منذ أشهر فقط كانت القوات العراقية تقف جنبا إلي جنب مع قوات البشمركة الكردية في جبهات عدة شمالي العراق في مواجهة داعش بالموصل وسنجار, لكن الوضع الآن تغير; فحلفاء الضرورة بالأمس, الذين جمعهم خندق واحد في الحرب علي داعش, أصبحوا اليوم خصوما ليس في السياسية فقط, بل علي الأرض التي شهدت قصفا متبادلا بينهما جنوبيكركوك. وجاءت هذه المعارك علي الأرض بعد مناكفات سياسية طويلة فجرها الاستفتاء الذي أجراه الأكراد علي استقلال إقليم كردستان, وهو الاستفتاء الذي أغضب بغداد وجيرانها ودفعها إلي التحرك لاستعادة الأراضي المتنازع عليها مع الأكراد. وتبادلت القوات العراقية والكردية القصف المتبادل بينهما في جنوب مدينة كركوك وذلك بعد التقدم الميداني الذي أحرزته القوات العراقية في محافظة كركوك المتنازع عليها, فيما أعلن التليفزيون الرسمي العراقي أن القوات العراقية استعادت بدون مواجهات, مساحات واسعة من محافظة كركوك كانت تسيطر عليها قوات البشمركة. ويراقب التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورياوالعراق تحركات الآليات العسكرية والأفراد في محافظة كركوك بشمال العراق التي تشهد توترا بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة, مرجحا أن الاشتباكات المحدودة التي شهدتها المدينة بين الجانبين نتجت عن سوء تفاهم, وقال التحالف: إن هذه التحركات للمركبات العسكرية, حتي الآن هي تحركات منسقة وليست هجمات, في إشارة إلي العمليات التي يخوضها الجيش العراقي لاستعادة السيطرة علي المدينة التي يسيطر عليها الأكراد منذ3 سنوات. وأعلنت القوات العراقية آمس فرض حظر التجوال في كركوك حفاظا علي الأمن, موضحة أنها سيطرت علي مواقع مهمة, من أبرزها مطار كركوك ومنشآت نفطية, كما فرضت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع الأمن في مطار كركوك قاعدة الحرية, فيما أكملت قوات جهاز مكافحة الإرهاب, إعادة الانتشار في قاعدة كي وان بشكل كامل, وتمت السيطرة أيضا علي منشأة غاز الشمال, ومركز الشرطة, ومحطة توليد كهرباء كركوك, ومصفي بجانب منشأة الغاز. وبينما فرضت القوات المشتركة السيطرة علي ناحية ليلان, وحقول نفط بابا كركر وشركة نفط الشمال, وعلي معبر جسر خالد, وطريق الرياض مكتب خالد, ومعبر مريم بيك, وطريق ويري إقليم كردستان أن الحرس الثوري الإيراني قاد الهجوم العسكري واسع النطاق علي مدينة كركوك, بمشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لطهران, كما اتهم بيان للبشمركة قيادات من الاتحاد الوطني الكردستاني, الحزب الكردي المنافس للديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني, بالخيانة وتسليم مراكزهم في كركوك دون قتال. واحتفالا بتلك الإنجازات قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة رفع العلم العراقي فوق المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان العراق. ودعت فرنسا حكومتي بغداد وأربيل إلي ضبط النفس والامتناع عن أي عمل من شأنه تأجيج التوترات بينهما.. مؤكدة ضرورة مواصلة الحوار والحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي العراقية مع أخذ حقوق الأكراد في الاعتبار.