مرت الأيام علي الفتاة الصغيرة حتي شبت واكتملت أنوثتها الطاغية وأصبحت محط أنظار الجميع حيث تهافت علي الزواج منها أكثر من شاب ولكنها دائما كانت ترفض الارتباط لرغبتها في الزواج من الثري الذي يحقق كل أحلامها ولكن أسرتها كانت تريد الإسراع في زواجها من أي شاب يتقدم لها. وبالفعل تقدم إلي أسرتها أحد الشباب المكافح الذي رأت فيه عائلتها من سيحافظ عليها ويصونها وبعد انتهاء فترة الخطوبة تم زفافهما ورأت أسرتها أنها بذلك أزالت عن كاهلها عبئا ثقيلا. عرفت الخلافات الزوجية طريقها سريعا بين علا وزوجها بعدما تعثر الزوج في تحقيق أحلامها وطموحاتها حسبما كانت تشتهي بينما كان الزوج يشتكي من تعدد اختلاط زوجته بالجيران والمحيطين بهما من أهالي القرية وبعد دوران عجلة الزمن علي الزوجين اللذين لم تتجاوز فترة زواجهما عدة سنوات رزق خلالها بالبنين كانت الخلافات بينهما تزيد يوما بعد الآخر بسبب كثرة الأقاويل حول سلوك علا واختلاطها بالرجال. حاول الزوج تقويم سلوك زوجته كثيرا وإعادتها إلي الطريق الصواب والاهتمام بأولادها ورعايتهم ولكنها دائما ما كانت ترفض نصائحه وتغيب عن المنزل لعدة ساعات متزينة بأزهي الملابس حتي لاكت سيرتها ألسنة الجميع مما دفع الزوج إلي هجرها وأخذ أولاده والفرار من جحيمها ليتمكن من تربيتهم والعيش بسلام بعيدا عنها بعد أن لطخت سيرتها الملوثة سمعته وطالت أبناءه الصغار. لم ترتدع علا وتتراجع في قرارة نفسها عن أفعالها الملتوية خاصة بعد ان لطخت سيرتها سمعة أهلها. فلم تفكر في تقويم سلوكها بعد أن هجرها أولادها ولكنها استمرت في غيها وانغمست في حياة البغاء التي تمرست فيها ووجدتها بيئة خصبة لتفعل كل ما تريد, حيث فتحت أبواب منزلها للجميع حتي اشتهرت بين أهالي القري المجاورة بسلوكها المعوج مما دفع أهالي قريتها بأشمون إلي نبذها وطردها من القرية بلا رجعة. تنقلت المرأة سيئة السمعة بين العديد من القري تتواصل مع راغبي المتعة الحرام عن طريق هاتفها المحمول حيث اشتهرت بينهم باسم سعيد سمكة حتي استقر بها الحال والمقام باستئجار شقة في قرية البرادعة التابعة لمركز القناطر الخيرية وعادت لمزاولة نشاطها من جديد بحرص شديد حتي لا تلتفت لها الأنظار. كانت المرأة اللعوب قد ارتبطت بعلاقة عشق بسائق يدعي أسامة يقيم بمركز أشمون حيث كان يتردد عليها بين الحين والآخر بعد انتهاء فترة عمله كسائق علي إحدي سيارات الأجرة وفي إحدي السهرات سيطر الشيطان علي عقليهما فقررا التخلص من أحد الأثرياء الذي اعتاد علي ممارسة الفجور معها للاستيلاء علي أمواله حتي يستطيعا بعد ذلك أن يعيشا سويا ويحققا كل أحلامهما. كان اللواء أنور سعيد مساعد اول وزير الداخلية لأمن القليوبية قد تلقي إخطارا من اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ بالعثور علي جثة ملقاة بأرض زراعية في ناحية قرية بهادة التابعة لمركز القناطر الخيرية. وبانتقال العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية لمكان البلاغ وبمناظرة الجثة تبين انها لذكر قمحي البشرة يرتدي ملابسه كاملة وبحوزته290 جنيها وقطعة من الحشيش المخدر وبفحص الجثة تبين وجود طعنة بالجانب الأيمن أسفل الأبط وجرح قطعي أسفل الظهر وسحجات بالظهر والذراعين ولم يتم العثور علي أي أوراق تفيد في تحديد شخصية المجني عليه. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال شارك فيه العقيدان محمود هندي مفتش الأمن العام وحسن زيور رئيس فرع البحث الجنائي بشبرا الخيمة ضم المقدم طارق عادل رئيس مباحث القناطر الخيرية تحت إشراف اللواءين أنور سعيد مدير الأمن وعلاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية. وتم وضع خطة بحث قادها العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية اعتمدت علي نشر أوصاف المجني عليه وفحص بلاغات الغياب خلال الفترة الأخيرة وباستكمال عملية البحث تبين ورود بلاغ عن تغيب شخص منذ عدة أيام يدعي إبراهيم معوض عبد السلام وشهرته حمام معوض64 سنة تاجر أراض ومقيم بمنطقة الكوادي في أشمون منوفية القريبة من مركز القناطر الخيرية. وبالكشف عن هوية المجني عليه أصبح فريق البحث أمام لغز مثير حول كيفية قتل المجني عليه وثارت عدة أسئلة حول سبب وجود المجني عليه بهذا المكان؟ وهل تم نقل الجثة؟ من مكان آخر أم أن الواقعة حدثت بالقرب من مكان العثور علي الجثة. وضع فريق البحث الأسئلة أمام عينيه وبدأ يبحث في علاقات المجني عليه وأسرته وخلافاته خاصة أنه يعمل تاجر أراض كما تم فحص منطقة الحادث وتجنيد العناصر السرية بها ومناقشة الموجودين وإعادة استجوابهم أكثر من مرة وآخر مشاهدات المجني عليه بالمنطقة حيث تبين لفريق البحث أن المجني عليه يشتهر بتعدد علاقاته النسائية وأنه من متعاطي جوهر الحشيش المخدر. بدأت ملامح الجريمة تتكشف واحدا تلو الآخر أمام فريق البحث, حيث تم فحص المشهورين بسوء سلوكهم بالقرب من منطقة العثور علي الجثة كما تبين لفريق البحث تكرار تواصله هاتفيا مع شخص يدعي سعيد سمكة مقيم بمركز القناطر الخيرية. وبالبحث عن هوية الشخص المستهدف وتجميع المعلومات وربطها ببعض تم التوصل لأحد الأشخاص الذين كان المجني عليه يعتاد التواصل معه حيث كشف للعميد محمد الألفي عن مفاجأة من العيار الثقيل حيث تبين انه اسم حركي لسيدة تدعي علا فاروق مقيمة بقرية البرادعة اعتاد المجني عليه قضاء بعض الوقت برفقتها كما تكشف أمام فريق البحث أنها علي علاقة قوية بأحد الأشخاص يشتهر باسم الحلفاوي. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمة حيث تم إعداد مأمورية من رجال المباحث بقيادة العميد محمد الألفي إلي مسكنها بدهمه تم ضبط المتهمة وبرفقتها عشيقها الحلفاوي وتبين ان اسمه أسامة شعبان يعمل سائقا ومقيم بأشمون. وبتفتيش الشقة تم العثور علي بعض متعلقات المجني عليه وبطاقته ممزقة وملقاة بسلة القمامة ونظارة المجني عليه وبمواجهة المتهمين أنكرا في بداية الأمر علاقتهما بقتل المجني عليه وبتضييق الخناق عليهما أقرا بارتكابهما الواقعة بغرض الاستيلاء علي أموال المجني عليه كما أرشدا عن سيارة المجني عليه بأرض فضاء بالقرب من الشقة. وباستكمال مناقشة المتهمين اعترفا بأنهما اتفقا علي أن تستدرج المتهمة الأولي المجني عليه بحجة قضاء سهرة معها بينما يقوم الثاني بمباغتته وضربه بالسكين والتخلص منه للاستيلاء علي أمواله وانهما عقب ارتكابهما الواقعة قاما بلفه بعباية خاصة بالمتهمة وإلقائه بمكان العثور عليه.