يتعرض معظم الأشخاص خلال حياتهم للتخدير لمرة واحدة علي الأقل حتي ولو كانت تخديرا نصفيا أو موضعيا, بينما يتعرض الكثيرون لعدد مرات من التخدير أكثر من ذلك بكثير حسبما تستلزمه حالاتهم الصحية حيث تتطلب معظم الإجراءات الطبية أحد أنواع التخدير. لذلك يهتم الجميع بكل ما يثار حول مشكلات التخدير والذي يحمل الكثير منه أخطاء شائعة يتعامل معها البشر كأنها بديهيات.. الدكتور محمد أحمد عوض استشاري التخدير والعناية المركزة يحدد أهم تلك الشائعات ويبين صحتها حيث يقول إن التخدير من أهم الأمور التي تشغل ذهن أي مريض يستعد لدخول غرفة العمليات.. فما أكثر الشائعات بل والخرافات التي تدور حوله سواء كان تخديرا كليا أم نصفيا ومن أهم تلك الأخطاء الشائعة عن التخدير: 1- حقنة الظهر تسبب الشلل.. فالحقنة التي تحقن بها الحامل في الظهر أثناء الولادة الطبيعية لتخدر النصف الأسفل وترفضها كثير من السيدات نتيجة الخوف, لا تسبب الشلل كما يشاع طالما كان طبيب التخدير متمكنا وعلي درجة عالية من الحرص, لعدم وجود أي عصب في المنطقة التي يحقن فيها, لكن قد تكون السيدة تعاني من مشكلة مرضية سابقة أو خفية في العظام والغضاريف قبل الحمل والولادة, أو أن يزيد وزنها بعد الولادة فتشعر بالألم, فضلا عن التعب والإرهاق نتيجة المسئوليات الجديدة والحالة النفسية بعد الولادة فتعتقد أن تلك الآلام هي نتيجة لحقنة الظهر. 2- البنج يسبب الصداع النصفي الحاد.. لا يحدث ذلك إلا نتيجة أسباب وأخطاء أخري كنوم المريض علي وسادة عالية بعد الخروج من العملية وقبل مرور3 ساعات علي انتهائها, أو نتيجة لعدم تعاطي المريض المحاليل المطلوبة بالنسب المطلوبة, أما العقار الذي يعطي في البنج النصفي ويسمي الماركين الثقيل فهو من أنواع التخدير الموضعي الذي لا يسبب أي صداع عند حقنه ولا حدوث صداع ضمن أعراضه الجانبية علي الإطلاق. 3- جرعة بنج زائدة.. يعتقد البعض أن إعطاء جرعة بنج زائدة يؤدي إلي تخدير عضلة القلب وتوقفها عن العمل وحدوث الوفاة, والحقيقة أنه لا يوجد ما يسمي بجرعة بنج زائدة لكن لكل عقار تخدير جرعة محسوبة تبعا لوزن جسم المريض, وطبعا في وجود طبيب تخدير متخصص فاحتمال الخطأ غير وارد بالمرة. 4- طبيب التخدير يغادر فورا بعد تخدير المريض.. والحقيقة غير ذلك لأن ببساطة طبيب التخدير هو المايسترو المجهول داخل غرفة العمليات الذي يتولي ضبط إيقاع العملية الجراحية ومراقبة خطواتها كي لا يتأثر المريض بأي مضاعفات, وبعد ذلك يعد طبيب التخدير هو المسئول الأول عن تخفيف آلام المريض بعد العملية الجراحية ومسئول عن إفاقة المريض وتحديد متي يتم نقله إلي غرفته أو إلي غرفة العناية المركزة الذي يتولي الإشراف عليها أيضا طبيب التخدير. 5- الحساسية من البنج تؤدي للوفاة.. بعض المرضي يخشون من إجراء عمليات جراحية لاعتقادهم أن لديهم حساسية من البنج, ومعني حساسية هو زيادة إفراز مادة الهستامين في الدم نتيجة اتحاد الدواء بالمستقبلات العصبية الموجودة علي الخلايا وهو ما يحدث مع بعض العقاقير مما يؤدي إلي ظهور طفح جلدي, هرش, هبوط في الدورة الدموية, لكن هذه الحساسية نادرةالحدوث مع كل العقاقير المستخدمة في التخدير, وحتي لو حدثت مع قليل من أدوية التخدير فهي لا تسبب الوفاة. 6- التخدير يتسبب في آلام الحنجرة.. يشعر بعض المرضي بعد إفاقتهم من عملية جراحية بآلام مختلفة في الحلق, ومنهم من يعتقد أن التخدير يتسبب في نقص المناعة وبالتالي إصابتهم بالبرد ومنهم من يعتقد أن المواد المستخدمة في التخدير تتسبب في حروق داخلية للحنجرة لكن الحقيقة هي أن الحرقان وآلام البلع التي تؤرق المريض بعد الإفاقة يكون سببها الرئيسي هو أنه يتم تركيب أنبوب حنجري من فم المريض للتأكد من وصول الأكسجين والغاز المخدر للمريض مما يسبب هذه الأعراض خاصة إذا لم تراع الدقة عند تمرير الأنبوب.