علي الرغم من المعاناة التي يعيشها قطاع الطيران في جميع انحاء العالم بسبب الارتفاع الكبير في اسعار الوقود, وارتفاع التكلفة التشغيلية, والذي ادي إلي اشهار العديد من الشركات افلاسها, وانهيار اخري. إلا ان الأمر يختلف كثيرا بالنسبة للطيران الخاص, خاصة بعد ان اشارت العديد من التقارير والدراسات, إلي ارتفاع عدد الاثرياء, الذين يحملون لقب مليونير في منطقة الشرق الاوسط وحدها إلي مايقارب300 الف مليونير, وبالتأكيد يسعي العديد من هؤلاء إلي امتلاك طائرته الخاصة, و علي الأقل علي استئجار طائرة تبقي تحت تصرفه في حال دعت الحاجة إلي ذلك, أو إلي التملك الجزئي لطائرة خاصة, والتملك الجزئي وهو نظام اطلقته بعض الشركات في السنوات الأخيرة, حيث توفر بعض شركات الطيران هذا النظام الذي يتيح لرجل الاعمال امتلاك الطائرة حسب احتياجاته الشخصية, اذ يقدر عدد ساعات الطيران التي يحتاجها خلال العام الواحد, وعلي هذا الاساس يمتلك جزءآ من الطائرة, يعد بالنسبة له اصلا ثابتا, له الحق في التصرف فيه بعد الرجوع للشركة, وقد بدأت فكرة التملك الجزئي للطائرة منذ نحو15 عاما في الولاياتالمتحدةالأمريكية, ثم انتقلت فكرتها إلي منطقة الشرق الأوسط عام2000 ولاقت اقبالا واستحسانا من العديد من رجال الأعمال. وذكر تقرير دولي ان منطقة الشرق الأوسط, تشكل ثالث اكبر سوق للطيران الخاص, بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية, واوروبا وتشكل منطقة الخليج العربي, المنطقة الأهم التي تستهدفها شركات الطيران, نظرا لتوافر السيولة الكبيرة فيها, وايضا ارتفاع اعداد الاثرياء, بشكل كبير, واقبال رجال اعمال من مختلف انحاء العالم, إلي المنطقة نظرا لتوافر العديد من الفرص سواء في العمل أو الاستثمار, واضاف التقرير اما السبب الأهم, الذي يدفع المترددين لشراء طائراتهم الخاصة, فهو انخفاض الاسعار بشكل كبير, وتعدد الموديلات التي تطرحها الشركات المصنعة, بما يلائم جميع الراغبين بامتلاك طائرتهم الخاصة. ومن جانبه قال الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط عمار بلقر, ان اسعار طائرات رجال الأعمال, والطائرات الخاصة قبل بضع سنوات, كانت تتراوح بين20 و60 مليون دولار, للطائرة الواحدة اما الآن, ومع زيادة الطلب علي هذا النوع من الطائرات, ونمو القطاع, فقد انتجت الشركات جيلا جديدا يتيح طائرات بأسعار منخفضة, وأوضح بلقر ان سعر الطائرة من الجيل الجديد يتراوح بين15 و70 مليون دولار, ويشير العديد من الخبراء, إلي ان سعر الطائرة الخاصة قد يصل إلي اكثر من ذلك بكثير, وذلك حسب مقاسها, وحجمها, والمواصفات المطلوبة فيها, ولاينتهي الأمر عند دفع هذه المبالغ, اذ ان امتلاك طائرة خاصة يحتاج إلي مبالغ كبيرة من المصاريف, حيث تقدر التكاليف الثابتة لتشغيل طائرة قيمتها30 مليون دولار, بنحو3.2 مليون دولار سنويا, وتشمل الرواتب والمبيت والتأمين والصيانة والتصاريح, ويضيف الخبراء اما بالنسبة للتكاليف المتغيرة, فهي مرتبطة بعدد ساعات التشغيل, وتقدر في المتوسط بنحو3 الاف دولار في الساعة. وقالت الوكالة الصينية انه وفقا لقائمة هورون فإن طفرة الثروات في الصين والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية, من حيث عدد اصحاب الملايين اذ فيها1363 ثريا تبلغ ثروة كل منهم150 مليون دولار بينما هناك189 تفوق ثروتهم المليار دولار اظهرت زيادة في مبيعات الطائرات الخاصة لرجال الأعمال في الصين, وبالنسبة للشركات التي تدير قطاع الطائرات الخاصة الاعمال في الصين فهي مزدهرة اذ يقول بيورن ناف الرئيس التنفيذي لشركة ميتروجيت في هونج كونج قبل خمس سنوات في هونج كونج كان هناك اقل من عشر طائرات لرجال الاعمال والآن40 وقبل اربع سنوات كنا ندير اربع طائرات اما الآن فلدينا26, واما علي النقبي رئيس مجلس إدارة اتحاد الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط, فقال إن سوق الطيران الخاص, ورجال الاعمال في, سينمو بحدود10% سنويا, خلال السنوات الثلاث المقبلة, وتوقع ان يصل حجم السوق إلي مايقرب المليار دولار, وبحسب احصائيات العام الماضي, فان عدد الطائرات العاملة في قطاع الطيران الخاص, حول العالم, بلغ نحو13 الف طائرة من المتوقع ان يتم شراء15 الف طائرة خاصة, تبلغ قيمتها نحو195 مليار دولار, في غضون السنوات العشر المقبلة. وتوقع العديد من الخبراء, ان يرتفع عدد شركات الطيران الخاص, التي تتخذ من الشرق الأوسط مقرا لها من380 شركة إلي900 شركة في العام2014 حيث تستحوذ دول الخليج علي اكبر نسبة من سوق الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط, إلا انه لاتتوافر احصائيات دقيقة حول اعداد الطائرات الخاصة في المنطقةويعود ذلك إلي اسباب عديدة اهمها, تسجيل العديد من ملاك هذه الطائرات لطائراتهم في الخارج, وتشير التقديرات إلي ان حجم اسطول الطيران الخاص في الدول العربية يبلغ اكثر من700 طائرة, مختلفة الانواع والاحجام, والمواصفات تبلغ حصة السعودية منها نحو50% اما الامارات فتحتل الثانية حصة تبلغ30% وتتقاسم ال20% المتبقية الكويت وقطر والبحرين ومصر ولبنان. وأشار تقرير دولي إلي ان المنطقة العربية تستحوذ علي30% من طائرات بوينج بزنس جيت الخاصة برجال الاعمال من اجمالي طائرات الشركة في العالم البالغ عددها144 طائرة, فيما تتقاسم بوينج وارباص سوق الطيران الخاص ورجال الاعمال في المنطقة, بحسب رئيس بوينج بيزنس جيت ستفين تايلور واضاف التقرير ان كبري الشركات في هذا المجال مثل بومباردييه الكندية وامبراير البرازيلية وايرباص الاوروبية تأمل في ان يقود المشترون من أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم حركة التعافي.