علي مدي69 عاما من القتل والقمع وعمليات الإبادة للفلسطينيين العزل مازال الاحتلال الإسرائيلي يهدف من تلك العمليات إلي محاولة فرض واقع علي الأرض من أجل التهجير والاستيلاء علي الممتلكات والأراضي, وذلك من أجل إقامة مستوطناتهم لتكريث الاحتلال. وبمرور تلك السنوات, صدرت العديد من القرارات الدولية الرافقة لعمليات الاستيطان, بالاضافة إلي انتفاضة الفلسطينيين انفسهم, إلا أن هذا الاحتلال لا يبالي بأي قرارات دولية ويضرب بها عرض الحائط نتيجة الدعم المقدم لها من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمساندة من جهة اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة. وتستكمل إسرائيل تحديها للعالم بمحاولتها أخيرا سن قانون داخل الكنيست لشرعنة سرقة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة, وهو ما ناقشته بوابة الأهرام في ندوة حضرها عدد من المسئولين الفلسطينيين والمثقفين لبحث تداعيات تلك القرارات وأكد هشام يونس رئيس تحرير بوابة الأهرام, أن إسرائيل لم تكتف باغتصاب الأراضي الفلسطينية عام1948, وباقتلاع ما تبقي منها عام1967, والتفت علي كل شيء بعد اتفاق أوسلو لتعطي شرعية وفقا لقانونها الخاص للاستيطان في الأراضي المحتلة. وأن القضية الفلسطينية تراجعت من جدول اهتمام المجتمع الدولي, ومن أولويات الرأي العام العربي, موضحا في ندوة سرقة الأراضي الفلسطينية باسم القانون, التي عقدت بقاعة آل تقلا محاولة لترتيب أجندتنا الخاصة, وإبراز قرارات تحاول من خلالها إضفاء صبغة شرعية وقانونية علي الاستيطان والبناء فوق الأراضي الفلسطينية. ومن جانبه, اتهم الدكتور سفيان أبو زايدة وزير شئون الاسري الفلسطينيين السابق إسرائيل بممارسة حملة مسعورة من الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام1967, منددا بالقانون الظالم الذي أقره الكنيست مؤخرا والذي يحاول شرعنه سرقة الأراضي الفلسطينية, مؤكدا أن الاستيطان لم يبدأ من اليوم, بل قبل إنشاء الكيان الصهيوني سواء بالاحتلال بالقوة أو الاستيلاء,. وأضاف أن زائيف جابوتنسكي الأب الروحي لليمين المتطرف كان يري أن الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة, يمكن أن يتمتعوا بحكم ذاتي, علي ألا تكون لهم علاقة بالأرض ولا بالسياسة ولا بالحدود, وأن يعيشوا كأقلية في المجتمع الإسرائيلي ليس لها حق في اتخاذ أي قرار. من جانبه, أكد الدكتور عبد العليم محمد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن إسرائيل تمارس أبشع أنواع الاستعمار وهو الاستعمار الإحلالي, الذي يهدف إلي اقتلاع السكان الأصليين بالطرد والقتل والتشريد, وجلب يهود من شتي أنحاء الأرض لإحلالهم محلهم, مشيرا إلي أن هذا النوع من الاستيطان ليس مجرد نتيجة, ولكنه سبب, بحكم كونه الفكرة التي قامت عليها الدولة العبرية والتي استهلت بمؤتمر بازل نهاية القرن ال19, والتفكير في إنشاء وطن قومي لليهود, مع وعد بلفور بعدها, وتجنيد اليهود حول العالم بالتنسيق بين الصندوق القومي لليهود والوكالة اليهودية لاحتلال فلسطين, والتهام أراضي الضفة الغربية, وهي عملية ثلاثية مركبة, عناصرها الأرض والمياه والبشر, وتعتمد الاستيلاء علي الأرض والمياه الفلسطينية, ثم طرد البشر( الفلسطينيين) في وقت لاحق, وإحلال اليهود المجلوبين من كل دول العالم محلهم. وأوضح أن الخطوة الأولي لمواجهة المخططات الاستيطانية والاستعمار الإحلالي عدم الاكتفاء بالإدانة وعدم شرعنه الاستيطان, بل التوجه لكل المؤسسات الدولية التي تشجب الاستيطان, ومطالبتها بالبحث في سبل الضغط علي إسرائيل ليس فقط لوقف الاستيطان, بل بإخلاء المستوطنات. من جانبه, أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن نحو62% من المستوطنين يعيشون في البؤر الاستيطانية الجديدة, وأن هناك تراجعا في نسبة من يعيشون في هذه المستوطنات, وأن ما يقدر ب45% منهم رحلوا إلي المدن الأكثر أمانا مثل مدينة تل الربيع( تل أبيب), بينما أكد أن الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الضفة والقدسالشرقية بلغ عددهم800 ألف,375 ألفا منهم يسكنون القدسالشرقية, وقال إن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب زاد بمجيئه العبء علي الحالة الفلسطينية بانحيازه التام لإسرائيل وإعلانه رغبته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدسالمحتلة.