أعلنت سوريا انها ستجري حوارا وطنيا شاملا خلال أيام في محاولة لانهاء الاحتجاجات المتصاعدة والمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد, فيما انسحبت وحدات الجيش من مدينتي بايناس ودرعا الجنوبية. علي صعيد متصل, احتشد الالاف أمس في مدن عديدة مطالبين بانهاء حكم الاسد, في الوقت الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة مقتل نحو850 سوريا في أعمال القمع التي حدثت قرابة الشهرين. وأعلن وزير الاعلام السوري عدنان حسن محمود أمس ان سوريا ستجري' حوارا وطنيا' في انحاء البلاد خلال الايام القادمة بعد حوالي شهرين من الاحتجاجات. وقال محمود في مؤتمر صحفي نقله التليفزيون السوري ان وحدات الجيش بدأت انسحابا تدريجيا من مدينة بانياس الساحلية واكملت انسحابها من مدينة درعا الجنوبية. اضاف ان' الأيام القادمة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات' وقال ان' الحكومة تعكف حاليا علي تنفيذ برنامج الاصلاح الشامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يخدم مصلحة الشعب وان هناك تلازما بين الأمن والاستقرار من جهة والإصلاح من جهة أخري. وقال محمود:' بعد الاطمئنان علي استعادة الهدوء والأمن والاستقرار باشرت وحدات الجيش أمس بالخروج التدريجي من مدينة بانياس وريفها بينما تستكمل الوحدات المنتشرة في درعا وريفها الخروج التدريجي للعودة إلي معسكراتها الأساسية لافتا إلي أن الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجيا إلي هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية. وأكد الوزير السوري' أن الحكومة مصممة علي إعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلي كل المحافظات والفصل بين حق التظاهر السلمي وبين استخدام السلاح والقتل والترويع والتخريب لزعزعة الاستقرار وضرب الحياة العامة.' وردا علي سؤال حول العقوبات الاوروبية عبر الوزير محمود عن الأسف لأن هذه الدول بنت مواقفها علي ما نشره بعض وسائل الإعلام وقال:' هذا لن يؤثر في عزمنا علي التصدي للمجموعات المسلحة والتطرف وضرب الاستقرار. وأشاد ناشطون وشهود عيان بان آلاف السوريين خرجوا في مظاهرات بعد الصلاة أمس في مواصلة لحملتهم المستمرة منذ شهرين والتي تستهدف إنهاء الحكم الشمولي علي الرغم من الإجراءات الصارمة التي يقوم بها الجيش والتي أدت إلي مقتل المئات. كما ذكرت مصادر اعلامية وثيقة الصلة ان تظاهرات محدودة العدد خرجت في عدة مناطق في مدن سورية بعد صلاة الجمعة تنادي للحرية والشهيد والتضامن مع مدن درعا وبانياس وحمص. وأشار الموقع الالكتروني السوري' سيريا نيوز' إلي أن المظاهرات خرجت في كل من حماة البوكمال والقامشلي وحمص والسلمية وتجمع صغير في اللاذقية دون حصول اي تدخل من قبل عناصر الامن. ونقل الموقع عن مصدر في مدينة حماة رفض الكشف عن اسمه انه' خرجت عدة مظاهرات متفرقة في مدينة حماة أكبرها من جامع السرجاوي( الكبير) تعدادها بالمئات اتجهت من الجامع إلي شارع'8 آذار' وبعدها إلي' صلاح الدين' و' طلعة الجلاء', وتم تفريقها بقنابل الغازات المسيلة للدموع'. واكد المصدر أن المظاهرة ضمت عددا من النساء وجابت عدة شوارع في المدينة, ونادت بهتافات تحيي الشهيد المدن' المحاصرة' وتطالب بالحرية', كما خرج مئات المواطنين في مدينة السلمية بمظاهرة تردد هتافات مماثلة وقامت عناصر من الأمن وعناصر مدنية بتفريق المظاهرة بالعصي وحدثت اشتباكات افضت عن اصابة البعض بجروح بسيطة. كما رصد الموقع تحركات شعبية حدثت في محافظة القامشلي, وأن'200 شخص خرجوا في مدينة الدرباسية من جامع( حاج سلطان) وتوجهوا إلي سوق المدينة الرئيسية, كما تجمع المئات في مدخل مدينة عامودا طريق عام الحسكة عامودا وهتفوا لدرعا والحرية دون حدوث احتكاك بين المتظاهرين وعناصر الأمن المتواجدة في مناطق الاحتجاجات'. وأضاف أن التظاهرات امتدت هذا الاسبوع لتصل إلي مدينة البوكمال.. حيث خرج' مئات المواطنين بعد صلاة الجمعة وجابوا عدة شوارع رئيسية وتجمعوا وسطها أمام مخفر الشرطة وانفضوا حوالي الساعة الثانية من تلقاء انفسهم دون حدوث أي صدامات ولم يكن هناك تواجد امني في مكان التظاهرات والتجمع وذلك بحسب ما ذكره الموقع. من جهة أخري, أعربت الخارجية البريطانية أمس عن قلقها البالغ بسبب التطورات السياسية في سوريا, مطالبة بوقف استهداف الثوار وإطلاق سراح السجناء السياسيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية, في بيان رسمي, إن مدير إدراة الشئون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية جيفري ادامز استدعي السفير السوري في لندن سامي خيامي إلي مقر وزارة الخارجية وعبر له عن قلقه البالغ إزاء التطورات المتلاحقة في سوريا. وأعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن ما يصل إلي850 سوريا ربما قتلوا في حملة قمع بدأها الجيش قبل شهرين للمحتجين في سوريا وإن آلاف المتظاهرين اعتقلوا.