هي فريدة.. نعم فريدة.. فريدة في إنجازها.. وتتويجها وهدفها.. أول من يحقق لمصر ميدالية في عالم السباحة.. أول فتاة في مصر تنجح في الأحواض الكبيرة.. أول فتاة عربية تحقق هذا الإنجاز.. لم يسبقها في إنجازها سوي أسامة الملولي التونسي صاحب ال8 ميداليات في بطولات العالم و بعده لم يظهر أحد غير فريدة.. ما حققته إنجاز خيالي.. و الدور علي طوكيو ... عشت أياما صعبة بمفردي في أمريكا اتحاد السباحة دعمني بقوة.. و أسرتي شريك أساسي ... التعليم في مصر يعوق أي رياضة عن تحقيق انجالات ... بكيت مرتين في الماء و علي المنصة هي بنت من ذهب و ليس من برونز.. بنت بمائة رجل كما يقولون لأنها حققت ما استعصي علي أعتي الرجال في أحواض المياه الكبيرة.. هي من وضعت اسم مصر علي طريق العالمية ورفعت العلم المصري في منصات التتويج.. هي فتاة في ربيع العمر لا تعرف كلمة مستحيل.. قهرت المياه الصعبة و تفوقت علي بطلات أوروبا.. عاشت بمفردها لكنها لم تستسلم للغربة.. قاومت اليأس و الإخفاقات التي واجهتها أكثر من مرة.. رفعت شعار نعم أستطيع.. تتواصل معها الأهرام المسائي لأنها تستحق أن تكون في دائرة الضوء أكثر من الفاشلين الذين يلهث خلفهم الجميع و المحصلة لديهم صفر.. عبر الهاتف جري الحوار معها حيث تتواجد في المجر برفقة والدتها الدكتورة راندا السلاوي طبيبة الأسنان التي لعبت الدور الأكبر في تقديم هذه البطلة لترفع علم مصر وسط العظماء.. إلي حوار مهم مع سمكة مصر الذهبية.. في البداية سألتها هل كان لديك ثقة في تحقيق هذه الميدالية؟ قالت فريدة: نحن دائما نجتهد ونأخذ بالأسباب ولكن ليس علينا إدراك النتائج فهي من عند الله الذي يوفق كل مجتهد وكما يقولون لكل مجتهد نصيب وأنا بذلت جهدا من سنوات وتعبت.. وتعبت معي أسرتي واتحاد اللعبة وكل المدربين الذين قاموا بتدريبي.. كان هدفي الأول أن أقدم شيئا في بطولة العالم وتحدثت معي مدربتي كثيرا وتم وضع برنامج قوي وعلي أسس وتم تنفيذه بدقة والحمد لله كانت النتائج رائعة وحققت ميدالية انتظرتها كثيرا. نريد أن تصفي لنا مشاعرك عندما حصلت علي الميدالية وأنت في حوض السباحة كيف كنت وماذا دار في عقلك وما هي ردود أفعالك؟ كانت لحظة خيالية بالنسبة لي بصراحة لم أصدق نفسي, كنت في حالة انفعالية وشعورية لم أعشها في حياتي فوجئت أن دموعي تتساقط وسط مياه الحمام لا أستطيع أن أوقفها لا أستطيع أن أتكلم شعرت أنني فقدت القدرة في السيطرة علي أعصابي وأنا أري اسمي ضمن الفائزين بالميداليات لا يهم أي ميدالية المهم أنني نجحت.. وحققت الحلم الذي طال انتظاره بكيت كثيرا ولا أحد حولي يمسح الدموع المنهمرة كما الأمطار علي مياه الحمام الذي توجت فيه.. وهذه الحالة لم تتوقف وكنت أنظر إلي أمي وأبكي وهي تبادلني نفس الحالة.. فعلا دموع الفرح كانت غير محدودة والأكثر غرابة هو أنني عندما صعدت إلي منصة التتويج وجدت الدموع تسقط مرة أخري أحاول أن أتمالك نفسي لكني لم أستطع إنها أهم لحظة عشتها في حياتي.. غير مصدقة أنني حققت ميدالية في بطولة العالم بين العظماء.. اللهم لك الحمد والشكر.. حقيقة مشاعر صعب أن أصفها بالكلمات. وفكرتي في إيه كمان؟ فكرت في فرحة مصر الكبيرة من ابنتها.. فكرت فيما ينتظرني فكرت في المستقبل وهو بالطبع بيد الله لكن الآن باتت المسئولية كبيرة جدا والحمل صعب أحتاج إلي الدعم الكبير والمساعدة كي أكمل الطريق الطويل. بالفعل نحن ننتظر منك ما هو أكبر؟ أعرف ماذا تقصد.. تقصد طوكيو2020 وهذا هو الهدف الجديد والتحدي الأكبر والأمل الذي أريد أن أمسك فيه بإيدي وأسناني المسئولية كبيرة لكن أنا قبلت التحدي وإن شاء الله أحقق حلم بلادي في ميدالية أولمبية في السباحة. حدثيني عن تدريباتك التي وصلت بك لهذا المستوي؟ كنت أؤدي تدريباتي مع مدربة أمريكية اسمها تيري كان الاتحاد بقيادة المهندس ياسر إدريس يتحمل راتبها تعبت معي كثيرا والتدريبات في أمريكا كانت في الجامعة وهذا هو ما ساعدني علي الدراسة والتدريب والتفوق في الاثنين معا وهو ما نواجهه بصعوبة كبيرة في مصر ففي بلدنا من الصعب أن تدرس وتتفوق وتكون بطلا عالميا لأن نظام الدراسة والتعليم في واد والرياضة في واد آخر, لم أجد هذه المشكلة في أمريكا رغم أنني كنت أتدرب9 مرات في الأسبوع بقوة للوصول إلي مستوي متميز بجانب الجيم والجري. وماذا كنت تدرسين في أمريكا؟ كنت في جامعة من أفضل ثلاث جامعات هناك, كنت أدرس التسويق والإعلان والحمد لله أنهيت دراستي منذ خمسة أشهر. وهل تفكرين في العمل من خلال هذه الدراسة أو أن تركيزك في السباحة فقط؟ وهل ستعودين إلي أمريكا؟ هذه المرحلة في السباحة فقط ليس في طموحاتي أي عمل سوي الإنجاز الرياضي والألعاب الأولمبية.. أما مسألة العودة إلي أمريكا فلم تحسم بعد سأعود إلي مصر ثم أقرر بالاتفاق مع أسرتي واتحاد السباحة.. ومبدئيا سأبقي في مصر شهرين علي الأقل من أجل الراحة بعد هذا الجهد الكبير ثم أتحدث مع المدربين في البرنامج القادم. وكيف كنت تعيشين بمفردك وأنت فتاة في هذه الغربة؟ لا أنكر أن البداية كانت صعبة جدا ولكن مع مرور الوقت والاختلاط بالمجتمع الأمريكي والتركيز في دراستي ورياضتي باتت الأمور سهلة جدا وكنت أقيم مع فتاة إسبانية معي في الجامعة والحمد لله كل الأمور مرت علي خير والفوز بميدالية في بطولة العالم أنساني كل أيام الشقاء والغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء. من صاحب الفضل في الإنجاز الأسرة أم اتحاد السباحة؟ بداية صاحب الفضل هو الله تعالي وبدون أسرتي ما كان بإمكاني تحقيق أي شيء في حياتي.. والاتحاد كان له دور كبير معي بالمتابعة وتوفير المدربة الأمريكية وراتبها كما قلت والاهتمام ولا أنسي مدربي, مدرب المنتخبات المصرية كابتن شريف حبيب بالطبع فشكرا لكل من ساندني حتي أصعد إلي منصة التتويج لأن الإنجاز خلفه شخوص عديدة. هل لك هوايات أخري؟ أحب التسوق كثيرا في أي مكان أذهب إليه وأتابع التليفزيون ومسلسلات الدراما وأعشق سماع أغاني المطربة الجميلة نانسي عجرم وليس لي أكلات مفضلة فالحمد لله آكل كل شيء حسب برامج غذائية للحفاظ علي جسمي كرياضية بالطبع. رسالة توجهينها من المجر إلي شباب مصر الذي يصيبه اليأس أحيانا في مواجهة التحديات الكبيرة؟ أقول لهم مفيش حاجة اسمها مستحيل خلي أحلامك وطموحاتك كبيرة وكن أكثر إصرارا كي تحقق ما تريد ومهما واجهتك من صعوبات.. مشكلة البعض في مصر أنهم لا يكملون المشوار من أول صعوبة تواجههم يتراجعون إلي الخلف وتضيع الأحلام من يريد نتائج لابد أن يكون علي قدر المسئولية ويبذل كل ما في جهده حتي يحقق ما يريد لنفسه ولبلاده. تكريم داخل البرلمان تقدم المهندس محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب بالتهاني لبطلة السباحة المصرية فريدة عثمان التي رفعت اسم وعلم مصر بعد حصولها علي الميدالية البرونزية في بطولة العالم للسباحة وقال عامر إنه سوف يتقدم بطلب إلي الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب ليقوم البرلمان من خلال رئيسه وقياداته ولجنة الشباب والرياضة بإقامة احتفالية كبري داخل البرلمان لتكريم النجمة البطلة فريدة عثمان بعد فوزها بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للسباحة مشيرا إلي أن اللجنة سوف توجه إلي المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الدعوة واتحاد السباحة لحضور هذه الاحتفالية وطالب المهندس محمد فرج عامر وزير الشباب والرياضة بتقديم كل الدعم والرعاية للبطلة فريدة عثمان حتي تستمر في أدائها الرائع في مثل هذه البطولات العالمية.