جمعهما مهنة الطب وقرر الاثنان أن يقدما ما يحبون, ولذلك كان قرارهما بترك مهنة الطب والاتجاه الي التأليف الدرامي ليلمع أسمهما عاما تلو الآخر ويتأكد لهما صحة قرارهما, ويشاء القدر أن يواجها بعضها هذا العام كل بمسلسل ليتنافسا خلال شهر رمضان, محمد سليمان عبد المالك بمسلسل الحصان الأسود, بطولة احمد السقا, وباهر دويدار بمسلسل كلبش بطولة أمير كرارة.. الأهرام المسائي تحدثت معهما حول مسلسل كل منهما ونجاحه مع الجمهور وتفاصيل أخري في هذه السطور:- يقول المؤلف محمد سليمان عبد المالك تركت الطب الذي درسته وقدمت استقالتي من عملي كطبيب لحبي وشغفي في كتابة السيناريو, وغيري كثيرون قابلتهم كانوا يحبون الكتابة ولكن دوامة الحياة أخذتهم ولكني تمسكت بحلمي وصبرت إلي أن حققته. وعن كيفية التعاون مع الفنان أحمد السقا, قال عقب مسلسل وعد للنجمة مي عز الدين, كانت تلح علي فكرة كنت قد كتبتها في باديء الأمر باسم عكس عقارب الساعة عن شخص تصيبه نوبات من فقدان الزمن نتيجة إدمانه شرب الكحوليات وتسمي بلاك اوت درينك, ولا يدري ماذا يفعل عندما تأتيه هذه الحالة, وبدأت تتشكل في خيالي شخصية البطل فارس رشدي وعلاقته المتشابكة مع باقي أبطال العمل, وعرضت الفكرة علي المخرج أحمد خالد موسي الذي تربطني به علاقة صداقة, وعرضها علي أحمد السقا الذي أبدي موافقته علي تقديم المسلسل في رمضان الجاري, وبدأنا التحضير للمسلسل وعندها غيرت اسم المسلسل من عكس عقارب الساعة إلي الحصان الأسود لأني وجدته أنسب للأحداث الدرامية. وأضاف أنه كان يقصد من خلال النقلات في شخصية فارس إضافة عنصر التشويق والذي كان مهما للمشاهد لعدم خلق نوع من الملل, وكل ما كان يهمني أن تكون هذه النقلات لخدمة الجانب الدرامي أكثر ويجب أن تكون صحيحة وليست ضد المنطق كما في شخصية فارس, مع عنصر التشويق أيضا. وأشار إلي انه بصفته طبيب سابق تعامل مع المرض بشكل سهل وبسيط حيث وفر ذلك علي وقتا كثيرا حتي لو افترضنا أنه ليس تخصصه ولكن من السهل البحث عنها, وهي ليست هلاوس كما أدعي البعض, ولكن كما قلت بلات أوت وهذا عرض وليس مرض بالمعني المفهوم. وأوضح انه تعمد أن يكون الأكشن في المسلسل قليل جدا لأن الدراما هي التي تجذب المشاهد وليس الأكشن لأننا في الآونة الأخيرة أصبح الاكشن كثير جدا في معظم الأعمال ولم يعد منطقة تميز, لذا كان مهما عندي أن يري المشاهد تفاعلات الشخصيات في المسلسل وطريقة تأثيرها علي بعضها وما تستفيده من الدروس من خلال حبكة درامية تخلو من الاكشن المبالغ فيه, مشيرا إلي أن السقا تحمس للشخصية والعمل عموما, وليس لقلة الأكشن في العمل, ولم يطلب تغييرات أوتعديلات في السيناريو, وهو ممثل محترف يهتم بالتفاصيل ويهتم أيضا بالممثلين التي تقوم بأدوار بجانبه بشكل كبير. وعن سبب تناول أكثر من عمل درامي هذا العام الجوانب النفسية أو مرض يعتري شخصية البطل في العمل الدرامي وما إذا كانت صدفة أم توارد خواطر, قال إن الدراما مرتبطة دائما بالنفس البشرية فدائما ما تجدها تغوص في أعماق هذه النفس البشرية, لذا فستجد في بعض الأعمال شخص ينتابه مرض يتكرر في عمل آخر مثل حالات فقدان الذاكرة او مرض نفسي, وكله من قبيل الصدفة بالطبع. وأوضح:اتابع بنفسي ردود الأفعال علي الشوشيال ميديا, ولكن ليست بالطبع هي معياري الأول, لأن السوشيال ميديا هي عبارة عن مجتمع صغير يوجد به كثير من أهلك وأصدقائك, فقد تحمل بعض عبارات التهاني نوع من أنواع المجاملات, ولكن لا أنكر أيضا أن لها تأثير ولكن يهمني بجانب السوشيال ميديا أن اسمع ردود أفعال رجل الشارع ومدي تفاعله مع المسلسل. وعن أبرز الأعمال التي جذبته لمشاهدتها هذا العام قال يوجد أكثر من عمل جذبني لمتابعته مثل كلبش وظل الرئيس, طاقة قدر,30 يوم, وجميعها أعمال متنوعة وبها قدر كبير من الإتقان الفني وتجمعني بصانعيها صداقة كبيرة اعتز بها, لذا فأنا أهنأهم علي هذه الأعمال المتميزة. ويقول المؤلف باهر دويدار من المفارقة الموجودة