميله وليد الكرتي كما كان مصدر الخطورة الدائم علي مرمي شريف إكرامي حارس مرمي الأهلي في أغلب فترات اللقاء. ونجح بنشرقي في الهروب من شبح الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه رامي ربيعة في الكثير من الوقت بالنزول لمنتصف الملعب أو التوجه لطرفي اللقاء وتشكيل خطورة بتحركاته وتمريراته. وكان بنشرقي هو رجل الوداد الأول في لقاء الفريقين بجولة الذهاب علي ملعب برج العرب قبل أسبوع وسجل هدفا حاسما تعادل به الفريقين1 .1 جاساما المشبوه أثار بكاري جاساما حكم لقاء الأهلي مع الوداد المغربي الجدل قبل اللقاء عندما انتشرت له صور مثيرة برفقة وكيل أعمال سعيد الناصيري رئيس نادي الوداد المغربي في اجتماع خاص بأحد الأماكن المغلقة مطعم أو كوفي شوب تم التقاطها بدون علم الحكم.. وبمجرد نشر الصور علي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر حتي اجتاح الخوف جماهير الأهلي من حدوث اتفاق سيئ السمعة بين الحكم ومسئول الوداد الكبير لتسهيل مأمورية الفريق المغربي في الفوز بالبطولة القارية, وانتشرت الصور وسط تغريدات ساخنة من جانب جماهير الأهلي التي اعتبرت الحادثة بوادر رشوة صريحة من جانب الوداد للتأثير علي طاقم التحكيم لتسهيل مأمورية الفريق المغربي في حسم النتيجة وإحراز اللقب القاري لثاني مرة. والمثير في الأمر أن الحكم جاساما فاجأ الجميع بعصبية كبيرة تعامل بها مع لاعبي الأهلي بشراسة غريبة, وأطلق العنان لبطاقات صفراء لأحمد فتحي وجونيور أجايي وعمرو السولية والتلويح بورقة الطرد. وفاجأ جاساما الجميع باحتساب3 دقائق فقط وقتا بدلا من الضائع في الشوط الثاني رغم التوقف الطويل الذي بدأ في انطلاقة النصف الثاني عندما أطلقت الجماهير الشماريخ وانعدمت الرؤية داخل الملعب وكذلك خلال فترات علاج زهير لعروبي حارس المرمي التي دامت لأكثر من3 دقائق وكذلك سقوط لاعبين آخرين من جانب الرجاء. الخسارة المالية 60 مليونا خسارة مالية ضخمة تنتظر النادي الأهلي من وراء فقدان لقب بطل دوري أبطال أفريقيا تتمثل في2 مليون و500 ألف دولار42 مليونا و500 ألف جنيه جائزة الفوز بالبطولة القارية بالإضافة إلي17 مليونا و500 ألف جنيه إضافية ليرتفع المبلغ إلي60 مليونا دفعة واحدة وهي تمثل قيمة المشاركة فقط في بطولة كأس العالم للأندية في الأمارات نهاية هذا العام... وتعد الخسارة الحالية هي الرابعة للأهلي في سباق البحث عن الأميرة الأفريقية التي كان أخر تتويج له بها في عام2013.