وقع عاطف ووليد في ضائقة مالية فلم يصبرا, بل استدانا وأسرفا في الاستدانة من العديد في قريتهم الشوكا بمركز طما..أرادا أن يجدا وسيلة للخروج من هذه الأزمة فذهب تفكيرهما إلي حيلة شيطانية تمكنهما من الاستيلاء علي مبلغ من المال من ورثة ابن عمومتهم علي الذي ترك لأبنائه ثروة كبيرة نتيجة عمله في المقاولات وكانت سببا في شعورهما بالحقد والكراهية تجاه أسرته وبعد تفكير وتشاور فيما بينهما وجد الشابان ضالتهما في اختطاف الطفل أبو بكر الذي لم يتجاوز السادسة من عمره وطلب فدية من والدته وشقيقه الأكبر لسداد الديون المستحقة عليهما لدي الكثير من أهالي القرية. استعان الشابان بثلاثة أصدقاء لهما وهما أحمد ووليد ومحمد لتنفيذ جريمتهما حتي لا ينكشف أمرهما خاصة أنهما من أقارب الطفل الذي يستطيع التعرف عليهما بسهولة. رصدت العصابة تحركات الطفل بكل دقة لانتهاز الوقت الملائم لخطفه خلسة, حتي فوجئوا بخروجه مع شقيقته متوجهة به إلي عيادة احد الأطباء وعقب عودته ألح عليها للهو مع أصدقائه أمام المنزل بعض الوقت ووعدها بأنه لن يتأخر فما كان منها إلا أن استجابت لطلبه لعل ذلك يكون سببا في شفائه وبمجرد أن ابتعد الطفل قليلا عن منزل أسرته, انقض عليه احد المتهمين وادخله عنوة في توك توك كان في انتظاره الذي انطلق مسرعا إلي مدينة طما, حيث تم إخفاء الطفل في منزل رؤيات حماة محمد التي حرصت علي تغطية وجهها أمام الطفل طيلة الوقت حتي لا يتمكن من التعرف علي ملامحها بعد إطلاق سراحه, مما أصاب الطفل بحالة من الرعب والخوف منها وانخرط في بكاء مستمر راجيا منهم العودة إلي أسرته ولكن دموعه لم تلق استجابة من قلوب قاسية لا تعرف الرحمة. بدأ الأشرار الخمسة إجراء اتصال مع ماجد شقيق الطفل الذي اكتشف غيابه قبل دقائق من تلقي الاتصال والذي تم خلاله طلب فدية ثلاثة ملايين جنيه مقابل إطلاق سراح شقيقه إلا انه اخبرهم بأنه لا يمتلك هذا المبلغ وطلب مهلة لتدبيره وبدأ التفاوض علي تقليل الفدية وخشية علي حياة شقيقه توجه إلي مركز شرطة طما للإبلاغ عن الواقعة حيث طلب منه رجال المباحث مجاراة الخاطفين لتحديد هوياتهم ومكان اختطاف الطفل وبالفعل توصلت جهود رجال المباحث من خلال عدة اتصالات قام بها الخاطفون مع ماجد إلي تحديد شخصياتهم ومكان اختفاء الطفل وتمكنوا من القبض عليهم وإطلاق سراح الطفل, بدون دفع الفدية. كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي إخطارا من العميد جلال أبو سحلي مأمور مركز شرطة طما يفيد بتلقيه بلاغا من ماجد باختطاف شقيقه ابو بكر وتلقيه عدة اتصالات هاتفية من مجهولين طلبوا فيها دفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحه, وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث ضم الرائد احمد صلاح رئيس مباحث مركز طما والعقيد ياسر صلاح رئيس فرع البحث للشمال والعميد ماجد مؤمن رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة وضبط المتهمين. وقد توصلت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من عاطف ووليد واحمد ووليد ومحمد ورؤيات. تمت مراقبة وتحركات المتهمين ومكان الطفل المختطف بمدهمة تمكن الرائد احمد صلاح رئيس مباحث مركز طما والقوة المرافقة له من القبض عليهم وتحرير الطفل دون دفع فدية وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة تم إخطار النيابة العامة التي قررت حبس المتهمين أربعة أيام احتياطيا علي ذمة التحقيق مراعاة التجديد لهم في الميعاد واستمرار التحفظ علي التوك توك المضبوط بمركز الشرطة لحين صدور قرار آخر بشأنه وباشرت التحقيق بإشراف المستشار احمد حلمي المحامي العام لنيابات شمال سوهاج.