شعرت أميرة بأن الحظ ابتسم لها عندما تقدم لخطبتها شاب يعمل في أمريكا وانه سيكون في استقبالها هناك عقب إتمام مراسم الزواج التي فوض فيها احد أقاربه وكانت سعادتها لا توصف عندما التقت بزوجها لأول مرة حيث عاشت معه اسعد أيامها وكانت سعادتها بالغة عندما رزقت بطفلتها الأولي. لم تدم سعادتها طويلا حيث تنكر لها زوجها عقب علمه بإصابتها بمرض معد وقام بإنهاء إقامتها هي وطفلتها واتخاذ إجراءات طلاقها وهو ما أصابها بصدمة شديدة أفقدتها صوابها وجعلت الدنيا تضيق في وجهها وزادت معاناتها بسبب إهمال أهلها لها ومما جعلها تشعر بوحدة قاتلة ومع مرور الأيام اصابتها حالة شديدة من الاكتئاب دفعتها الي مغادرة منزل أهلها بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا هائمة علي وجهها وبرفتها طفلتها التي لم تتجاوز الثالثة من عمرها وفجأة طرأت علي رأسها فكرة التخلص من حياتها حتي لا تمثل عبئا علي أحد. أحضرت أميرة مادة سامة وبعض الأدوية والمستحضرات الطبية الخطيرة واستقلت القطار حتي استقر بها المقام في محطة سكة حديد سوهاج والإقامة بأحد الفنادق بمدينة إخميم لتعيش مع طفلتها بمفردهما بلا عائل يكفل لهما الرعاية خاصة وأنها مريضة وليس لها مورد رزق تستطيع من خلاله تدبير معيشتها وتوفير احتياجات طفلتها الصغيرة التي أصبحت هما ثقيلا يضاف الي الهموم الجاثمة علي صدرها وفي لحظة ضعف اتخذت قرارا صعبا لا يتخيله بشر حيث قررت التخلص من الطفلة قبل أن تتخلص من حياتها فالموت هو الحل الوحيد الذي يحفظهما من الضياع في عالم لا يعرف الرحمة أو الإنسانية وبدون تردد أمسكت بإيشارب لفته بقوة حول عنق الطفلة ولم تتركها حتي فارقت الحياة ولكنها لم تحتمل رؤية جثة الطفلة فصرخت بأعلي صوتها حزنا عليها وتعالت صرخاتها التي زلزلت أرجاء الفندق ودفعت سكانه إلي اقتحام غرفتها لمعرفة سبب صراخها وأصابتهم صدمة بالغة بعد ان تبين لهم أنها قتلت طفلتها فأسرعوا إلي إبلاغ مركز شرطة اخميم. تم القاء القبض علي المتهمة وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة فتمت إحالتها للنيابة العامة لمباشرة التحقيق. كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة اخميم بقيام أميرة30 سنة حاصلةعلي بكالوريوس علوم وتربية وتقيم بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيابخنق نجلتها يمني3 سنوات بأحد الفنادق بمدينة اخميم فانتقل علي الفور الرائد طارق أبو سديره رئيس مباحث مركز شرطة اخميم والعقيد أحمد شوقي رئيس فرع البحث للشرق والعميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعةوبالفحص وعمل المعاينة تبين وجود جثة الطفلة ملقاة علي سرير بإحدي غرف الفندق. وأشارت التحريات إلي أن المتهمةحضرت لمحافظة سوهاج بسببمرورها بحالة نفسية سيئة نتيجة عدم اهتمام أهلها بها وأنها أقدمت علي خنق طفلتها للتخلص منها. تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي اخميم والقبض علي المتهمة وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الجريمة لمرورها بحاله نفسية تم إخطار النيابة فقررتحبس المتهمة أربعة أيام احتياطيا علي ذمة التحقيقوندب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية والتصريح بالدفن عقب ذلك وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها وباشرت التحقيق.