للمصريين أن يطمئنوا.. فلن يفارق اسم بلدهم, في الموسم الحالي علي الأقل, ملاعب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم البريميير ليج.فمحمد النني حصل علي الاعتراف الكامل بالتكيف و التعايش في دولة البريميير ليج بعد أن استقر في قائمة اللاعبين الأساسيين لفريق أرسنال. ورمضان صبحي يجب أن يتحلي بالصبر في انتظار فرصة حقيقية مع ستوك سيتي. وعلي عكس ما فعل محمد صلاح, لا تلوح في الأفق بوادر علي أن مشواري احتراف النني وصبحي سينتهيان بالهجرة من البريميير ليج. عندما انتقل صلاح إلي تشيلسي من بازل السويسري في يناير2014, راوده حلم أن يكون لاعبا أساسيا يشارك علي الأقل في معظم مباريات الفريق.. وبعد أسبوع واحد فقط, ظهر صلاح لأول مرة مع البلوز, فتعزز أمله في تحقيق هدفه المنشود. المحمدي.. و من يقدر عليه ؟ أما أحمد المحمدي فهو الأطول عمرا في الكرة الانجليزية. وأصبح منذ انضمامه إلي هال سيتي لاعبا أساسيا. وكل المؤشرات تقول إن اللاعب, البالغ من العمر29 عاما والقادم من فريق إنبي إلي فريق سندرلاند عام2010 ثم انتقل إلي هال سيتي عام2012, باق في انجلترا. وفي موسم2016/2015, لم يكن سندرلاند ضمن فرق البريميير ليج العشرين. ولعب المحمدي, الجناح الأيمن للفريق,44 من إجمالي49 مباراة في دوري البطولة الإنجليزية( القسم الثاني). منها32 مباراة لعبها كلها. وسجل رقما قياسيا في فترة اللعب مقارنة بالمصريين الآخرين الذين لعبوا في انجلترا بلغ3176 دقيقة. وفي الموسم الحالي, لعب المحمدي9 من بين10 مباريات خاضها الفريق, الذي يحتل المرتبة ال18, حتي الآن, من بينها8 لعبها كلها. صلاح و حكايته مع مورينيو تحدث جوزيه مورينو, المدرب البرتغالي للبلوز في ذلك الوقت, كثيرا عن أن الفتي صلاح(22 عاما حينها) يحتاج إلي وقت للتكيف مع مدرسة الكرة الانجليزية القوية المختلفة كثيرا, كما قال, عن مدرسة الدوري السويسري. وخلال العام الذي قضاه صلاح في صفوف البلوز( بين يناير2014 وفبراير2015) لعب13 مباراة فقط( منها مباراتان كاملتان في البريمييرليج) بإجمالي549 دقيقة وسجل فيها هدفين. وخلال لقاء معه ترافق مع كثرة التكهنات بشأن رحيله من القلعة الزرقاء العريقة, قال لي صلاح إنه جاء إلي البريمييرليج ليلعب وليس لأن يقال إنه فقط ضمن فريق تشيلسي و في أكبر دوري في العالم. وبدأ حينها وكأنه عزم علي الرحيل بحثا عن فرصة حقيقية للعب وإظهار مهاراته, وأشار إلي أنه سمع كثيرا من الوعود باللعب لكنه لم يلعب بالمعدل المرغوب. وفي فبراير2015, أعير صلاح إلي فيورينتينا الإيطالي لمدة18 شهرا, ثم انتقل الآن نهائيا إلي روما الإيطالي, وأصبح أبرز نجومه. أفضل لاعب ولم يمر سوي شهرين حتي حصل المدفعجي المصري علي لقب أفضل لاعب في أرسنال عن شهر مارس.2016 وحينها زات توقعات الجماهير بأن يزداد معدل ظهوره كلاعب أساسي. وفي الشهر التالي( أبريل) تأكد أن النني بات, من وجهة نظر المحللين والمشجعين, علي قدم المساواة مع رامزي الذي فاز بالمشاركة معه بلقب أفضل لاعب مرة أخري. وفي الشهر التالي( مايو) أيضا منح المشجعون النني لقب صاحب أفضل هدف لارسنال في الموسم, بعد هدفه في مرمي برشلونة في دوري أبطال أوروبا تشامبيونز ليج في16 مارس. ومع هذا الأداء اللافت للانتباه, فإنه في موسم2016/2015 لعب النني17 مباراة,11 منها في البريمييرليج, و5 مبارايات في كأس الاتحاد, ومباراة في بطولة أوروبا. وفي الموسم الحالي, اعتادت جماهير الأرسنال أن تري النني في الغالب بقائمة الاحتياطي او خارج التشكيلة. ولعب8 مباريات في مختلف البطولات.وبذلك يبلغ إجمالي عدد مشاركات النني25 مشاركة خلال10 شهور. ومع ذلك, فإن إجمالي فترة لعب النني مع أرسنال, حتي الآن تبلغ1142 دقيقة منذ انضمامه إلي أرسنال, أي ما يقرب من ضعف اجمالي فترة لعب صلاح التي بلغت549 دقيقة فقط خلال عام قضاها في تشيلسي. ورغم ذلك فإنه حتي الأسبوع الماضي, كان المحللون يعتقدون بأن فينجر لم يقتنع تماما بأن النني قد تكيف. فبعد مرور نحو شهرين من بداية موسم2017/2016, لم يلعب النني سوي255 دقيقة في مختلف المسابقات الدولية والمحلية. وجاءت مباراة أرسنال علي أرضه أمام ميدليزبوروه الأسبوع الماضي لتبرهن علي أن النني بات لاعبا أساسيا له تأثيره في الفريق بعد أدائه الرائع في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي. وفي الأسبوع التالي, لعب النني مباراة سندرلاند كلها مع كوكلين في خط الوسط. واستبدل فينجر كوكلين وأبقي النني للنهاية, وبذلك ترسخت مكانة المدفعجي المصري في أرسنال, الذي يتصدر قمة البطولة حتي الآن. النني و الانطلاق السريع وكما حدث مع صلاح, استقبل النني استقبال النجوم و بدا أرسنال وكأنه قد وجد ضالته فيه لسد فجوة كبيرة في خطي وسط الدفاع والهجوم تؤرق المدرب أرسن فينيجر. ففي شهر يناير2016, أعلن فريق المدفعجية بفخر انتقال النني, من بازل أيضا, إلي صفوفه.