هي بلا شك أنباء سارة للمصريين, ففي الايام القليلة الماضية عاد الحديث الرسمي والإعلامي قويا وجادا عن أهمية الجانب الاقتصادي والعمل علي جذب المستثمرين لاقامة مشروعات تكون هذه المرة وفق قواعد شفافة وعادلة وتخدم الوطن والشعب وليس أفرادا وشركات بعينها. استردت مصر75 ألف فدان في توشكي ولم تخسر المستثمر العربي وهو أمر له دلالته البالغة وصداه الواسع في الداخل والخارج حيث خرجت رسالة ترحب بالاشقاء والاصدقاء لما فيه المصالح المشتركة التي يبحث عنها المستثمر من جانب ومصر في الجانب الآخر. وامام الوفد الامريكي الذي ضم مجموعة متميزة من الشركات العالمية بدت واضحة عوامل الجذب الجديدة نحو مصر الثورة التي اختارت الحرية والديمقراطية التي تنعكس ايجابا علي الناحية الاقتصادية من حيث الالتزام بالشفافية والتنافسية المفتوحة البعيدة عن الشبهات وقد, نطق بها أحد أعضاء الوفد حين اشار إلي تجارب مؤسفة أدت في الماضي إلي عزوف الشركات الامريكية عن الاستثمار في مصر نظرا للمناخ الضبابي وشبهات الفساد التي شعر بها عدد كبير من المستثمرين. وكان لافتا ايضا ذلك الاستثمار القادم من شركات تشيكية عملاقة, وقد عرضت اقامة مصنع كبير لمنتجاتها بقيمة استثمارية تتجاوز الثلاثة مليارات دولار. ولايمكن لنا ان نتجاهل تقريرا صادرا عن البنك الدولي يعزز الثقة بقدرات الاقتصاد المصري علي تجاوز الازمة الراهنة سريعا وان يعاود انتعاشه مع العام المالي القادم. وتزامن ذلك كله مع تصريحات مهمة لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف التي اعلن فيها ان هناك مشروعات قومية عملاقة سيجري الكشف عنها خلال الاسابيع القليلة القادمة. نحن هنا لانضع رءوسنا تحت الرمال حتي نخفي حقيقة التحديات القائمة والصعوبات الناجمة عن حالة التهافت لانتزاع حقوق مهضومة منذ وقت طويل مما يؤثر علي الاداء وعملية الانتاج. ولكننا نرصد أول الغيث القادم الينا من العالم الذي يزداد اعجابا بالثورة المصرية, ويدرك عن يقين ان مصر تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتكون قوة اقتصادية كبري بالنظر لقدرات شعبها, وثرواتها وموقعها ودورها وامتلاكها لاكبر أسواق المنطقة علي الاطلاق. انها حقائق ستعبر عن نفسها علي أرض الواقع في القريب العاجل لتغير والي الابد الاوضاع الراهنة التي نراها في العشوائيات والبطالة والتكدس السكاني والثلاثية القبيحة من الفقر والجهل والمرض لتحل مكانها نهضة شاملة لاتقل ابدا عن البلدان التي تقدمت مثل تركيا وكوريا الجنوبية واندونيسيا وماليزيا وغيرها. مصر تمتلك كنوزا بشرية وطبيعية حان الوقت لاستثمارها بالشكل الامثل ولوجه الله والوطن حتي تحقق للشعب العظيم الذي صبر طويلا احلامه المشروعة في مستقبل واعد يستحقه هو والاجيال القادمة.