وراء كل منهم حكاية أتت به لينضم مع جيرانه ويشكلون اعتصاما مفتوحا أمام مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون, ورغم ما اشيع حولهم من أنهم مسجلون خطر و أرباب سوابق إجرامية ومنهم البلطجية. إلا أن حديثنا معهم أكد أنهم مواطنون مصريون لا ذنب لهم في الحياة سوي أنهم أصبحوا من أبناء الشوارع لا يجدون سوي الخيام لتسترهم. أهالي منطقتي السلام والنهضة نظموا اعتصامهم المفتوح امام ماسبيرو للمطالبة بتخصيص شقق سكنية كانوا قد وعدوا بها بعد طردهم من منازلهم اثناء أحداث الثورة ثم جاء د. عصام شرف رئيس الوزراء ووعدهم بالمساكن مرة أخري وإلي حين تنفيذ ذلك الوعد خصص لهم مجموعة من الخيام بمركز شباب النهضة, ورغم أن عدد تلك الخيام لم يكن ليتوافق مع اعداد الأسر, حيث تم تخصيص200 خيمة ل1365 أسرة, إلا أن الأسر توافقوا مع الوضع, حيث اضطروا لأن تقيم كل14 أسرة في خيمة واحدة. لكن الأسباب الحقيقية التي أتت بهم للاعتصام بماسبيرو لم تقف عن هذا الوضع, فالعشرات ممن قابلناهم اكدوا تعرضهم لحالات من السرقة, والاختطاف بل و الاغتصاب وحالات الشذوذ, فضلا عن اعمال البلطجة التي تمثلت في إطلاق الرصاص الحي عليهم في أوقات متفرقة من اليوم. فردوس عبدالستار من سكان مدينة السلام واحدي المعتصمات تروي لنا حالها, فهي مطلقة وأم لأربعة أبناء وبعد أحداث الثورة وطردها من شقتها اضطرت كغيرها من جيرانها للسكن في الخيام التي تم تخصيصها لهم بمركز شباب النهضة لكن كما تقول ما لقيناش فايدة ولا حد سائل فينا قعدنا شهورا علي التراب و المجاري ضاربة من حوالينا ده غير حوادث الخطف والاغتصاب اللي كانت بتجرالنا هناك فكان لازم نلفت النظر لينا ونوصل صوتنا بأي شكل. وتضيف هند محمد عبدالله من سكان السلام ان محافظة القاهرة ابلغتهم انها ستجري عملية بحث علي المتضررين لمعرفة من هم بحاجة فعلية لتخصيص شقق لهم وبعدها فوجئنا ان نتيجة البحث أكدت ان كلنا عندنا شقق ومش مستحقين بل ان فيه أسماء طلعت انه مستحقة لشقق واكتشفنا انها مش من سكان النهضة ولا السلام اصلا. هند تؤكد ان العديد من السماسرة يوجدون أينما اعتصم هؤلاء الأهالي أمام محافظة القاهرة أو امام مجلس الوزراء حتي في اعتصامهم الحالي امام مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهؤلاء السماسرة يتربصون باللحظة التي يتم الاعلان فيها عن تخصيص شقق ليقوموا بدورهم ولا عزاء للأهالي. مش هنمشي لغاية ما نأخد حقنا بذلك حسم إبراهيم السيد عبدالله أحد المعتصمين موقفه من الاعتصام القائم والذي يؤكد ايضا أن ما تعرض له هو وجيرانه هو المسئول الأول عن قرارهم بالاعتصام امام ماسبيرو, فيقول: كان بيضرب علينا نار وكل الأجهزة الكهربائية اللي حيلتنا اتسرقت ده غير ان بناتنا كانوا بيتثبتوا بمطاوي وهما راجعين من الشغل ده غير ان فيه خيم ولعت في يوم و ناس اتحرقت وما حدش حاسس باللي احنا فيه, المشكلة ا ن كان فيه ناس هتستلم شقهها يوم27 يناير وده كان آخر كلام للمحافظة قبل موضوع الثورة والناس راحت يوم29 يناير لما الدنيا هديت شوية لقينا الناس مش دريانة بينا اساسا. استقبلتنا نبوية وعايدة بالبكاء والنحيب املا في أن تقوم الصحافة برد حقوقهما وتمكينهما من الحصول علي الشقق التي يتمنيانها, نبوية السيد سيدة مسنة ارملة منذ27 عاما واحدي المعتصمات وتعرف نفسها بأنها ارزقية علي باب الله لديها3 بنات وابن وحيد هذا الابن تزوج ثلاث مرات ليس لانه مقتدر ماديا بل علي العكس, كان فشله في تدبير نفقات الحياة وتدبير مسكن الزوجية الملائم السبب وراء فشل جميع زيجاته وجاء طردهم من بيتهم ليهد أي امل في ان تستقر نبوية بأبنائها وتسترهم اربع حيطان, خاصة وان اسرتها المكونة من خمسة أفراد تعيش ب130 جنيها شهريا هي قيمة معاش زوجها المتوفي. احنا بنحمل الحكومة كلها المسئولية وكمان محافظ القاهرة هناك في خيم مركز الشباب ما فيش حد بيحمينا وبعد موضوع الثورة ما هدي الجيش والشرطة انسحبوا من المكان بهذه الكلمات شاركنا سيد محمود سباك واحد المعتصمين ويعاني من آلام الاطراف المزمنة مشيرا إلي أن اعتصامهم لم يأت من فراغ خاصة وان اول كشوف المستفيدين من الشقق التي خصصتها المحافظة لهم اشتمل علي128 اسما ليفاجأ الأهالي بأن20 اسما فقط هم من أهالي النهضة والسلام و108 اسما من الأسماء المتبقية ليسوا من جيرانهم ولا من سكان المنطقة.