لم تكن مني تحلم يوما أن تصبح حديث مصر كلها, إنها امرأة تعد نموذجا لأصالة المرأة المصرية وكفاحها وقوتها وصبرها, تفعل كل ذلك دون انتظار شكر ولو حتي بكلمة, لكن إرادة الله شاءت أن تلتقط لها صورة وهي تجر عربة تروسيكل محملة بالبضائع وتمر بها علي مقهي مليء بالشباب الجالس في أريحية تامة, وانتشرت هذه الصورة علي مواقع التواصل الاجتماعي لما تحمله من تناقض صارخ بين امرأة بمليون رجل تكد وتكدح وشباب يجلس علي مقهي يشرب الشاي ويدخن ويثرثر ليقتل الوقت, ولم تعرف مني بشأن الصورة فلا وقت لديها تعيشه في الحياة الافتراضية علي مواقع التواصل أو غيرها, فهي تعيش الواقع بكل تفاصيله الحلوة والمرة, حتي وجدت من يتصل بها ليخبرها أن الرئيس ينتظر لقاءها في قصر الاتحادية. الرئيس السيسي؟! تصرخ مني متعجبة, كيف عرف الرئيس بأمرها؟ هي واحدة من بين ملايين الكادحين في طول مصر وعرضها, هل يتابع الرئيس هذه التفاصيل الصغيرة؟ وكيف يجد الوقت والطاقة لهذا رغم المسئوليات الجسام الملقاة علي عاتقه, والملفات الكبري التي يتابعها, والمشروعات القومية التي يدشنها في الوادي وفي الصحراء, كيف يهتم لأمر فتاة التروسيكل في الوقت الذي يشغله أمر العاصمة الجديدة والمليون ونصف المليون فدان وعشرات الآلاف من الكيلومترات من الطرق الحديثة والمحطة النووية, كيف لم تشغله المؤامرات التي تحاك في كل لحظة لمصر من قوي إقليمية ودولية وتتورط فيها فئات من داخل الوطن تأكل من خيره وتنكر فضله, والإرهاب الأسود الذي يهاجم أبناءنا في سيناء وتوفير السلع الغذائية و...؟ لم تصدق مني حتي وجدت نفسها وجها لوجه أمام الرئيس السيسي, زالت رهبتها عندما لمست بساطته وتواضعه, قال لها يا ست مني, إنتي منوراني, فرأت فيه الأخ والأب, وقبلت هديته, السيارة التي أهداها لها من ماله الخاص, وكانت أسعد لحظاتها, كما صرحت لوسائل الإعلام, عندما أصر علي توصيلها بعد انتهاء المقابلة وخرج معها وفتح لها باب السيارة, ومنحها أرفع وسام عندما قال لها إنتي ست بمليون راجل. وقد أعرب الرئيس عن سعادته بلقاء مني, وأكد أنها نموذج مشرف لجميع الشباب في مصر, وأنها قدوة عظيمة لجميع المصريين في ضوء إعلائها لقيم العمل والعطاء والصبر, ودعاها للمشاركة في المؤتمر الوطني القادم للشباب حتي يتسني للجميع التعرف علي تجربتها التي تتميز بالجدية والالتزام والمثابرة, والاستفادة مما توفره من مثال مشرف لشباب مصر الحريص علي بذل أقصي جهد لتغيير الواقع إلي مستقبل أكثر إشراقا. لم يكن لقاء الرئيس بالسيدة مني مجرد لقاء عاطفي, فقد سألها عما تريد توفيره من احتياجات بهدف تحسين ظروفها المعيشية, ثم أشار الرئيس إلي قيام وزارة الإسكان بتوفير شقة مجهزة بكامل الأثاث لها ولأسرتها, كما وجه أيضا بمساعدتها في تعلم قيادة السيارات, علي أن يتم توفير سيارة نقل بضائع لها لتقودها بدلا من جر عربة البضائع كما تكفل بتحمل تكلفة تأثيث شقة نجل شقيقها حتي يمكنه الزواج. هذا هو السيسي, رئيس مصر, الذي يشعر بمواطنيه ويجد الوقت اللازم للاستماع لمشاكلهم وحلها علي الفور. وفي هذا السياق, سياق اهتمام الرئيس بأهله المصريين, تقدم سيادته بالتهنئة للمنتخب الوطني لكرة القدم عقب فوزه علي غانا في إطار تصفيات كأس العالم2018, وحيا الرئيس الشعب المصري والجماهير الوفية التي شجعت منتخبها برقي وتحضر, مؤكدا أن الانتصار يأتي ببذل الجهد والاستعداد الجيد والتخطيط الواعي والتنفيذ بجدية واهتمام, وإن شاء الله بالقيادة الرشيدة سيستمر الإنتاج وستزيد الانتصارات التي افتقدناها منذ فترة طويلة, وتحيا مصر.