يحسم مجلس الوزراء خلال ساعات الجدل الدائر بين وزارتي الزراعة والري بسبب أزمة القمح المبرد وذلك بعد أن نسف تقرير رسمي عن وزارة الزراعة أصدره مركز البحوث الزراعية فكرة زراعة القمح مرتين في العام باستخدام تقنية التبريد والتي أعلنت عنها وزارة الموارد المائية والري ممثلة في المركز القومي للبحوث المائية والتي روجت لها إعلاميا بأنها تمكنت من النجاح في تجربة زراعة القمح مرتين سنويا. وكشف التقرير الذي أعده9 خبراء في المحاصيل الزراعية بالمركز أن ما حدث يهدد مستقبل زراعة القمح في مصر لأن التجربة قامت علي أسس غير علمية ونتائجها تصل بالإنتاجية إلي أقل من7 أرادب للفدان بإجمالي12 إردبا للفدان خلال موسمي الزراعة للقمح بدلا من18 إردبا لدي المزارعين في الموسم الواحد. وكشف التقرير الذي حصلت الأهرام المسائي علي نسخة منه وتم إرساله إلي مجلس الوزراء للفصل في الأمر وإلي عدة جهات سيادية أخري أن زراعة القمح بتلك التقنية التي أعلنتها وزارة الري مخالفة تماما للنظام البيئي لزراعة القمح في مصر, ومضيعة للوقت والمال وإرباك للمزارعين مرة أخري بزراعة المحصول في سبتمبر بعد اقتناعهم بالعزوف عن الزراعة في تلك المواعيد لما حققته من خسائر فادحة وأن هذه التجربة لها آثار سلبية خطيرة علي الزراعة المصرية لما قد ينتج عنها من انخفاض كبير في المحصول علاوة علي مضاعفة التكاليف وإنهاك التربة بسبب زراعة محصول نجيلي مرتين في نفس المكان وهو ما لا يتحمله المزارع اقتصاديا. وأشار التقرير إلي أن هناك نوعين من القمح; الأول الشتوي, وتتم زراعته في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بعد تساقط الثلوج عليه ويتم حصاده في يوليو وأغسطس وهذا النوع لا يصلح للزراعة في مصر. أما النوع الثاني فهو القمح الربيعي, وتتم زراعته في أوروبا وأمريكا في أوائل الربيع بعد ذوبان الثلوج ويتم حصاده في شهري أغسطس وسبتمبر وتزرع مصر القمح الربيعي في شهر نوفمبر ويحصد في أبريل ومايو علما بأن المزارع المصري قام في بعض المناطق في محافظة كفر الشيخ بتجربة زراعة القمح في سبتمبر وفشلت ولم تحقق سوي7 أرادب للفدان, وفي الصعيد حاول المزارعون زراعة القمح بعد القصب في فبراير ولكنها أيضا فشلت بعد أن حقق الفدان نحو3 أرادب. وأوصي التقرير الذي وقعه9 من خبراء المحاصيل بوزارة الزراعة بأن القمح في مصر ربيعي لا يتطلب ولا يحتاج أو يستجيب لعملية التبريد بل يمكن أن يكون للتبريد تأثير سلبي وليس له طور سكون ولا يحتاج إلي دفع النبات للإزهار كما أن النبات يحتاج إلي ظروف مناخية مثل الضوء والحرارة بشكل معين ولا تصلح التجربة في مصر, لأنها تنتج قلة في عدد الحبات وطول النبات والسنبلة والنمو الطبيعي له. من جانبه أكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة أن تقرير خبراء المحاصيل بمركز البحوث الزراعية الذي يضم3 صفحات خلاصة تقييم التجربة التي أعلنت عنها وزارة الري وأنه سيتم إعلان التقرير في مؤتمر صحفي خلال ساعات لكشف التفاصيل الكاملة للرأي العام. وأضاف المصدر أن وزير الزراعة سيجتمع برئيس الوزراء بصحبة عدد من الخبراء وقيادات الوزارة خلال ساعات لتوضيح وجهة نظر الوزارة في الأمر لأن محصول القمح من أهم المحاصيل الإستراتيجية التي تعتمد عليها مصر.