المتأمل بحق, المتدبر بصدق, بسلامة الإدراك, وحسن التناول في النصوص والقواعد الشرعية, يجد نظرة شاملة عميقة للكون من جهة نصب البر البراهين, وسوق الحجج, وحشد الأدلة, علي عدة أمور عقائدية وسلوكية أهمها: أولا: مكونات الكون المنظورة والمسطورة, في عالمي الغيب والشهادة, مخلوقات بطلاقة القدرة الإلهية, قال الله عز وجل وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون الآية33 من سورة الأنبياء, ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب الآية38 من سورة ق وقوله سبحانه وتعالي الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور الآية( من سورة الأنعام), الحمد لله فاطر السموات والأرض الآية1 من سورة فاطر ثانيا: مكونات الكون من بحار وأنهار, وكواكب ونجوم, وأرض وفضاء وهواء, وأمطار ونبات ومعادن, وغيرها مسخرة للإنسان ينتفع بها, ويستخرج خيراتها, قال الله جل شأنه وسخر لكم الليل والنهار والشمس القمر والنحوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه, وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وتري الفلك مواخر فيه, وألقي في الأرض رواسي أن تميد بكم وسبلا, ثالثا: مكونات الكون ناطقة شاهدة بقدرة خالقها, وسبيل ذلك التدبر والتفكر, التأمل والاعتبار, بالفطرة النقية, ووسائل الاستدلال السوية قل انظروا ماذا في السموات والأرض, فلينظر الإنسان مم خلق, فلينظر الإنسان إلي طعامه, أفلا ينظرون إلي الإبل.كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الجبال كيف نصبت وإلي الأرض كيف سطحت, ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار رابعا: خلافة الإنسان في الأرض إني جاعل في الأرض خليفة, وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما أتاكم تقتضي أمورا مهمة منها: أ النفع لنفسه ولغيره دون جور ب تسخير مكونات الكون يوجب علي الإنسان بذل جهده في الاستفادة مما سخره الله عز وجل له, وتعميره, وتطويره, وتحسينه. ح نعم الله عز وجل لا تعدولا تحد, لا تحصي ولا تستقصي, هي في واقع الأمر أمانات يسئل عنها الإنسان, وهذا وأشباهه وأمثاله ونظائره, يؤدي إلي الفهم الواعي لعلاقة الإنسان أفضل خلق الله جل شأنه بالكون من محاور عدة تلتقي في إطار المحافظة علي مكونات الكون, ما وسعه إلي ذلك سبيلا, وفاء بالأمانات, وإعلاء للتعاون لما يصلح الفرد ويسعد الجماعة( وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان).,ورعاية للأمن العام للمجتمع, وهي رعاية للمصلحة العليا من حماية وصيانة النفوس والأعراض والعقول والأموال والنسل, مما يوفر ظروف العيش الكريم, والمستوي اللائق, وهذا الفهم الدقيق العميق من أسمي وأوجز وافصح بيان إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. د عبادة الإنسان للخالق العظيم عز وجل شكر عملي يفصح عن الإيمان الراسخ بوجوده سبحانه وتعالي وما يجب له جل شأنه من صفات الجلال والجمال, ومن الأسماء الحسني, ومن الانقياد لشرعه الحكيم, والذي يجعل الإنسان ضمن المنظومة الكونية ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون, فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتي يأتيك اليقين,