رغم التسليم بأن الاحتفال بذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم بدعة أحدثها الشيعة الفاطميون لإفساد ذلك اليوم بإعداد الطعام وصناعة الحلوي, حتي أصبح سنة سنوية ملزمة في عهد الملك المظفر حاكم أربيل الذي كان ينفق في المولد بسخاء حتي بلغ جملة ما يصرفه سنويا300 ألف دينار...إلا أنه فرصة لكي نعبرعن حبنا له, وتعلقنا بسنته والعمل بها, ونستحضر سيرته, فليس من المعقول أو المقبول انه بعد1468 عاما علي مولده, وهناك حقائق نجهلها عنه مثل مايلي: 1) لما حملت فيه أمه, كانت تري كل يوم في الرؤيا أحد الأنبياء والمرسلين يبشرها أنها سوف تلد سيدهم, وسيد ولد آدم. 2) لما ولد النبي احيطت مكة بكوكبة من الملائكة بقيادة جبريل, وكانت الأكوان كلها تحتفل يوم ولادته, و نكست الأصنام وهوت علي وجوهها,و تصدع ايوان كسري, وخرج نور أنار قصور بلاد الشام فرأت أمه هذه القصور من علي بعد آلاف الأميال. 3-أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياما, ثم استرضع له في بني سعد, فأرضعته حليمة السعدية, وأقام عندها في بني سعد نحوا من أربع سنين, وشق عن فؤاده هناك, واستخرج منه حظ النفس والشيطان, فردته حليمة إلي أمه إثر ذلك..ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلي مكة وهو ابن ست سنين ولما مر النبي بالأبواء وهو ذاهب إلي مكة عام الفتح, استأذن ربه في زيارة قبر أمه فأذن له, فبكي وأبكي من حوله وقال: زوروا القبور فإنها تذكر بالموت 4) رسول الله لم يكن له ظل لأن نوره أقوي من نور الشمس, وكان يشتهر أنه لم يلتفت قط لأنه يري من خلفه كما يري من أمامه..وذات مرة كان جد بني مروان( لعنه الله) يستهزئ بالنبي وهو سائر وراءه وأخذ يمد لسانه,و لم يلتفت النبي إليه وانما قال له: فض الله فاك. فسقطت أسنانه كلها بلحظتها, ومرة أخري جاء الملعون نفسه ومشي خلف النبي بطريقة هزلية يقصد أن يهزأ بها من مشية النبي, فقال له: كن كذلك, فبقي حياته كلها يمشي ويتأرجح وهو مشلول. 5) كان لا ينام, وهو الذي كان يقول تنام عيناي ولا ينام قلبي يعني وهو نائم يكون بكامل وعيه لما يجري حوله. 6) كان الطعام يسبح بين يديه, وكان يخرج من عرقه رائحة العطر يشتمه كل من يصافحه. 7) لم يكن له طول معلوم. إذا مشي مع الطويل طاله, وإذا جلس كان كتفه أعلي الجالسين, أما إذا مشي وحده فإنه يميل إلي الربعة أي لا طويل ولا قصير. 8- تعرفه الدواب حين يركب, كانت تركض وتنحني له ليركبها, حتي دابة البراق التي أسري بها النبي إلي المسجد الأقصي ثم عرج بها إلي السماء قالت لجبريل: قل لصاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخد الأحمر والحوض والكوثر والشفاعة الكبري أن يدخلني في شفاعته حتي أمكنه من ظهري ويطأ علي نحري ويزداد بذلك فخري ويكون يوم القيامة ذخري.. فقال له النبي: أنت في شفاعتي وأنت مطيتي يوم القيامة, فدنا البراق منه فركبه النبي فسار جاريا به بين السماء والأرض. 9- هو الإنسان الوحيد الذي ولد مختونا, وكان الذباب والحشرات لم تكن تقترب منه. 10-رأي النبي ربه بالأفق المبين, بعينه وقلبه وروحه, فيقول المفسرون إن للرأس عينا يقول الله عنها: ما زاغ البصر وما طغي.. وللعقل عين يقول الله عنها أفتمارونه علي ما يري وللقلب عين ما كذب الفؤاد ما رأي وللروح عين ولقد رءاه نزلة أخري.. وعندنا نحن البشر عين الروح أعلي من عين القلب.. وعين القلب أعلي من عين العقل.. وعين العقل أعلي من عين الرأس.. عندنا هذه العيون درجات.. أما عند رسول الله فهي جميعا في مستوي أفقي واحد في خط مستقيم.. فما يراه بعينه يراه بعقله يراه بقلبه يراه بروحه.. وهذا هو الأفق المبين....فداك روحي يا حبيبي وحبيب العالمين.....وللحديث بقية....