البداية كانت برفع شعار الشرطة في خدمة الشعب, والنهاية كانت بواقع أسفرت عنه مباراة الأهلي والشرطة وهو الشرطة في خدمة الأهلي بعدما خسر فريقها أمام الأحمر( حامل لقب الدوري)2/1 في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس. في بداية الدور الثاني من الدوري الممتاز لكرة القدم علي ستاد الكلية الحربية, وبهذه النتيجة رفع الأهلي رصيده إلي29 نقطة لينفرد بالمركز الثالث خلف الزمالك والإسماعيلي الذي توقف رصيده عند30 نقطة, بينما توقف رصيد الشرطة عند26 نقطة. الشرطة لم يكن كعادته في مواجهاته مع الأهلي, فقد افتقد للأداء التكتيكي الدفاعي الذي كان يميزه, مما ساعد الأهلي علي التسجيل من لعبتين ثابتتين, الأولي ركلة حرة داخل المنطقة أخطأ محمد خلف الحارس في التعامل معها ليسجل منها محمد شوقي بعد4 دقائق هدفا سهلا, ورغم تعادل الشرطة في الدقيقة53 عن طريق محمد الفيومي فإن دفاع الشرطة أساء التعامل مع بركات ليحصل علي ركلة جزاء سجل منها محمد أبوتريكة هدف الفوز ليقدم دفاع الشرطة خدمة جليلة للأهلي تقدموا بها في جدول المسابقة. الأداء الفني كان دون المستوي, فالشوط الأول جاء ضعيفا للغاية, والثاني تحسن الأداء بعض الشيء لكن لم يصل إلي درجة الإمتاع, والعذر للفريقين بسبب الابتعاد عن المباريات ما يقرب من3 أشهر. أما أبرز المشاهد فهو جمهور الأهلي الرائع الذي كان نموذجا للالتزام والإيجابية, وخرجت المباراة نظيفة تماما بلا شتائم, وبلا شماريخ, وسط تشجيع نموذجي. جاء الشوط الأول ضعيفا للغاية فلم يكن علي المستوي الفني المطلوب من جانب الفريقين, صحيح أن الأهلي كان أكثر استحواذا إلي حد ما, لكن افتقد للمتعة والإثارة والخطورة علي المرميين, وتراجع الأداء الهجومي للفريقين لدرجة أن الحارسين لم يختبرا بشكل فعال, حتي الهدف الذي أحرزه الأهلي عبر رأس محمد شوقي بعد مرور4 دقائق كان بسبب خطأ قاتل لحارس الشرطة محمد خلف, ومعظم اللعب انحصر في وسط الملعب, وظهرت الأخطاء في التمرير بشكل صارخ من الطرفين, مما أفقد كلاهما القدرة علي الوصول إلي مرمي الآخر. الأهلي لعب بتشكيل مكون من: أحمد عادل عبدالمنعم في المرمي, وأمامه الثلاثي حسام غالي( الليبرو) والمساكان وائل جمعة وأحمد السيد, وفي الأطراف أحمد فتحي يمينا, وسيد معوض يسارا, وفي الوسط حسام عاشور ومحمد شوقي في الارتكاز, وأمامهما أبوتريكة, وفي المقدمة أسامة حسني ودومينيك. ماذا فعل الأهلي بهذه التشكيلة؟ لا شيء, فقد ظهر غياب الانسجام, وسنلتمس العذر بسبب توقف الدوري, وقد افتقد الفريق شكله الهجومي تماما ورائحة الخطورة فاحت فقط من كرتين ثابتتين إحداهما سجل منها شوقي مستغلا خطأ الحارس, والثانية حولها دومينيك برأسه فوق العارضة بقليل. لم يكن لوسط الأهلي دور فعال في اللقاء باستثناء تمريرتين لشوقي وعاشور لدومينيك لم يستغلهما, أما أبو تريكة فلم يكن له أي دور خلال هذا الشوط, ولم يقدم عملا إيجابيا يحسب له, فالمفترض أنه ممول المهاجمين من العمق, لكنه لم يفعلها ولو لمرة واحدة, وكذلك الطرفان أحمد فتحي الذي لم يلعب ولو عرضية واحدة واكتفي بتسديدة واحدة بجوار القائم الأيمن, وشرحه سيد معوض الذي تقدم مرة واحدة, وإنتاجه علي مدار45 دقيقة عرضية واحدة غير مؤثرة كعادته, كل هذا جعل المهاجمين أسامة حسني ودومينيك في عزلة, حتي إنهما عادا للخلف مثل حسني, أو تحركا للطرف مثل دومينيك لليمين. اعتمد الأهلي علي التحضير الكثير والبطء لوقت طويل, مما أطال زمن الهجمة وجعل الشرطة ينظم نفسه ويغلق الطرق لمرماه, وأداء الأهلي لم يكن مقنعا, وبالطبع أحمد عادل عبدالمنعم لم يختبر سوي في رأسية للفيومي, والدفاع أدي دوره جيدا. أما فريق الشرطة الذي لعب بطريقة دفاعية متوقعة ظهرت في تشكيلته بوجود الثلاثي أحمد دويدار ومحمد نجيب وحسام عبدالجواد أمام محمد خلف الحارس, وفي الطرف الأيمن رضا العزب, وفي الأيسر فتحي مبروك, وكلاهما كان ظهيرا في الجناح متأخرا يدافع طوال الوقت حتي ثلاثي الوسط أيمن سعيد وسعيد كمال ومعروف