بعد طول انتظار ويأس من الفوز, وعرقي المستمر تذكرت قول بطل الفيلم: احنا النمل.. فين السكر؟ كانت هذه الكلمات حلا لمعادلتي الصعبة. ابتسم البائع في وجهي.. وبالكاد أنجح. الآن.. والآن فقط سأعود أدراجي فرحا, مسرورا بالكيسين لأبنائي الأربعة والمفتخرين بأبيهم دائما وزوجتي المنتظرة خسارتي للمعركة فلطالما حدثتها مرارا وتكرارا عن صولاتي وجولاتي ومعاركي والتي لا تكاد تنتهي كنت أقرأ السخرية في نظرات عينيها وتعبيرات وجهها, فتنحني رأسي خجلا, فليس لأنها لا تصدقني بل لأنني أنا الذي كنت لا أصدق نفسي أحيانا. أما الآن فأنا في موقف قوة بلاشك فسألقي بالأكياس بين يديها... لا لا بل في وجهها, وسيصفق لي أبنائي عندما يرونني أفعل ذلك وأنا أحمل الأكياس. وستبتلع زوجتي لسانها, فلن تستطيع بعد الآن أن تكذبني أو تشك في قدراتي وإمكاناتي( التي لا نهاية لها) وقبل طرقتي الثالثة علي الباب. أسمع صوت زوجتي فهي تميز صوت قدمي الثقيلتين صارخة وبأعلي صوتها في وجه أكبرهم متواعدة إياه: افتح يا ابني لسبع البرمبة الباب واديله محفظته وتليفونه اللي سرقوهم منه وهو واقف في طابور الجمعية لولا أولاد الحلال. أيقنت وقتها أنه لا فائدة. وأنني لابد وأن أرفع لها القبعة عن اقتناع أو الراية البيضاء وملوحا بها للجميع وأعمل بنصيحتها باحثا لي عن تربة صغيرة أدفن نفسي فيها والتي بدون باب.