كشف الفنان هاني رمزي عن أنه في طريقه لعمل فيلم عن ثورة25 يناير موضحا أن الفيلم في مرحلة الكتابة التي يقوم بها السيناريست طارق عبدالجليل. وقال رمزي في حواره ل الأهرام المسائي إن الاسم المقترح للفيلم هو ابن الرئيس المخلوع مشيرا إلي أن فيلمه الذي يعرض حاليا سامي أكسيد الكربون ليس عن الثورة من قريب أو من بعيد. وأعرب الفنان عن اعتقاده بأهمية الرقابة وضرورة استمرارها في عملها رغم تعرضه لمتاعب بسببها, علي حد قوله, مطالبا بأن يقتصر دورها علي الآداب العامة. وقدم هاني رمزي رؤيته لما يحدث في مصر الآن من أحداث فتنة طائفية موضحا موقفه كفنان من الأحداث الجارية وذلك في الحوار التالي. * أنت من الفنانين الذين أغضبوا النظام السابق بأفلامهم, فهل كنت تقصد ذلك؟ ** لا أعلم, أنا كنت أحاول تقديم ما أقتنع به, ودائما كنت أتحايل علي الرقابة, حتي أنفذ الأفلام, وأتذكر أن فيلم عايز حقي ظل حبيس الأدراج فترة طويلة, وكان كل فيلم يتعرض لمشكلة في الرقابة حتي يخرج, المهم أننا الآن نعيش عصر الحرية بعد سقوط النظام السابق, وأنا سعيد بهذه الحرية. * بمناسبة الرقابة هل تري أن الوقت حان لإلغائها؟ ** لا, أنا لا أريد ذلك, رغم أنني شخصيا عانيت كثيرا من الرقابة, لكني أعتقد أن دورها يجب أن يقتصر علي عدم المساس بالأديان, و المشاهد المبالغ فيها, والألفاظ البذيئة التي نرفض دخولها لبيوتنا, ولا تتعرض لحرية الرأي والابداع, وتناول قضايا الفساد في المجتمع كما كان يحدث. لكن وجودها مهم جدا, ولا ننكره في هذه الحدود. * فيلمك الجديد تلعب فيه دور طيار, فهل تقصد شيئا من هذا؟ ** لا أبدا, سامي طيار دائما محلق في الجو لذلك يري الدنيا من فوق, ولا يعرف شيئا عن المجتمع الذي يعيش فيه, متعدد العلاقات النسائية, وفجأة تظهر في حياته طفلة صغيرة هي ابنته, وبالصدفة يقع في حب صحفية وناشطة حقوقية, ويحاول أن يتغير من أجل كل هؤلاء, ويثبت أنه شخص قوي كما يرونه. والفيلم, رغم بساطته, يتحدث عن أشياء واقعية في حياتنا الخاصة علاقة الأباء بالأبناء, والاختلاف بين الجيلين, فنجد الطفلة تربي أباها وليس العكس, بالإضافه لدور التكنولوجيا في حياتنا خاصة عند الأطفال, والشباب, فالمواقع الإلكترونية تتحكم في حياتنا اليومية, لدرجة أنها أقامت ثورة, فالثورة المصرية هي أول ثورة إلكترونية في التاريخ, والتكنولوجيا من العوامل الأساسية في حياة الشباب, فسنري كيف سيتعامل سامي الطيار مع الفتاة الفيس بوكية. * بمناسبة الأطفال هل الفيلم موجه لهم؟ تشاركني بطولة الفيلم طفلة جميلة اسمها جانا, كنت أحيانا أتعلم منها, وكانت تضحك عندما أنسي الحوار, وهذه هي رسالة الفيلم, والفيلم ليس موجها للأطفال لكنه عنهم, فهو فيلم للأسرة. وهذه الأيام يتعلم الآباء كثيرا من الأبناء, وأعتقد أننا في الفترة القادمة يجب أن نعامل أطفالنا بشكل مختلف, ونختار طريقة الحوار التي نحدثهم بها, لأنهم مختلفون عنا في كل شيء, ويفهمون أشياء كثيرة تحدث في المجتمع رغم صغر سنهم. * هل تنوي تقديم فيلم سينمائي للأطفال؟ ** تجربة تقديم فيلم سينمائي للأطفال صعبة جدا, وتحتاج إلي الكتابة بحرص, لأن العالم يتطور كل يوم, والأطفال يفكرون بشكل مختلف. * قيل أن الفيلم سيعرض للثورة؟ ** غير حقيقي, لن نقحم الثورة فيه, وأنا أراه مناسبا لما بعد الثورة, لكنني سأقدم فيلما عنها يكتبه صديقي السيناريست طارق عبدالجليل, وهناك اكثر من فكرة منها أبن الرئيس المخلوع لكننا لم نستقر حتي الآن علي الفكرة التي ستقدم حتي ينتهي طارق من الكتابة. * ألم تخش عرض الفيلم في هذا التوقيت؟ ** لا إطلاقا, وأتمني أن يكون الفيلم بسمة صغيرة علي شفاه المصريين, فالشارع المصري علي آخره, والثورة جاءت بمعجزة وفرحة كبيرة, لكننا الآن نعيش فترة سرقة الحلم سواء من التيارات أو الجهات التي تحاول سرقته, لذلك فإن المجتمع يحتاج إلي بسمة وإعادة شحن. * كثير من الفنانين انضموا لأحزاب, وقيل إنك أيضا تفكر في ذلك؟ ** نعم أفكر, لكني لم أستقر علي أي حزب حتي الآن, وسيكون حزبا يهتم بحياة الناس, ولن أنضم لحزب له مرجعية دينية مسيحية كما يقال, لأني مؤمن بالدولة المدنية. * بمناسبة سرقة الحلم.. ما رأيك في أحداث الفتن الطائفية الأخيرة؟ ** أسمع أشياء كثيرة, لكن لا أعلم لماذا يحدث هذا, ربنا لم يأمر بالتعدي, والقتل, والحرق. من يصنعون الفتنة قلة ويجب أن يظلوا كذلك, ويجب علينا أن نعمل, وأن نواجههم بالمحبة, فالجميع يريد دولة مدنية لا علاقة لها بالأديان, ولا التيارات, لها علاقة بحياة الناس, وأنا لا يشغلني ما يحدث لكن يشغلني اكثر الانفلات الأمني, لذلك أدعو الناس لأن تحب بعضها, حتي لا يسرق أحد حلمنا, وأتمني أن يعود الانضباط للشارع.