عقب صدور قرار محكمة النقض أمس بقبول الطعن المقدم من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي ,وضابط مباحث أمن الدولة السابق محسن السكري علي حكم الإعدام الصادر ضدهما في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.. انطلقت زغاريد وهتافات أقارب السكري وطلعت بالإضافة إلي عدد من العاملين بمجموعة شركات رجل الأعمال-( الله أكبر.. يحيا العدل..) غمرت مشاعر الفرح هشام والسكري داخل السجن,حيث زارت الأول زوجته وشقيقته وبعض أفراد أسرته, كما زار الثاني والده وشقيقه. وبحسب لوائح السجن فسوف يخلع طلعت والسكري الملابس الحمراء' بدلة الإعدام' ويستبدلانها بملابس الحبس الاحتياطي البيضاء. وسوف تقوم محكمة النقض خلال الأيام القليلة المقبلة بإرسال ملف القضية إلي محكمة استئناف القاهرة باعتبارها جهة الاختصاص,حيث يتولي رئيسها المستشار انتصار نسيم تحديد الدائرة الجديدة التي تعاد أمامها محاكمة المتهمين فضلا عن تحديد موعد المحاكمة بطبيعة الحال. تغيب عن حضور جلسة الحكم أمس, كل من هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري رغم مطالبة الأول بحضور الجلسة, إلا أنه استمع في اللحظات الأخيرة إلي نصيحة محاميه بهاء الدين أبو شقة الذي نصحه بعدم الحضور, كما تغيب أبو شقة بدوره عن الحضور حيث أعلن انسحابه من القضية بسبب خلافات مع فريد الديب, ولم يحضر أحد من أسرة رجل الأعمال بمن فيهم شقيقته سحر, إلا أن زوجها إيهاب حضر الجلسة, بالإضافة إلي عمه ومحاميه فريد الديب. فرحة السكري كما حضر اللواء منير السكري والد محسن وشقيقه جلسة النطق بالحكم لمتابعة القضية ومعرفة مصير محسن, وبعد صدور الحكم أمس توجه اللواء منير السكري مع شقيق محسن لزيارته في السجن حيث احتضنهما بقوة وراح يبكي وسط مشاعر غامرة من الفرح الشديد.. وقال اللواء السكري إن محسن قضي يوم أمس في الصلاة داخل مسجد السجن وأضاف أنه وقع ساجدا علي الأرض بمجرد علمه بالحكم من بعض ضباط السجن.. شاكرا لله فضله وكرمه ورحمته به, معربا عن تقديره وامتنانه للقضاء المصري العظيم. وشدد منير السكري علي أن ابنه بريء من هذه القضية وأن القاتل الحقيقي سيظهر في يوم من الأيام,وعن أسباب قبول الطعن وتحديد دائرة جديدة لمحاكمة ابنه وهشام طلعت قال إن مذكرة الطعن التي أعدها عاطف المناوي وابنه أنيس محاميا محسن أثبتت أن الحكم السابق شابه الكثير من العوار والقصور, والخطأ في تطبيق القانون سعة صدر القضاء وعلق شوكت عز الدين أحد ممثلي الدفاع عن السكري علي الحكم قائلا إنه يعبر عن عظمة وسعة صدر القضاء المصري بعيدا عن أي تأثير حيث انه ينبغي النظر إلي الجريمة باعتبارها جريمة قتل عادية بصرف النظر عن شخص الضحية فيها. وقال إن كل ما تردد عن دور محسن السكري بها مجرد شبهات واجتهادات لا تستند إلي أي دليل مادي دامغ, الأمر الذي يرجح حصول موكله علي البراءة كما يقول في حال إعادة محاكمته. خصوصا وأن أصابع الاتهام تشير إلي شخص يدعي' أليكس زكي' أوقفته سلطات الأمن بالإمارات في أعقاب الجريمة, حيث تبين إصابته بجرح في الركبة جراء مقاومة سوزان تميم له علي الأرجح, والطريف أن هذا الشخص الذي تقرر إخلاء سبيله بعد ادعائه الإصابة في حادث سير يشبه مواصفات محسن السكري كما تماثل ملابسه الملابس التي كان يرتديها محسن. قبلات هشام ودموعه أما هشام طلعت فقد تلقي منذ صباح باكر أمس عددا من الاتصالات الهاتفية من أفراد أسرته ومن بينهم شقيقه طارق وشقيقته سحر لطمأنته,وقد زارته زوجته وبعض أفراد أسرته أمس في السجن حيث راح يحتضنهم ويقبلهم بسعادة واضحة وفرح هيستيري, مؤكدا لهم أنه كان واثقا من الحكم بإعادة محاكمته وأضاف من وراء دموعه أن الله سيتم عليه نعمته وستره ويكتب له البراءة في نهاية المطاف لأن يديه بريئتان من إراقة أي دماء. وكانت المحكمة قد شهدت تكدسا إعلاميا لحضور جلسة النطق بالحكم, حيث فرضت قوات الأمن كردونا أمام القاعة الكبري لمحكمة النقض, مع وضع بوابة إلكترونية علي مدخل قاعة عبد العزيز باشا فهمي التي عقدت بها جلسة أمس. بوابات إلكترونية وأمام القاعة حدثت بعض المشادات الطفيفة,بعد أن قررت قوات الأمن في بعض الأحيان تفتيش عدد ممن دخلوا القاعة من الصحفيين تفتيشا ذاتيا, ومنعت دخول الهواتف المحمولة إلي القاعة, ليتم بعدها فحصها عن طريق البوابات الإلكترونية وتقديم تصريح الدخول الموقع عليه من قبل رئيس المحكمة. وكانت محكمة النقض برئاسة المستشار عادل عبد الحميد, رئيس المحكمة, قد قضت أمس بقبول الطعن المقدم من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي, وضابط مباحث أمن