إطلالات سوداء شاذة..وشم ورسوم ثابتة كرمز يميز المجموعة..شعر طويل غير مرتب مع قصات عجيبة..ماكياج صاخب بالوجه يميزه الأسود حول العيون وعلي الشفاه والأظافر..ملابس غريبة..طقوس وعبادات مليئة بالطلاسم والهمهمة..كتابة العبارات بالدم علي الجدران..ويذيلون جملهم دائما بعبارات من نوعية:نحن الخادمون نفعل ما نؤمر به..سمات موحدة وشاذة عرف من خلالها المجتمع ما يطلقون علي أنفسهم مصطلح عبدة الشيطان. ربما كان أبرز ظهور لهم في مجتمعنا في تسعينيات القرن الماضي, عندما احتل مجموعة من الشباب يمتلكون السمات نفسها قصر البارون عام1997, وكتبوا عباراتهم الغريبة بالدم علي الجدران,وقضوا الليالي في الاستماع للموسيقي الصاخبة,والرقص بعنف مفرط,وتحول الأمر لقضية ضخمة انتهت بنفي كونهم عبدة للشيطان وإغلاق قصر البارون حتي الآن. ولكن ظهر عبدة الشيطان مرة أخري في عام2011, حين تقدمت سيدة مسيحية ببلاغ للإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية,بأن شخصا انتحل اسمها وصورتها علي صفحتها الخاصة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك, ووضعها علي صفحة أخري مسيئة للرسول,وبعد القبض علي المتهم اعترف بأنه ينضم لمجموعة من عبدة الشيطان..أما حاليا فعاد الأمر للظهور مرة أخري في ثوب جديد يستتر خلف الشاشات ويستقطب أصحاب نفس الميول من خلال مجموعة من الصفحات التي تروج للطقوس ذاتها علي السوشيال ميديا,وبدأت في الانتشار بين الكثير من الرواد. الأمر أصبح كالكابوس..فلم يعد المجتمع يقتصر علي وجود ظواهر كارثية غريبة ومؤسفة,كالتحرش أو الاغتصاب أو حتي الإلحاد, إذ انتشرت مجموعة من الصفحات تدعو لعبادة الشيطان, وتنشر صورا ومنشورات غريبة وكلمات وطلاسم غير مفهومة, والغريب في الأمر أن هذه الصفحات انتشرت بشكل سريع وجمعت مجموعات كبيرة من المتابعين, ربما لتوافقهم في الفكر والرأي مع ما يفعله هؤلاء,أو من أجل الفضول فقط أو الاستنكار. وتعددت تلك الصفحات وانتشرت بأسماء مختلفة, منها صفحة تحت الأرضSatanism, عبدة الشيطانDevilWorshippers, وعبدة الشياطين666, وتقوم بنشر صور ومنشورات وطلاسم غير مفهومة وتدعو لطقوس غريبة يمكنها تخريب عقول الشباب واستقطابهم بعد أن أصبح معظمه يستخدم صفحات التواصل الاجتماعي بشكل أشبه بالإدمان. ورغم أن تعليقات المصريين انهالت علي هذه الصفحات متنوعة ما بين السخرية والسب والقذف, والتقليل من عبدة الشيطان ومؤسسي هذه الصفحات علي الفيس بوك ومواقع التواصل, كما قام البعض بنقدهم ومهاجمتهم لفظيا, الا أن هناك دائما من يقع فريسة للتطرف والانحراف, خاصة وأن لعبدة الشيطان طقوسا وأفكارا غريبة منها ممارسة الجنس بشكل جماعي وعشوائي, وتناول المخدرات والخمور, وتدنيس الكتب الدينية, الاستماع لموسيقي الميتال لصخابتها وقوتها والتي تدفعهم إلي الرقص والعنف, كذلك تقديم القرابين للشيطان كذبح الحيوانات والدماء. هذه الصفحات تستهدف تخريب العقائد والعبادات وإضعاف إيمان الشباب, واستغلال ضعفهم للوقوع في شرك المعصية,وفخ العصابات..فلا يجب الاستخفاف بها ولابد من محاربتها ومن علي شاكلتها..فهي بالطبع صفحات غير قانونية ويجب أن يتم إغلاقها ومحاسبة المسئولين عنها..فمن الوارد أن تكون هذه الصفحات بوابات للنصب, أو لسرقة الحسابات والبيانات الشخصية, أو حتي لتجارة الأعضاء وما هو أسوأ من ذلك, من عصابات مماثلة تستقطب الشباب اليائس المحبط بطرق خادعة, ويجب أن تكون هناك حملات توعية مضادة وألا نستخف بالظاهرة التي تتفاقم يوما تلو الآخر باستغلال ضعاف النفوس والالتفاف علي العقول قبل استقطاب المزيد والمزيد. والخوف كل الخوف علي الأجيال القادمة وما يعانيه مجتمعنا يوما بعد يوم من تسلسل الظواهر الكارثية التي تأبي الانقطاع وتستدعي مزيدا من القلق والحذر; فإن كان هذا هو الظاهر فإن ما خفي كان أعظم!!.