أكد عدد كبير من أهالي الدقهلية أن المناطق العشوائية بالمحافظة زادت بعد ثورة يناير في غياب الرقابة دون النظر للتخطيط العمراني مما مثل خطرا داهما ليس علي الأراضي الزراعية التي تآكلت بفعل التعديات فقط بل علي السكان المهددين بانهيار منازلهم خاصة عقب سقوط احد العقارات بمنطقة عزبة الصفيح في العام الماضي مشيرين إلي أنه تم رصد63 منطقة عشوائية قديمة يعيش سكانها في ظروف صعبة, مطالبين بتحويل خطوط الكهرباء الهوائية إلي كابلات أرضية وتوصيل الصرف الصحي وإزالة المنازل الآيلة للسقوط وتوفير الكهرباء والمياه النظيفة لتلك المناطق ومن ابرزها عزبة الشحاتين التي تعتبر أقدم منطقة عشوائية بالمنصورة. يقول محمد رجب من أهالي عزبة الشحاتين ان العزبة مساحتها25 فدانا بقلب المنصورة ويسكنها نحو17 ألف نسمة وتعاني من ضيق الشوارع ومشكلات الصرف الصحي والمياه والرصف, مشيرا إلي أن هناك دراسات لتطويرها من قبل مديرية الإسكان وإدارة العشوائيات بالمحافظة من أعمال الرفع العمراني حيث تم وضع مقترح مبدئي لتطوير العزبة قائم علي إيجاد محورين أساسيين لاختراق الكتلة السكنية بعرض20 مترا للمحور وإيجاد منطقة تجارية وحضارية تطل علي شارع الجلاء ولكن لم يتم تنفيذها. فيما تعاني أكثر من35 ألف أسرة بمنطقة عزبة الصفيح القريبة من منطقة جديلة بالمنصورة من مشكلات خطيرة استمرت علي مدار السنوات الماضية منذ قيام أهالي المناطق المجاورة بإقامة مساكن عشوائية دون بنية تحتية في تلك المنطقة الزراعية ليطلق عليها اسم عزبة الصفيح ثم عزبة النهضة. ويقول شداد أبو دنيا من أهالي المنطقة ان المساكن مهددة بالانهيار حيث لا يوجد صرف صحي بالمنطقة. وأضاف أنه علي الرغم من ان عزبة الصفيح منطقة لا يفصلها عن المنصورة سوي قنطرة صغيرة إلا انها محرومة من شبكة الصرف الصحي وتعمل علي مولد كهرباء ومياهها دائمة الانقطاع, مشيرا إلي ان بعض المصانع وشركات الأدوية تقوم بحرق نفاياتها وسط الكتلة السكنية مما يهدد بوقوع كارثة بيئية وانتشار الأوبئة. من جانبه أكد الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية ان الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان, خلال زيارته للمحافظة أمس استعرض سبل تطوير المناطق العشوائية بالمحافظة وفي مقدمتها عزبة الصفيح, مؤكدا أنه لابد من وضع حلول جذرية لتوفير الأماكن البديلة للمناطق غير الآمنة. وأوضح المحافظ أن عزبة الصفيح تعد من أولي المناطق التي تحتاج إلي إعادة تطوير وتخطيط من جديد, مشيرا إلي أن هناك إجراءات لاتخاذ أنسب السبل في تحديد مناطق بديلة لإقامة للسكان لحين الانتهاء من تطوير المنطقة بشكل كامل. وكلف المحافظ, مدير الإدارة العامة للأملاك بعرض تقرير مفصل عن أرض الأوقاف بالدقهلية وكافة أراضي أملاك الدولة لتحديد المساحات المتاحة والتي يمكن الاستفادة منها كمناطق بديلة للعشوائيات. وشدد المحافظ علي ضرورة حصر الأماكن غير الآمنة, مشيرا إلي أن الانتقال من مكان الإقامة الأصلي إلي مكان مؤقت حتي العودة أفضل كثيرا من البقاء في مبان آيلة للسقوط أو معرضة للخطر. من جهته أكد نائب وزير الإسكان تشكيل لجنة للمرور علي المناطق العشوائية والمناطق غير الآمنة وغير المخططة والتي تحتاج الي إعادة تخطيط, مشيرا إلي أن الوزارة تعمل علي المدي المتوسط والطويل للانتهاء من تطوير كافة المناطق العشوائية. وأشار درويش إلي أن عدد المناطق العشوائية بالدقهلية يبلغ9 مناطق, موضحا أن تأخير التنفيذ في عزبة الصفيح خارج عن إرادة الجميع.