أصبحت الدراما التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة بمثابة أيقونة الحظ للعديد من الفنانين, وبداية انطلاقهم للنجومية في السينما, بعدما أثبتوا مواهبهم الفنية بأدوار بسيطة من خلال المسلسلات, ثم انتقلوا بعدها لأدوار قوية في الأعوام التالية ليوثقوا نجوميتهم, مما جعل المخرجين يرونهم قادرين علي تقديم البطولة السينمائية ومن هؤلاء الفنانين, أمينة خليل التي كانت بداية انطلاقها في العديد من الأفلام والمسلسلات ولكن شخصية نازلي في مسلسل جراند أوتيل الذي عرض في رمضان قبل الماضي أثبتت قدرتها علي التمثيل بحرفية وكانت أولي خطواتها للبطولة النسائية وبالفعل كانت من أولي بطلات مسلسل لا تطفئ الشمس الذي عرض في رمضان الماضي من خلال شخصية إنجي, إضافة إلي الاستعانة بها في موسم عيد الأضحي الحالي بثلاثة أفلام دفعة واحدة حيث تظهر في البطولة النسائية من خلال فيلم الخلية, كما تشارك في بطولة فيلم الكنز, وتظهر أيضا في الشيخ جاكسون حيث تجسد شخصية حبيبة أحمد الفيشاوي وتواجه العديد من الصراعات. أيضا الفنان محمد ممدوح الذي ظهر في العديد من المسلسلات والأفلام التي أثبتت موهبته الفنية ولكن شخصية أمين في مسلسل جراند أوتيل أثارت جدلا علي مواقع التواصل الاجتماعي وأثبت للجمهور تمكنه كممثل لتقديم أي شخصية وكان يعتبر بداية انطلاقه للنجومية في السينما خلال فيلم بشتري راجل مع نيللي كريم, ثم بنك الحظ, ومؤخرا الخلية الذي يعرض حاليا ويجسد فيه شخصية الصديق المقرب لأحمد عز. كذلك الفنان سامح حسين الذي كانت الدراما التليفزيونية بداية انطلاقته الفنية من خلال أجزاء مسلسل راجل وست ستات الذي استطاع من خلاله إثبات أنه ممثل كوميدي قادر علي تحمل أعمال بمفرده وظهر ذلك بوضوح في العديد من الأعمال السينمائية وآخرها في هذا الموسم من خلال فيلم بث مباشر. والفنان محمد عبد الرحمن الذي كانت بداية انطلاقته الفنية خلال مسرح مصر المذاع تليفزيونيا, ومسلسل أستاذ ورئيس قسم حيث أثبت موهبته حتي حصل علي البطولة السينمائية خلال هذا الموسم من خلال فيلم خير وبركة أمام علي ربيع الذي خاض نفس الطريق تقريبا إلا إن اختياراته الخاطئة في التليفزيون وظهوره في العديد من المسلسلات التي كانت تستخف بعقل المشاهد وتقدم كوميديا سطحية لم تحقق نجاحا, جعلته يتريث في اختياراته, ولم يظهر رمضان الماضي حتي يجد العمل المناسب ليظهر مرة أخري, وكان هذا الموسم فرصة له لاستعادة نفسه كممثل كوميدي. من جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس إن الدراما التليفزيونية تعتبر أيقونة الحظ لعديد من الفنانين خاصة في شهر رمضان الذي تكثر فيه المسلسلات ويحتاج صناع الأعمال إلي وجوه جديدة, لأن العمل الدرامي يتكون من مئات الممثلين لكثرة الأدوار فيه, ويعتبر فرصة للشباب الصاعدين لإثبات أنفسهم أمام الكاميرا التي لم يتوقعوا الوقوف أمامها في يوم من الأيام. وأوضحت أنه عندما يستطيع هؤلاء الفنانون الصاعدون إثبات أنفسهم في أدوار صغيرة في المسلسلات يقتنع بهم المخرجون والمؤلفون ولذلك يضعونهم في أدوار أكبر في الأعوام التالية ليثبتوا نجوميتهم خطوة بخطوة حتي يدخلوا دائرة اهتمام مخرجي السينما ويضعونهم في أدوار قوية, خاصة أن التليفزيون مساحة كبيرة تظهر الموهوب من الفاشل الذي يريد التمثيل فقط دون موهبة. وأضاف الناقد عصام زكريا أن الفيلم السينمائي مدته ساعتان فقط وبالتالي يجب علي كل من يظهر فيه أن يكون دوره محددا حتي يستطيع تنفيذه علي أكمل وجه, علي عكس التليفزيون فالمسلسل يتكون من30 حلقة وأكثر وبالتالي قادر علي إظهار مساحة أكبر من المواهب الفنية وإذا أخطأ أحدهم ينقذه الآخر وفي النهاية يكون العمل ناجحا أما السينما إذا فشل أحدهم يؤثر علي الأدوار الأخري. وأشار إلي أن الدراما قادرة علي استيعاب العديد من الوجوه الجديدة التي تشق طريقها خلالها حتي تصل إلي السينما ويصبحوا نجوما قادرين علي تحمل بطولة مطلقة بمفردهم.