الأرض عطشانة والمحصول يموت والأرض هتبور.. هكذا صرخ فلاحو قري منطقة الحفير وخط أبو ماضي أمام مبني محافظة الدقهلية... مؤكدين أن مشكلة نقص مياه الري تتكرر منذ أكثر من عشرة أعوام وتهدد الأراضي الزراعية بالبوار, حيث تقع تلك القري بنهايات الترع وبالتالي لا تصل إليها المياه الكافية لري أراضيها. وقال سلام فهمي, أحد ملاك الأراضي: نحن من جمعيات أبوماضي مركز بلقاس بقري54 و55 و56 و57 وجئنا حاملين شتلات الأرز المحترقة نتيجة العطش والأرض أصبحت غير صالحة للزراعة بعد انقطاع مياه الري عنها, وعدم توافر مياه الصرف الزراعي والتي كنا نعتمد عليها مضطرين, وبرغم ذلك, فإن مسئولي الري بالمحافظة يتجاهلون الأزمة المتكررة بمنطقة الحفير والخمسينيات التي نعانيها منذ عدة سنوات برغم التصريحات المتكررة من المسئولين بوضع حل لتلك الأزمة دون جدوي. وأضاف علي فتوح علي تابع لجمعية54 أن لديه3 أفدنة وقام بعمل مشتل أرز ويعاني ندرة المياه اللازمة لري المشتل والذي تم تدمير معظمه نتيجة عدم توافر المياه, حيث يوجد ألف فدان أرز بالجميعة مهددة للبوار, وقد كانت المياه سابقا تفتح أربعة أيام وتغلق ثمانية أيام, وذلك بعد مقابلتنا للمحافظ السابق, والآن لم نر المياه منذ20 يوما. وقال نعيم علي السعيد إن لديه7 أفدنة منهم4 مزروعة قطنا و3 أرزا ولا توجد مياه منذ20 يوما, مما أتلف الأرز ولا توجد أسمدة وتحدث مشاجرات يومية بين الفلاحين ببيلا ومنطقة الحفير كل عام بسبب ذلك. وأشار صبري صديق إلي أنه توجد35 ألف فدان بمنطقة الخمسينيات معرضة للهلاك بسبب عدم وجود المياه, ونحن جميعا مدينون للجمعيات وبنك التنمية يرفض تسليمنا التقاوي إلا بعد السداد, ويتم بيع شيكارة الكيماوي حاليا في السوق السوداء ب200 جنيه, برغم ثمنها الأصلي75 جنيها, وهذه كلها خسارة علي الفلاح. وقال ماهر الشوري رئيس الجمعية الزراعية: تتكلف زراعة الأرز بالفدان الواحد أكثر من ألف جنيه, وقد تسببت الأزمة في تلف الأرز, مما يضطرنا لإعادة زراعته بتكلفة جديدة. من جانبه, التقي اللواء محسن حفظي محافظ الدقهلية بنحو60 مزارعا داخل مكتبه, وأمر بفتح مياه الري فورا وانتظام عمل المناوبات لمدة4 أيام في حضوروكيل وزارة الري حرصا علي المحاصيل الزراعية بالمنطقة. في سياق متصل, بدأت مشكلة نقص مياه الري مبكرا بكفر الشيخ هذا العام, خاصة بعد زيادة الكميات المزروعة من محصول الأرز علي الحد المناسب, وهو المحصول الذي يتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه, حيث خرج أمس أكثر من1500 مزارع من قري معزور وباع والسكني, التابعة لمركز الرياض, وقاموا بقطع رافد الطريق الدولي الحامول بلطيم, لمدة تزيد علي ساعة ونصف الساعة, احتجاجا علي عدم وصول مياه الري إلي أراضيهم منذ أكثر من أسبوعين, الأمر الذي يهددها بالبوار. وقام الأهالي بإشعال النيران في الإطارات وقطع الأشجار ووضع الحجارة علي الطريق, وانتقلت إليهم الأجهزة الأمنية, حيث تم إقناعهم بضرورة إخلاء الطريق لتسيير حركة المرور مع توصيل شكاواهم للمسئولين. في غضون ذلك, التقي المحافظ أحمد زكي عابدين مع عدد من المزارعين الغاضبين ووعدهم ببحث المشكلة مع مسئولي الري لتوفير المياه اللازمة لري أراضيهم.