قال محمد دشناوي, الخبير الاقتصادي, إن فكرة تطبيق الدعم النقدي لها مزايا وعيوب, موضحا ان مميزاتها تتمثل في إعطاء فرصة اكبر لتحرير التجارة, فضلا عن إعطاء مبالغ اكبر لمستحقي هذا الدعم, بشرط ان تكون هناك قاعدة بيانات دقيقة لكي نستطيع من خلالها توصيل هذا الدعم لمستحقيه. واضاف أن عيوب هذه الفكرة تتمثل في عدم انضباط الاسواق, ووجود العديد من الممارسات الاحتكارية, وتذبذب وعدم استقرار سعر الدولار, لافتا إلي انه مع ضبط كل هذه الامور, وإجراء عملية فلترة لتحديد مستحقي الدعم وذلك من خلال التركيز علي دخل الفرد, وليس علي اشياء اخري, يمكن في هذا الوقت ان يتم تطبيق فكرة الدعم النقدي. وقال دشناوي اعتقد أن الدولة اذا اتجهت إلي تطبيق فكرة الدعم النقدي في هذا التوقيت, فسوف تكون مغامرة كبيرة غير محسوبة المخاطر علي جميع الأوجه, بدليل انه حتي وقتنا هذا لم يتم تنقية البطاقات التموينية والتي تم الحديث عنها كثيرا. ولفت إلي أن زيادة اعداد مستحقي الدعم والذي وصل إلي70 مليون مواطن طبقا لما اعلنته وزارة التموين, لم يصل إلي هذا العدد إلا بعد تطبيق وزير التموين الأسبق خالد حنفي فكرة البطاقة الورقية للحصول علي الخبز, والتي جعلت الكثير من البقالين يقومون باستخراج هذه البطاقات واستغلالها, مما ادي إلي وصول مستحقي الدعم إلي هذا الرقم. ولفت إلي أن قري الصعيد بها ما يقرب من50% من الفقراء, وعلي الرغم من ذلك فهي تعد أقل معدل بطاقات تموينية بين المحافظات, مشيرا إلي ان وصول الدعم لمستحقيه يتطلب اولا دمج الاقتصاد الموازي بالرسمي, ضمانا لوصول هذا الدعم لمستحقيه. ومن جانبه قال الدكتور فرج عبد الفتاح, استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة, ان الدعم العيني هو عبارة عن السلع التي يتم بيعها للمواطنين بأسعار مدعومة من الدولة, تقل بكثير عن اسعارها بالأسواق, موضحا ان هذا هو ما يتم علي السلع التموينية التي يتم صرفها للمواطنين من خلال البطاقات التموينية. واضاف أن الدعم العيني موجود قبل ثورة1952, وكان هذا الدعم علي سلع اساسية معينة ومحددة, اما الدعم النقدي فهو عبارة عن إلغاء هذه السلع, وتحويلها إلي مقابل مادي يحصل عليه مستحقو هذا الدعم. واشار إلي أنه مع استمرار الدعم العيني, بشرط أن يكون بسلع وكميات محددة تتناسب مع عدد افراد الأسرة, ولكن بعد تنقية البطاقات التموينية من الذين لا يستحقون هذا الدعم. وأكد أنه من الصعب ان تتجه الحكومة للتحول من الدعم العيني إلي النقدي, لأن هذا الأمر سوف يحدث إشكالية ضخمة, ولا توجد ضمانات ان يصل هذا الدعم إلي مستحقيه الحقيقيين.