وحينها اجتهد فينجر في وصف القوة التكتيكية والقدرة علي امتلاك الكرة والسيطرة عليها لدي النني. كما أفاض المحللون في شرح إمكانات النني التي من أهمها, كما قال نيك رايت المراسل الرياضي المحنك لشبكة سكاي سبورت, القدرة علي التسديد من مسافات بعيدة و المهارة في التمرير الدقيق. غير أن فينجر المدرب الفرنسي, صارح النني ومشجعي المدفعجية بأن المدفعجي المصري الوافد الجديد يحتاج إلي بعض الوقت للتكيف مع مدرسة الكرة الانجليزية التي تحتاج إلي قوة وشراسة في اللعب. ولمح إلي حاجة النني إلي الاجتهاد والصبر لو أراد أن يكون لاعبا أساسيا في مركزه مثل كوكلين ورامزي وكازورلا وويلشير. تفهم النني,24 عاما, الفارق بين الدوريات المصرية والسويسرية والانجليزية. وأقر في أكثر من مناسبة بصواب نصيحة فينجر. غير أنه قال إنه لا يحتاج أكثر من3 أسابيع للتكيف والتأهب للانطلاق في اثبات مهاراته. وتبين بالفعل أنه سريع التكيف, وهو ما يعكسه سجل حالة أدائه الكروي مع أرسنال. لم يطل النني علي الجمهور لأول مرة إلا بعد17 يوما من الالتحاق بالمدفعجية رغم اعتراف فينجير بسجله القوي في بازل ومطالبات الجماهير بإشراكه بمعدل أكبر في اللعب. ففي30 يناير شاهدت جماهير أرسنال النني لأول مرة في مباراة أمام بيرنلي فاز فيها المدفعجية بهدفين مقابل هدف واحد. وفيها وضع النني بصمته بتحركاته القوية وركلاته الأقوي ونشاطه في خط الوسط. رمضان اللاعب الإيجابي لم يكن استقبال رمضان صبحي, المهاجم الجديد في ستوك سيتي, أقل من استقبال صلاح والنني. وبعدما زالت العقبات ووقع صبحي رسميا في25 يوليو الماضي, وصفه مارك هيوز مدرب ستوك ستي بأنه لاعب إيجابي, ويحب أن يحصل علي الكرة ويحتفظ بها بين قدميه ويتحرك للأمام. وقال إنه يحب هذه الطريقة لدي اللاعبين المهاجمين. ويفخر ستوك سيتي علنا بأن صفقة انتقال صبحي, الذي يصفه باللاعب القوي المبدع, مقابل5 ملايين جنيه استرليني تجعل اللاعب الصغير,19 عاما, أغلي لاعب مصري يحترف في الخارج. ويؤكد هيوز دائما إيمانه بقدرات صبحي,19 عاما,, لكنه يقول إن الفتي الوافد من الأهلي المصري دون خبرة سابقة بالكرة الأوروبية مثل صلاح والنني لا يزال يحتاج إلي وقت حيث سيتعين عليه أن ينظر ويشاهد ويتعلم من البريميير ليج. ويضيف أنه من الصعب أن يأتي لاعب مثل صبحي في هذه السن المبكرة ثم يضع بصمة ويحدث تأثيرا علي الفور. ظهر صبحي أربع مرات فقط حتي الآن, منها مرة واحدة لاعبا أساسيا. ومنها مباراتان في البريمير ليج( من إجمالي8 مباريات لعبها الفريق حتي الآن), والأخريان في كأس رابطة الأندية المحترفة. وفي المباراة الأولي يوم20 أغسطس الماضي أمام مانشستر سيتي( الذي خسر فيها ستوك بأربعة أهداف مقابل هدف واحد) لعب صبحي9 دقائق فقط. لكنه أثبت مهاراته في التعامل مع الكرة والسيطرة عليها بعد مراوغة مثيرة مرر بها الكرة من لاعب خط الظهر المدافع المحنك( في مان سيتي) بابلو زاباتيلا. وفي آخر مباراة يوم21 سبتمبر الماضي أمام هال سيتي في كأس رابطة الأندية المحترفة, اختير أفضل لاعب في المباراة التي لعبها كلها, وأكد هذا رؤية هيوز للمهاجم الموعود. واختفي منذ ذلك الحين إلي أن مكنه المدرب, مارك هيوز, من اللعب في الدقيقة ال26 ليحل محل شاكيري المصاب في مباراة ستوك أمام سوانزي يوم الاثنين الماضي(31 أكتوبر). ولعب صبحي64 دقيقة و لقي إعجاب الجماهير والنقاد. يقول النادي إن فريقه, قابع في المرتبة ال17 الآن من بين20 و متنافسا, إن صبحي لا يزال يطور نفسه ويحاول التكيف مع الدوري الانجليزي. وفي حالة نجاحه في ذلك, فإنه سيكون فرصة مثيرة و ثمينة, ويمكن أن يكون علامة ساطعة حقيقية للنادي هذا الموسم والمواسم المقبلة.