الدولة السابق محسن السكري, علي حكم الإعدام الصادر ضدهما في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم شكلا, وفي الموضوع بنقض الحكم وإعادة محاكمتهما أمام دائرة أخري للجنايات. انسحاب أبو شقة ومن جهة أخري أعلن بهاء أبو شقة أمس انسحابه وعدم الاستمرار في الدفاع عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي في حال استمر فريد الديب عضوا في هيئة الدفاع, وقد اتصل به' الأهرام المسائي' لاستبيان حقيقة الأمر فقال: إننا أنجزنا دورنا علي أكمل وجه في مرحلة النقض حيث حققنا هدفنا بالحصول علي حكم بإعادة المحاكمة,من خلال دفوع قوية ومتقنة. وأضاف الدكتور محمد أبوشقة المحامي أننا نحتاج إلي فريق عمل متكاتف ومتناسق ومتناغم في إدارة القضية واختراق الدليل, حيث ان مصلحة المتهم هي هدفنا الأول والأخير.. وهذا لن يتسني تحقيقه في وجود فريد الديب ضمن هيئة الدفاع, لأن التعارض في الرؤي واختلاف وجهات النظر بين أعضاء الفريق لا يمكن أن يقود إلي بلوغ الهدف المنشود وهو الأمر الذي يستحيل معه استمرارنا في مهمة الدفاع, لأن هذا سيكون ضد مصلحة هشام طلعت. هجوم' الديب' وأضاف أن فريد الديب دأب علي الهجوم علينا في وسائل الإعلام منذ أن تولينا مهمة الدفاع عن هشام طلعت في مرحلة النقض, رغم أن دخولنا في القضية كان من قبيل تقديم المعونة الصادقة لهشام طلعت في هذه المرحلة الحرجة بناء علي طلب هشام شخصيا, حيث أصدر لنا أنا ووالدي توكيلين من محبسه.. وقال أبوشقة إنه ووالده تحملا مشقة الدفاع إلي جانب فريد الديب مع الاختلاف في وجهات النظر معه, بسبب خطورة الموقف والحرص علي مصلحة هشام. دفوع نقض الحكم وكانت هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري قد استندت إلي عدد من الدفوع في نقض الحكم, من بينها وجود قصور في التسبيب وفساد في الاستدلال ووجود أخطاء من جانب محكمة جنايات القاهرة في إسناد التهم للمتهمين من خلال فهمها لأقوال الشهود علي نحو مغاير لمقاصده, وعدم استجابتها لبعض مطالب الدفاع وعدم تفنيدها للتقارير الفنية المقدمة ضدهما. واعتبر أن المحكمة أخلت بحق الدفاع في عدم استجابتها لطلبه لانتقال هيئة المحكمة إلي موقع الحادث بدبي لمعاينة موقع الجريمة, إلي جانب أن الحكم شابه عيب في استدلاله بأقوال ضابط الانتربول الذي تولي التحقيق في القضية. وفجرت نيابة النقض في الجلسة الماضية مفاجأة أمام المحكمة بطلبها تأييد الحكم الصادر بإعدام هشام والسكري, ونقضه في جزئية واحدة فقط المتعلقة بأن يكون مبلغ المصادرة المقضي به- المقابل المادي الممنوح للسكري من هشام مقابل تنفيذ عملية قتل سوزان تميم- من مليوني دولار إلي مليون و900 ألف دولار. وكان حكم محكمة جنايات القاهرة بإعدام هشام والسكري قد صدر في مايو2009 بعد جلسات محاكمة استغرقت29 جلسة علي مدار8 أشهر, حيث جاءت محاكمتهما بناء علي طلب النيابة العامة بإحالتهما للمحاكمة مطالبة بتطبيق مواد قانون العقوبات التي تقضي بإعدامهما. تحقيقات النيابة وكانت النيابة العامة قد نسبت في ختام تحقيقاتها المطولة في القضية إلي محسن السكري أنه ارتكب جناية خارج البلاد إذ قتل المجني عليها سوزان عبدالستار تميم عمدا مع سبق الإصرار, بأن عقد العزم وبيت النية علي قتلها فقام بمراقبتها ورصد تحركاتها بالعاصمة البريطانية' لندن' ثم تتبعها إلي إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة, حيث استقرت هناك. وأوضحت النيابة أن المتهم أقام بأحد الفنادق بالقرب من مسكن سوزان, واشتري سلاحا أبيض( سكين) أعده لهذا الغرض, ثم توجه إلي مسكنها وطرق بابها, زاعما أنه مندوب عن الشركة مالكة العقار الذي تقيم فيه لتسليمها هدية وخطاب شكر من الشركة, ففتحت له باب شقتها إثر ذلك, وانهال عليها ضربا بالسكين محدثا إصابات شلت مقاومتها وقام بذبحها قاطعا الأوعية الدموية الرئيسية والقصبة الهوائية والمريء مما أودي بحياتها. تحريض رجل الأعمال وأكدت تحقيقات النيابة أن السكري ارتكب جريمته بتحريض من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي مقابل حصول السكري منه علي مبلغ نقدي قيمته مليون و900 ألف دولار ثمنا لارتكاب تلك الجريمة. ونسبت النيابة العامة إلي هشام طلعت مصطفي أنه اشترك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع السكري في قتل المجني عليها سوزان تميم انتقاما منها, وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها وسهل له تنقلاته بالحصول علي تأشيرات دخوله للمملكة المتحدةوالإمارات فتمت الجريمة بناء علي هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة.