علي الرغم من حرص إدارة مهرجان الجونة السينمائي الدولي الذي انطلقت أولي دوراته أمس علي التواصل بشكل مستمر مع الصحافة والإعلام, إلا أنهم أثبتوا عكس ذلك تماما في حفل الافتتاح أمس, بعدما فوجئ الصحفيون فور وصولهم إلي مدينة الجونة- مكان الحدث- بعدم تمكنهم أو السماح لهم بحضور فعاليات حفل الافتتاح والاكتفاء بمتابعته من خلال قاعة أخري بها شاشة عرض وكأنهم يشاهدون الحدث في التليفزيون كأي مشاهد عادي دون أن يتاح لهم نقل ما يحدث في الكواليس بحيادية وصدق. وقد سيطرت حالة من الغضب علي الوفد الصحفي والإعلامي الذين ارتأوا أن ما حدث يعد إهانة لهم بعد اقصائهم عن حضور حفل الافتتاح في الوقت الذي كانت مهمتهم الأساسية في الحضور إلي مدينة الجونة كان هدفها الأساسي التغطية, وليس التواجد أمام شاشات العرض لنقل ما يحدث عبر القناة التي تنقل الحفل حصريا, خاصة في ظل تواجد عدد كبير من مراسلي الصحف العربية. وحاولت إدارة العلاقات العامة إصلاح ما أفسدته إدارة المهرجان حيث أعربوا عن أسفهم لما حدث خاصة أنه كان من الممكن توافر دعوات للصحفيين, ولكن لم يكن هناك ما يغطيها من مقاعد لهم وبالتالي كانوا سيحضرون الحفل واقفين, وهو الأمر الذي أثار السخرية متسائلين لماذا لم يتم وضع الصحفيين ضمن حساباتهم من البداية ؟! وقد استقبل الصحفيون قرار إدارة المهرجان بنقل الحفل لهم بإحدي القاعات بالرفض حيث ظهرت المقاعد خاوية تبحث عن الحضور. وفي سياق متصل شهدت الدورة الأولي تواجد عدد كبير من النجوم علي رأسهم الفنان عادل إمام الذي حرص المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان علي استقباله علي السجادة الحمراء, حيث رفض الزعيم التحدث إلي أي قناة فضائية بما فيها القناة الناقلة للحدث. كما حضرت الفنانة يسرا عضو اللجنة الاستشارية التي أعربت عن سعادتها بنجاح المهرجان, مشيرة إلي ان هذا المهرجان فخر للسينمائيين وإضافة كبيرة, مؤكدة أن هذا المهرجان أولا وأخيرا لمصر وأهل مصر, وأضافت أنها بلا شك سعيدة جدا بتكريم النجم عادل إمام, وأنه بمجرد أن تحدث إليه المهندس نجيب ساويرس لم يتأخر دقيقة عنهم. وقالت الفنانة لبلبة إنها حضرت إلي المهرجان لكي تصفق للزعيم عادل خلال تكريمه, مشيرة إلي أنها عاشت معه رحلة عمر طويلة, وقدمت معه أفضل أفلامي, واستفدت من جماهيريته كثيرا. فيما أعربت الفنانة شيرين رضا عن سعادتها بهذا المهرجان في بقعة ساحرة مثل الجونة, مشيرة إلي أنها تشارك في المهرجان بفيلم فوتو كوبي وأعربت عن سعادتها بخوضها هذه التجربة الجديدة والتي اعتبرتها مغامرة ولكنها في نفس الوقت كان لديها رغبة حقيقية في أن تظهر عجوز ووحشه. وأضافت أنها سعيدة بتجربتها مع الفنان الكبير محمود حميده, بالإضافة إلي تجربتها مع الشباب مثل المخرج تامر عشري في تجربته الروائية الطويلة الأولي, والمؤلف هيثم دبور. وأعرب المخرج عمرو سلامة عن سعادته بعرض فيلمه في افتتاح المهرجان, مؤكدا أن ردود الأفعال حول فيلمه في تورنتو فاقت التوقعات, وأنه اراد من خلال هذه التجربة التي استغرقت من عمره عامين أن يرصد أزمة الهوية وهي أزمة كبيرة يواجهها أي إنسان. وأضاف أنه متحمس لفيلم فوتو كوبي نظرا لأن صناعه أصدقاؤه علي المستوي الشخصي, مشيرا إلي أن محطته القادمة بعد المشاركة في مهرجان الجونة سيكون مهرجان لندن. وشهد حفل الافتتاح تفاعلا كبيرا وحالة من الفرحة, حيث بدأ الحفل بتقديم الفنان أحمد فهمي حيث أثار حالة من الضحك بعدما سخر من عدد من الفنانين مثل عزت ابو عوف وحسين فهمي, وأحمد السقا الذي قال عنه إنه مستعد للذهاب إلي الجونة بحصانه, والفنان محمد رمضان الذي رشحه لتقديم المهرجان رافعا شعاره ثقة في الله نجاح ليحتل المهرجان المرتبة الثانية أو الثالثة حسب ما تقوله الإيرادات في إشارة منه إلي تراجع رمضان عن المركز الأول واحتلاله المركزين الثاني والثالث. وقال المهندس سميح ساويرس إنه شيء مشرف أن يشاهد نجاح مهرجان الجونة, بينما قال المهندس نجيب ساويرس إنها المرة الأولي التي يشارك فيها شقيقة بمشروع, موجها الشكر لمدير المهرجان انتشال التميمي,عمرو منسي,الفنانة بشري والتي اعتبرها ساويرس الجندي المجهول, مشيرا إلي أنه يعتبر الفلوس آخر شيء وأن الأهم بالنسبة له هو المجهود الذي بذله فريق العمل لخروج المهرجان بشكل مشرف. وأعلنت مذيعة الحفل ناردين فرج عن تسليم جائزة الإنجاز الإبداعي الأولي والتي قدمتها الفنانة هند صبري التي قالت إن مهرجان الجونة بدأ كبيرا وأن هناك أشخاص رحلوا عن عالمنا كانوا يتمنون التواجد في هذه اللحظة ومن بينهم الناقد سمير فريد, معلنة عن جائزة الإنجاز الإبداعي للناقد اللبناني إبراهيم العريس. وقال العريس بمجرد وصولي مدينة الجونة شعرت بروح طلعت حرب تسير بجواري, متمنيا أن تتحول المدينة إلي مكان ثقافي وسينمائي كبير يتضمن ستديوهات تصوير لاجتذاب نجوم العالم. وأعلنت ناردين فرج عن جائزة الإنجاز الإبداعي للنجم عادل إمام سبقها عرض فيلم تسجيلي لعدد من النجوم يتحدثون عن مشوار الزعيم الفني, حيث قال إمام عقب عرض الفيلم إنه تأثر كثيرا بحديث زملائه, قائلا إنه يشعر بروح المهرجان الذي تكتمل عناصر بحالة الفرحة والحب والجمال وأشخاص يحترمون الفن, مشيرا إلي أن السينما المصرية رائدة وقديمة منذ عام1896 حينما عرض أول فيلم بمدينة الإسكندرية وبلد بلا فن بلد بلا ضمير, وضرب مثالا علي ذلك حينما انهار الاتحاد السوفيتي قام الشعب الروسي بتحطيم كل تماثيل السياسين ولم يقترب من تماثيل الفنانين. وفي ختام الحفل اطلقت الألعاب النارية احتفالا بافتتاح الدورة الأولي من المهرجان.