جاءت حكايتهم في افتتاحية ملف حكايات طيبة, فلا يوجد ما هو أشد قسوة من حياة العبيد الذين نالوا نصيبهم كاملا من اسم عزبتهم التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر لتسليط الضوء عليهم, ولكن لن نرصد من جديد معاناة استوفيناها كاملة علي مدار الحلقة الأولي من الملف تحت عنوان مائة عام من العزلة بل سنحصد ثمار ما زرعناه ونمنح بعض الأمل سواء لأهالي العزبة أو غيرهم من أسر الفقراء. شاء القدر أن تكون الأهرام المسائي همزة الوصل بين الأهالي ومديرية التضامن الاجتماعي التي نقلنا إليها صرخات وطلبات الأهالي بخصوص تكافل وكرامة, هذا المعاش الذي كان حلم أهالي العزبة, وقد بدأت أولي خطوات تحقيق الحلم من خلال تشكيل لجنة مكونة من10 أفراد من المديرية والشئون الاجتماعية بمركز إسنا قاموا ببحث حالات الأسر علي الطبيعة, بالإضافة إلي تخصيص جزء من هذه المساعدات إلي السيدات من خلال المساهمة في مشروعات صغيرة. أهالي العبيد الذين أعادوا سرد حكاياتهم بمجرد وصول لجنة التضامن إلي هناك, فقد أرادوا تحقيق أقصي استفادة من زيارة لم يكن أحدهم يحلم بها, الأمر الذي تحقق بالفعل حيث أصدر أحمد عبيد وكيل وزارة التضامن والشئون الاجتماعية بالأقصر قرارا بصرف إعانة فورية من المديرية لعدد30 أسرة بواقع200 جنيه لكل أسرة كحل سريع ومؤقت لأكثر المتضررين بالعزبة, إلي جانب توجيه مكتب الشئون الاجتماعية بقرية النمسا ببحث جميع الحالات وإدراج المستحقين منهم للحصول علي معاش تكافل وكرامة. كما أوضح أنه سيتم تدشين جمعيتين وإشهارهما والحصول علي تراخيص لهما في أسرع وقت وذلك ضمن خطة وزارة التضامن لإرسال معونات واحتياجات الأهالي من مواد غذائية وأجهزة كهربائية ومساعدات في تجهيز الفتيات للزواج. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تمكنت الأهرام المسائي من تحقيق هدف آخر كان من أهم أهدافها في هذا الملف, وهو الجزء الذي يتعلق بالتنسيق والتعاون بين أجهزة الدولة ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني بهدف تحقيق أقصي استفادة من تضافر الجهود لخدمة أهالي القري الأكثر فقرا واحتياجا سواء في الصعيد أو محافظات الجمهورية بأكملها, وهو ما قامت به إحدي المؤسسات الخيرية التي قامت بتوفير مساعدات مالية وعينية للأهالي كما أدرجتهم ضمن القري المستهدفة من حملات التبرعات التي تصل إليهم.