يوسف تفرغوا لملاقاة وسط الأهلي والحد من تقدمه, وفي الهجوم بوبا ومحمد الفيومي, ولم يكن لهما أي دور هجومي مما سهل من مهمة دفاع الأهلي. يمكن القول إن الشرطة دفع ثمن خطأ حارس مرماه أمام الأهلي الضعيف هجوميا في نصف اللقاء الأول, لكن لاعبيه لم يهتموا بالجانب الهجومي وكأنهم غير مهزومين فالتزموا بالدفاع علي أمل التعويض من فرصة لم تأت, والمحصلة شوط ضعيف كل من شاهده كاد يقترب من النوم لولا صفارة فهيم عمر التي أيقظت الجميع بأن الشوط انتهي بتقدم الأهلي بهدف. مع بداية الشوط الثاني دفع طلعت يوسف بأول أوراقه عندما سحب سعيد كمال من وسط الملعب ودفع بدلا منه بمحمد زكي, وفي المقابل لعب محمد بركات في الأهلي بدلا من دومينيك الذي كان أكثر ظهورا من زميله أسامة حسني, والمؤكد أن هذا التغيير خلفه إصابة لدومينيك لأن جوزيه لا يسحبه إلا إذا كان مضطرا, ويستمر الأداء الضعيف من الطرفين بلا خطورة حتي الدقيقة53 ومن ركلة حرة علي حدود المنطقة بسبب خطأ ارتكبه حسام غالي ضد بوبا تصدي للعبة محمد الفيومي ووضعها ببراعة في الزاوية اليمني لأحمد عادل عبدالمنعم ليتعادل الفريقان1/1. الأهلي تحرك بشكل مكثف بمنتهي القوة, خصوصا الأطراف, وضغط بعمق من الوسط ونجح بعد6 دقائق من هدف الشرطة في العودة للمقدمة مرة أخري بعدما نجح بركات ملك الحركات في الحصول علي ركلة جزاء بعدما أسقطه دفاع الشرطة داخل المنطقة, تصدي لها محمد أبوتريكة ونجح في أن يسجل منها الهدف الثاني للأهلي ورقم101 له والسابع هذا الموسم, وشهدت ركلة الجزاء في الدقيقة59 اعتراضات خفيفة من لاعبي الشرطة لكنهم امتثلوا سريعا لقرار فهيم عمر, لكن اللعبة فيها عرقلة لبركات وزن الريشة الذي طار في الهواء وسقط بمجرد اللمس منتظرا القرار الذي أصدره فهيم, وهو قرار سليم. وتتواصل الإثارة بضربة رأس لمحمد الفيومي وسط حراسة دفاع الأهلي في الدقيقة65 اصطدمت بعارضة أحمد عادل عبدالمنعم الذي اكتفي بمشاهدتها دون أي رد فعل يذكر. ويظل أداء الأهلي علي عشوائيته فلا أطراف تحركت, ولا وسط عمل, ولا دور للهجوم, ويدفع جوزيه بالمهاجم محمد فضل في الدقيقة68 بدلا من أسامة حسني الذي خرج بعد كل هذا الوقت دونما أي إنتاج هجومي, فلم نشاهد له ولو محاولة واحدة علي مرمي الشرطة, فهل كان يلعب مهاجما؟! وتشهد الدقيقة70 واحدة من هجمات الأهلي النادرة والمنظمة انتهت بعرضية لسيد معوض هي الثانية له في اللقاء, لكنها كانت بلمسة ناعمة أنقذها دفاع الشرطة بصعوبة لركنية, وظهرت تحركات معوض فظهر شكل الأهلي الهجومي عكس حاله في الشوط الأول بعدما تصدي له رضا العزب وشل خطورته تماما, كما فعل مبروك مع أحمد فتحي قبل أن يخرج( أي مبروك) ويلعب بدلا منه عبدالله فاروق, وهو التغيير الثاني للشرطة. وأخيرا ظهر أمير سعيود بعد74 دقيقة كبديل لمحمد أبوتريكة في وسط الملعب لمنح الحيوية لهجوم الأهلي وضخ دماء جديدة له وخرج أبوتريكة بعدما ترك لنا3 لمسات فقط ملحوظة علي مدار74 دقيقة, الأولي عرضية داخل المنطقة لم يستغلها جيدا أحمد السيد برأسيته, والثانية مراوغة كوميدية أسقط فيها لاعبين من الشرطة, والثالثة تسجيله لركلة الجزاء والهدف الثاني للأهلي. وينشط الهجوم الأحمر فينفرد سعيود ويراوغ الحارس لكن يفشل في أولي لمساته, ويتلقي محمد فضل كرة طويلة يسددها من وضع الحركة وهو يجري بسرعة في سباق مع مدافع الشرطة خرجت بشكل جمالي وذهبت إلي الشباك من الخارج بالجانب الأيمن. ويظهر سعيود في مشهد المراوغ غير الإيجابي ويدفع طلعت يوسف بآخر أوراقه عندما سحب حسام عبدالجواد ودفع بمحمد حنفي قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق, وينشط الشرطة ويتراجع الأهلي للدفاع عن تقدمه وتظهر العشوائية رغم أن بركات كان بإمكانه التسجيل من عرضية لسعيود, لكنه سدد منفردا في يد أو جسد خلف في كرة لودقق بركات لأحرز منها الهدف الثالث للأهلي. ويلجأ الأهلي لاستهلاك الوقت الضائع(4 دقائق) وينظم هجمة جميلة لم تستغل وتنتهي المباراة بفوز الأهلي الثمين1/2.