بعد فترة وجيزة من الثورة الإيرانية في عام1979, اقترحت مجموعة صغيرة من قادة الشباب الايراني إنشاء حرس وطني مكلف بالحفاظ علي الثورة الإسلامية الجديدة , لينشأ الحرس الثوري الإيراني منذ ذلك الحين, وبعد38 عاما أصبح الحرس الثوري لاعبا أساسيا داخل ايران وفي جميع انحاء المنطقة. وقد أثارت التقارير التي تفيد أن الحكومة الأمريكية فرضت عقوبات علي الحرس الثوري الإيراني اضطرابات في طهران مما يلقي بظلاله علي خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتوقعة لتمزيق الاتفاق النووي. وهددت ايران أن القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة ستكون مفتوحة للهجوم اذا تم اعتبار الحرس الثوري الايراني جماعة ارهابية. وقالت وزارة ظريف ان رد فعل طهران سيكون( حازما وحاسما), وحتي الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني الذي وجه قبل خمسة أشهر انتقادات نادرة الي الحرس الثوري الإيراني, أصدر دعمه الكامل للحرس الثوري, قائلا: انه له مكان في قلب الشعب الإيراني. ونقلت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن فريد فرحي, وهو أكاديمي يرصد الشئون الإيرانية, إن اعتبار الحرس الثوري جماعة إرهابية سيكون أمرا غير مسبوق. وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني جزء لا يتجزأ من الدفاع العسكري الإيراني وله مكانة كبيرة داخل ايران. وقال ان اعتبار ضباط عسكريين لبلد آخر انهم إرهابيون سيكون الأول وسيفتح المجال للمواجهة العسكرية حيث ستتعرض القوات الخاصة الامريكية العاملة في الشرق الأوسط للخطر بشكل خاص. كان الحرس الثوري الإيراني يعمل في البداية كقوة محلية في جميع أنحاء إيران, لكنه توسع سريعا بعد أن غزا صدام حسين إيران في عام1980, وسمح الخميني بأن يكون له قواته البرية والبحرية والجوية. ولعب الحرس الثوري الايراني دورا رئيسيا في الدفاع الإيراني, خاصة في مضيق هرمز, حيث استخدم زوارق سريعة صغيرة لوقف ناقلات النفط التي يستخدمها صدام حسين وحلفاؤه. وقال مهرزاد بوروجيردي, أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز في الولاياتالمتحدة, أنه قبل الحرب لم تكن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني أكثر من الحراس الشخصيين لرجال الدين إلا أن أداءهم في الحرب مع العراق أعطاهم مقعدا علي طاولة السلطة. إلا أن الخميني ظل حذرا من قوة الحرس الثوري المتنامية, وأصدر أمرا صريحا له بالبقاء بعيدا عن السياسة في إرادته. وقدم آية الله علي خامنئي بعدا جديدا لقدرات الحرس الثوري الإيراني من خلال إنشاء قوة القدس, المسئولة عن العمليات العسكرية في الخارج, وعملت بشكل وثيق مع حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. وقال علي أليزاده المحلل السياسي الذي يتخذ من لندن مقرا له إن طهران لم تخفي أبدا دعمها لحركة حماس وحزب الله. وأثارت هذه الأنشطة غضب الولاياتالمتحدة والمنافسين الإقليميين لإيران, ولكن عمليات الحرس الثوري الإيراني في لبنانوالعراق, وأخيرا مشاركتها في دعم بشار الأسد في سوريا, قد اعطت بعدا اقليميا لنشاطه. وتؤكد الولاياتالمتحدة أن إيران كانت وراء سلسلة من التفجيرات في العراق أدت إلي مقتل أفراد عسكريين أمريكيين, وهناك سلسلة من كبار ضباط قوة الحرس الثوري الإيراني وقوة القدس مدرجة بالفعل في القائمة السوداء وتخضع لعقوبات الولاياتالمتحدة. والحرس الثوري الإيراني أصبح ناشطا سياسيا, والأكثر شهرة عندما ساعدت ميليشياته في سحق الاحتجاجات بعد انتخابات2009 المتنازع عليها في ايران. وبعد ذلك بوقت قصير بدأت محاولة استعادة صورته المحلية المشوهة من خلال تقديم قاسم سليماني قائد قوة القدس, كبطل عسكري وطني دافع عن البلاد من الجماعات الإرهابية. وعلي غرار الجيوش الباكستانية والصينية, فإن الحرس الثوري الإيراني له أيضا حصة كبيرة في الاقتصاد الإيراني, سواء في المشاريع القانونية أو غير القانونية, ويملك قادة الحرس مساحات واسعة من العقارات في طهران, ويتهمون بالتورط في عمليات تهريب مربحة عبر الحدود.