قال الله عز وجل ( وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)133 آل عمران وقال تقدست صفاته ( سابقوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض)121 الحديد,وقال تباركت أسماؤه ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات), وقال جل شأنه ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)26 الضحي. من هذه النصوص الشرعية المحكمة نعلم أن الإنسان الراغب في رضا الله سبحانه وتعالي يسارع ويسابق وينافس في الخيرات من طاعات الله عز وجل وقربات خاصة في نفحات الخير ومواسم البر, ويأتي شهر رمضان المبارك في قمة هذا فهو موسم المتقين, ومتجر الصالحين, وميدان المتسابقين, ومغتسل التائبين! لذا ورد عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم:( ويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له, ومن صور اغتنام أجزاء أوقات شهر رمضان بالنافع دينا ودنيا, صدق الصيام, وحفظ الجوارح والحواس عن المعاصي والذنوب سواء ما يفسد منها الصيام أو ما يقلل ثوابه وقضاء الوقت في كل مفيد, مع تحلي الانسان بالإخلاص بدءا وغاية قال تعالي( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا(11 الكهف), وقال تعالي( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين(162 163 الانعام). وتأتي قربة من أعلي القربات في فقه الواقع وهي إطعام الطعام قال المولي الكريم سبحانه ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا(9,8 الانسان). وقد روي أن رجلا سأل النبي صلي الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام علي من عرفت وعلي من لم تعرف, وقال اتق النار ولو بشق تمرة وقال ظل المؤمن المومن يوم القيامة صدقته وعمارة المسجد بالصلاة فردا ونقلا وشهود حلق العلم. هذا ما ينبغي للمسلم الفطن اغتنامه في شهر رمضان المبارك من نفع نفسه وغيره والبعد عن الجدال والرياء.