أكد د. محمد مجاهد نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن الجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابيل كان يقوم بعملية فرز داخل أوساط الشباب المصري. سواء في ميدان التحرير أثناء الثورة أو في الأزهر للتعرف علي أفكار القطاعات المختلفة وايجاد اتصالات معهم يمكن استثمارها في المستقبل وذلك ردا علي ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي رفض ذكر اسمه أن القبض علي الجاسوس الإسرائيلي ليس استفزازا مصريا لإسرائيل وان هناك أدلة علي هذا التجسس. وأشار إلي أن الجاسوس لديه صفحة علي الفيس بوك كي تبدو الاتصالات مشروعة مع المصريين حتي لايظهر فيها العمل الاستخباراتي, موضحا انه كان يسعي للتعرف علي أفكار قيادات الثورة الشابة وتوجهاتهم من خلال ستار منظمات المجتمع المدني خارج إسرائيل. واوضح د. مجاهد ان ما قالته والدة الجاسوس للقناة الثانية الإسرائيلية عن ان ابنها كان في مصر للنزهة أمر عار تماما من الصحة, حيث ان ميدان التحرير الذي كان يعج بالمشاعر الوطنية لم يكن مكانا مناسبا للنزهة خاصة من جانب شخص يهودي يعرف مشاعر المصريين تجاهه ولايبرر وجود الجاسوس الإسرائيلي سوي مهمة محددة مكلف بها داخل مصر. وقال ان الجاسوس الإسرائيلي كان يزايد علي المتظاهرين ويحمل لافته تنتقد أوباما ليكون أكثر قربا من المعارضين لواشنطن بين المتظاهرين خاصة التيارات الدينية الأكثر معارضة للسياسة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بسياستها في الشرق الأوسط. وحول ما اثير من ادعاءات بصحيفة معاريف عن ان الجيش المصري يحاول اثبات سيطرته علي الأوضاع بعد الثورة من خلال القبض علي إيلان قال د. مجاهد ان سقوط الجاسوس الإسرائيلي هو عمل المخابرات المصرية وليس الجيش, حيث يعمل جهاز المخابرات المصري طوال الوقت بغض النظر عن طبيعة الأوضاع في البلاد لمواجهة أي تهديدات للأمن القومي المصري من الخارج سواء انشطة المخابرات الأجنبية أو التهديدات العسكرية أو كل ما يهدد الأمن القومي بشكل عام سواء الاقتصاد أو المياه أو الاستقرار الداخلي. ودعا د. مجاهد الشرفاء في مصر للابلاغ عن أية تحركات غير طبيعية للاجانب علي أرض مصر والابلاغ عنها. وحول تدخل الولاياتالمتحدة من خلال تسهيل السفارة الأمريكية اتصالا بين الجاسوس الإسرائيلي ووالدته إلي جانب قيام القنصل الأمريكي بزيارته أمس قال د. مجاهد القضية تم تسليمها للنيابة العامة وليس من حق الولاياتالمتحدة التدخل فيها سوي من خلال محامين أو الطمانة علي الجاسوس, وشدد علي ان تدخل الولاياتالمتحدة في القضية سوف يضر بالعلاقات مع مصر خاصة في فترة تخلصها من الهيمنة الأمريكية بعد الثورة. وأكد د. مجاهد ان القبض علي الجاسوس الإسرائيلي دليل علي ضعف عمل الموساد وقد سقط نحو170 عميلا للموساد الإسرائيلي في لبنان العام الماضي خلال3 أشهر وكشفتهم أجهزة مخابرات لحزب الله وجهاز الأمن اللبناني مما يكشف ان الموساد ليس اسطورة كما تدعي إسرائيل. من جانبه, قال اللواء عبدالحليم محجوب الخبير في القضايا الأمنية العربية ان التجسس في وقت السلم أكثر الحاحا من التجسس في اوقات الحرب وهو بالنسبة لإسرائيل مطلب أمني لها وكلما زادت الاضطرابات داخل مصر تحققت أهداف تل أبيب بتأخير بناء الدولة المصرية لعدم الانتباه للعدو الإسرائيلي. وأشار إلي أنه عندما تصل العلاقات بين مصر وإسرائيل للمرحلة الحرجة فهي تسعي لإثارة الاضطرابات والقلاقل بالداخل وإثارة مشاعر الناس لاحداث انفلات أمني حتي يتوجه الاهتمام لقضايا الداخل, مشددا علي أن عمليات التجسس الإسرائيلية لاتنتهي وتزيد الآن في محاولة لتوجيه الأحداث في مصر بعد الثورة.
