تقاس إنجازات الاتحادات الرياضية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة بما تقدمه من أجيال وما تحققه من بطولات في مرحلتي الشباب والناشئين لا ما تنجزه المنتخبات الكبيرة لأنه قد يتسلم الجوائز من لم يشارك في صنع الانتصارات, كما حدث مع المنتخب الوطني الأول الفائز ببطولة إفريقيا ثلاث مرات متتالية وإن لم يصعد إلي نهائيات كأس العالم حيث جني سمير زاهر ثمار عمل وجهد وكفاح ونزاهة اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس الاتحاد السابق, فيما قضي هو علي كل المنتخبات الوطنية في الأعمار دون المنتخب الأول, وها هو منتخب الشباب يخرج من الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في جنوب أفريقيا بعد الهزيمة من الكاميرون, وإن كان أفضل حالا من سابقه بعد أن تأهل لنهائيات كأس العالم التي تقام في كولومبيا, كما أن المنتخب الأوليمبي يسير بقدم واحدة نحو التأهل لدورة لندن الأوليمبية العام المقبل بسبب البرنامج المضغوط للدوري وعدم وجود فراغات يمكن أن يستعد من خلالها! والأصعب أن يفكر سمير زاهر في استئناف مسابقة كأس مصر ليتصل الموسم دون راحة إذا ما وضعنا في الاعتبار مباراة المنتخب الوطني أمام جنوب افريقيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية ومشوار المنتخب الأوليمبي في تصفيات دورة الألعاب الأفريقية والدورة الأوليمبية الدولية, إضافة إلي الطريق الطويل للأهلي وحرس الحدود في دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية.. وطبعا هو يريد عودة الكأس ليس للخسائر المادية كما يردد ولكن لترضية الأندية الصغيرة التي وافقت علي صفقة عدم سحب الثقة, وهو في الوقت نفسه يراهن علي أن يتم ضربة البث الفضائي ظنا منه أن الدولة غائبة ولن يتصدي له من يحافظ علي حقوق الشعب! عودة الكأس مناورة جديدة ومشبوهة لا يجب السكوت عليها لأن لها أكثر من هدف يأتي في مقدمتها البقاء في الكراسي ل18 شهرا أخري لن تشهد إلا مزيدا من الانهيار والسمعة السيئة كتلك التي حدثت أمس في جنوب أفريقيا بعد أن طلب الاتحاد الأفريقي من الأمن إخراج مجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري من الملعب!