وأخيرا.. نفد الصبر, وأعلنت الدول العربية مقاطعتها لدويلة قطر, اعتراضا علي سياساتها التي تهدف إلي زعزعة الاستقرار في العالم العربي, وتمثل شوكة في خاصرة الدول التي تسعي إلي محاربة الإرهاب بكل قوة, فتأتي سياسات تميم بن حمد لتدعم الإرهاب, وتمده بالمال والسلاح, لتطيل أمد الحرب وتعظم من خسائرها, وتزيد من عدد شهدائها. ففي يوم الإثنين الماضي, الذي وافق احتفال المصريين بانتصارهم الباهر علي إسرائيل في العاشر من رمضان, ووافق أيضا, ويا للصدف, تذكرهم لنكسة الخامس من يونيو, وقبل أن تشرق الشمس علي الخليج العربي, أعلنت4 دول عربية, هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين, قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هذه الإمارة المارقة, وحصارها برا وبحرا وجوا, لعل هذا القرار أن يكون درسا لحاكمها فيعدل من سياساته التي تضر بالأمن القومي العربي, ويتخلي عن دعمه للإرهاب, ويطرد قادته من دويلته, ويسلمهم إلي دولهم ليواجهوا المحاكمة, ويعاقبوا علي ما اقترفوه في حق إخوانهم وأوطانهم ومستقبل بلادهم, وخلال ثمانية وأربعين ساعة انضمت عدة دول أخري إلي قرار المقاطعة جزئيا أو كليا. وقد حاول الرئيس السيسي إثناء قطر عن دعم التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي, وإيواء قادته الصادرة في حقهم أحكام قضائية في قضايا إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر والمصريين, وكذلك ترويج فكر تنظيمي القاعدة وداعش, ودعم العمليات الإرهابية في سيناء, فضلا عن إصرار قطر الدائم علي التدخل في الشئون الداخلية لمصر ولدول المنطقة, بصورة تهدد الأمن القومي العربي, وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية, وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها, ولما لها من يد فيما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن, من حروب أهلية, وتقاتل بين الفصائل المسلحة. وتتواري التصريحات القطرية, تحاول أن تبعد وتوقف هذه القرارات الصعبة القوية الجريئة التي اتخذتها الدول العربية من قطع العلاقات الدبلوماسية ومغادرة سفراء قطر للعواصم العربية خلال48 ساعة, وغلق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية من وإلي قطر, وقامت دول الخليج بجانب مصر واليمن بإغلاق مكاتب شركات الطيران القطرية, وبذلك أصبحت قطر محاصرة ولن تنفعها إسرائيل أو إيران, وذلك بعدما بثته قناة الجزيرة من افتراءات ومعلومات كاذبة, وشن هجمات دبلوماسية ضد الدول العربية وبث الفرقة في نفوس المواطنين وزعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي وتأليب الشعوب ضد حكامها. ولعل هذه الخطوة كانت متوقعة بعد خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض قبل أسبوعين تقريبا, وجاء خطاب الرئيس السيسي ليؤكد ضرورة الضغط علي الدول التي تدعم الإرهاب إذا أردنا القضاء عليه وعلي الجماعات التي تمارس وحشيتها باسم الإسلام, وقد صرح الرئيس ترامب بأنه سمع من قادة الدول العربية ما يعبر عن استيائهم من تمويل ومساعدة قطر للجماعات الإرهابية, وأنه لا بد من وقف هذه المساعدات, وعدم تمويل الإرهاب, وذلك من أجل الصالح العام للعرب وللعالم كله. ورغم أن الكويت قد قررت القيام بوساطة بين الدول العربية وبين قطر المعزولة عن محيطها الجغرافي, وهو أمر جيد لجمع شمل العرب, فإنه يجب علي قطر أولا تغيير سياساتها الداعمة للإرهاب, وقطع علاقاتها بالجماعات المتطرفة, والدول الراعية له, وتعويض الدول التي تكبدت خسائر في الأرواح والأموال جراء السياسات القطرية, وإذا أصرت علي هذه السياسات, أو عادت إليها مرة أخري, يتم طردها من جامعةالدول العربية, ويشدد عليها الحصار, حتي يقوم الشعب القطري بتغيير قادته الذين أساؤا للعرب وللمسلمين بأفعالهم, وتحيا مصر.