في مسلسل كلبش أنني والمخرج بيتر ميمي خريجي كلية الطب, ومارسنا الطب ولكن الفن كان له تأثير كبير في حياتنا. وأضاف جاءت لي فكرة المسلسل منذ عامين وتحديدا في آخر يوم تصوير مسلسل حق ميت, حيث جمعتني جلسة بمنتج العمل,وأخبرته بوجود معالجة لمسلسل اثنان هاربان من السجن أو القسم, فوجدته يقول لي بأنه يوجد عنده معالجة قد اشتراها من شخص ما, ووجدتها تقترب من قصتي ولكن أحد الهاربين ضابط, فقلت له بأن هذه الفكرة تناسب المسلسل لأن فكرتي تناسب عمل سينمائي أكثر, واشتغلت علي هذه الفكرة, لكنني غيرت في الأحداث والخطوط الدرامية عندما عالجتها دراميا وتكاد تكون مختلفة بشكل كبير عن المعالجة الأولي, ومنها مثلا شخصية الفنان محمد لطفي إبراهيم السني في المسلسل لرجل طيب ومن معدومي الدخل, ووقع عليه ظلم, وقد كانت في القصة الأولي لشخص حرامي, أيضا شخصية الضابط سليم الانصاري وعلاقته بعائلته ودوره في العمليات الخاصة لم تكن في القصة الأولي, وأن تكون الفكرة أن من يضع في يده الكلبش هو ضابط ومواطن وليس ضابط وحرامي كما في المعالجة الأولي, وقد استغرقت مني عاما كاملا في المعالجة ووضع السيناريو والحوار لها, حيث اشتغلت مسلسل الميزان ثم رجعت لها مرة أخري, وكتبت منها ثلاث نسخ إلي أن استقريت علي النسخة الأخيرة وسلمتها للمنتج, وبدأنا في العمل, وهي دراما اجتماعية في إطار بوليسي, تكشف وتعري بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع. وأشار إلي أن تناوله قضايا الفساد بأشكاله في أعماله السابقة مثل حق ميت والميزان وكلبش يرجع إلي كونه مواطنا مهموما بقضايا مجتمعه, ودائما ما يتناول هذا في أعماله, وأري أن المشكلة ليست في المواطن أو الضابط في كلبش مثلا ولكن أزمة مصر في الفساد ويجب أن نتعامل مع هذا الملف بشكل جذري وبعدها سنجد معظم مشاكلنا سهلة الحل, لأن الفساد أصل البلاء, وقد تناولت أيضا في مسلسل الميزان فساد السلطة ورجال الأعمال والإعلام, ولكن في مسلسلي حكايات بنات كان خطا مختلفا تماما عن الفساد الذي تناولته بعد ذلك, موضحا أنه في العام القادم أريد أن أتناول الفساد الشخصي للفرد, وأتمني أن تصل رسالتي تصل إلي الجمهور. وحول مواجهته أزمة مع الرقابة نظرا لتناول مسلسل كلبش فساد أفراد في الداخلية قال إنه كانت لهم بعض المخاوف والتحفظات, وقمنا بالرد عليهم واقتنعوا بوجهة نظرنا, ولم نغير في النص أو يطلب منا أحد ذلك, فقد كانت مجرد مخاوف فقط, واعتقد أنهم أصبحوا أكثر وعيا, وخصوصا أن المعلومات باتت متاحة في عالم السوشيال ميديا. وأشار إلي أنه مع التصنيفات العمرية أقل سن مثل12 سنة, لأن من المفترض أن طفل في هذا العمر لا يجب أن يشاهد دراما تليفزيونية, أنا مثلا لا اسمح لابني بأن يتابع مسلسلات منهم مسلسلي أيضا,لأنه طفل له اهتمامات أخري, لذا فأنا مع التصنيف العمري لسن أقل من12, والتصنيف في الأساس تنبيه للأم والأب بأن ما يشاهده أطفالهم مناسب لهم أم لا.وأوضح أن المخرج بيتر ميمي لم يطلب أي ملحوظات بعد أن قرأ16 حلقة, ولم يحدث بيننا أي خلافات في وجهات النظر سواء بيني وبني محمد بكير في البداية أو بيتر ميمي حاليا, وأعتبر أن مسلسل كلبش من أسهل المسلسلات التي كتبتها فلا توجد مشاكل مع الرقابة أو المنتج وحتي عندما تغير المخرج لم تحدث أي مشكلة أيضا, ودائما ما نقول:إن علامة الإذن التيسير, فالحمد لله كانت كل الأمور ميسرة والعلاقات جيدة بين فريق العمل, وما نراه علي الشاشة هو نتاج مخرج محترف وله أسلوبه, وأعتقد لو أخذ وقتا أكبر في التحضير كنا سنجد شغلا مختلفا عن هذا أيضا, أما بالنسبة لأمير كرارة فعلاقتي به جيدة جدا وكان مطيعا ومخلصا ومركزا وأداؤه كان السهل الممتنع. وعن أسباب بطء الأحداث قال إن ما حدث هو مبرر درامي لكي تهدأ الأحداث قليلا, فبعدما هرب سليم الانصاري وأصيب بعدها لذا يحتاج وقتا ليشفي وثانيا هو لم يعرف ما حدث له بالضبط ويحتاج وقتا ليرتب أوراقه ويؤمن نفسه في بادئ الأمر ويبدأ في التحرك.