عاد الإرهاب الأسود ليطل بوجهه القبيح علي مصر والمصريين, حيث وقعت خلال48 ساعة عمليتان إرهابيتان, تميزتا بالخسة والنذالة, استهدفت الأولي يوم الجمعة كمينا شرطيا بجوار مسجد السلام بمنطقة الهرم, واستهدفت الثانية يوم الأحد مصلين مسيحيين في كنيستهم البطرسية بمنطقة العباسية, ليتضح للجميع أن الإرهاب يستهدف مصر, مسلمين ومسيحيين, منتمين إلي جهاز الشرطة أو مجرد مدنيين مسالمين. حصيلة التفجيرين بلغت نحو31 شهيدا,6 من رجال الشرطة و25 من الأقباط كلهم تقريبا من النساء والأطفال حيث وقع التفجير في قاعة النساء, وأعلنت منظمة مجهولة الاسم والهوية تطلق علي نفسها حسم اختصارا لمسمي حركة سواعد مصر مسئوليتها عن الحادث الأول, فيما أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن تفجير الكنيسة البطرسية. ولقيت العمليتان إدانة رسمية وشعبية واسعة, الأولي لأنها استهدفت رجال الشرطة الذي يؤدون واجبهم في حفظ الأمن والأمان, حاملين رءوسهم علي أكفهم, ساهرين الليل من أجل أن يشعر المواطن المصري بالأمان ليتمكن من عيش حياته الطبيعية, والثانية لأنها استهدفت مصلين آمنين في كنيستهم, وتمت في يوم ذكري المولد النبوي الشريف, وهدفت إلي إثارة الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة المصرية, لذا لم تتأخر مؤسسة رسمية أو شعبية أو دينية لحظة في إبداء رفضها وإدانتها لمثل تلك العمليات الغادرة. ويحسب لرجال المباحث والشرطة قدرتهم علي فك لغز منفذ عملية الكنيسة البطرسية, فقد أعلن الرئيس السيسي خلال جنازة شهداء العملية, وفي غضون24 ساعة من وقوعها, أن منفذ العملية انتحاري هو محمود شفيق, فجر نفسه بحزام ناسف في مدخل مصلي السيدات, موقعا عددا كبيرا من الشهداء والمصابين, ومحدثا تلفيات كبيرة في عمارة الكنيسة التي تتميز بمعمار هندسي فريد. وقد تقدم الرئيس الجنازة الشعبية التي جرت للشهداء الأقباط, والتي حضرها حشد كبير من الوزراء ورجال الدولة ومثقفيها بالإضافة إلي أهالي الضحايا, وفي كلمته خلال الجنازة أكد الرئيس أنه تم القبض علي الخلية الإرهابية التي ينتمي إليها الانتحاري. مشيرا إلي النجاح الذي تحققه الدولة المصرية في حربها علي الإرهاب قائلا: انتو ما تعرفوش حجم النجاح اللي احنا محققينه في مواجهة الإرهاب, واوعوا تقولوا علي اللي حصل ده خلل أمني, مطالبا الحكومة والبرلمان بسرعة تعديل تشريعات مواجهة الإرهاب لتمكين القضاء من التعامل بشكل حاسم وسريع مع من يمس أمن مصر والمصريين. وفي كلمته أكد الأنبا تواضروس, بابا الإسكندرية, أن المصاب مصري وليس كنسيا, في تعبير يعكس مدي وطنية الباب وانتمائه لمصر, مؤكدا أن الشهداء ليس فقط من انتقلوا في التفجير, وإنما من يسقطون في كل مكان دفاعا عن الوطن, مشيرا إلي أن مرتكبي الحادث تسببوا في آلام للوطن بكامله, وقدم البابا الشكر للقوات ا لمسلحة ولرجال الشرطة ولجميع أجهزة الدولة التي قدمت الدعم للجميع عقب تفجير الكنيسة البطرسية, وقال في تعليقه: إن تلك الجماعات التي هاجمت الكنيسة تجردوا من كافة المشاعر الإنسانية, مطالبا بالتمسك بالوحدة بين صفوف أبناء الوطن الواحد, لأن الشعب المصري معروف عنه التماسك والتضامن والتوحد في مثل هذه الظروف. وفي يوم السبت الماضي اجتمع الرئيس السيسي بألف من شباب الوطن, وبحضور مجموعة من الوزراء والسياسيين ورجال الإعلام والمثقفين ورجال الدين, لبحث مشكلات الشباب وتقديم الرؤي والحلول غير التقليدية للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وقد شرح السيسي أمام جلسة الحوار الشهري للشباب أفكار تطوير التعليم والمناهج, وطالب الأزهر والكنيسة بصياغة الشخصية المصرية لحماية البلاد من التطرف والإرهاب, وتحيا مصر.