مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإيجاد تسوية للنزاع في سوريا والحصار المفروض علي الأحياء الشرقية من مدينة حلب, يدرس الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقوبات جديدة علي سوريا يمكن أن تكون لها وطأة شديدة علي النظام وتستهدف أيضا روسيا الداعمة للرئيس بشار الأسد. وقال مسئولون ودبلوماسيون أن البحث جار في هذه الإستراتيجية, مشيرين إلي أن الجهود الأولية قد تركز علي فرض عقوبات في الأممالمتحدة علي الجهات الضالعة في هجمات بواسطة أسلحة كيميائية. من جانبه, أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن قواته ستواصل محاربة المسلحين في حلب حتي يغادروا المدينة, إلا إذا وافقوا علي الخروج بموجب اتفاق مصالحة, وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية نشرت نصها وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس. وقال الأسد إن هدف القوات السورية والروسية في المرحلة المقبلة الاستمرار في محاربة المسلحين حتي يغادروا حلب, مضيفا ينبغي أن يفعلوا ذلك, ليس هناك خيار آخر, لن نقبل بأن يسيطر الإرهابيون علي أي جزء من سوريا. لكنه أشار في الوقت ذاته إلي انه إذا كان هناك أي خيار آخر مثل المصالحات التي تمت في مناطق أخري فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب. وحقق الجيش السوري تقدما ميدانيا هو الأول منذ العام2013 داخل الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حلب, فيما حذر الموفد الدولي الخاص الي سوريا ستيفان دي ميستورا أمس, من ان هذه الأحياء معرضة للدمار التام. من جانبها, حذرت وزارة الدفاع الروسية, أمس, الولاياتالمتحدة من شن أية هجمات صاروخية أو جوية علي الأراضي التي يسيطر علي الجيش السوري, مؤكدة أن ذلك سيمثل تهديدا واضحا للجيش الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف, في مؤتمر صحفي- وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية تاس- إن معظم العاملين بالمركز الروسي للمصالحة في سوريا يعملون حاليا علي الأرض لإيصال المساعدات الإنسانية وإجراء مفاوضات مع قادة الفصائل والجماعات المسلحة في معظم المحافظات السورية, مضيفا أنه لهذا السبب فإن أية هجمات صاروخية أو جوية علي الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية ستخلق تهديدا واضحا للجيش الروسي. كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف, أمس أن روسيا مستعدة للعمل علي مشروع القرار بشأن الأزمة السورية, الذي تقدمت به فرنسا إلي مجلس الأمن الدولي. وقال لافروف- خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت في موسكو حسبما أفادت قناة( روسيا اليوم)- إن موسكو لن تتراجع عن المطالبة بالفصل بين إرهابيي جبهة النصرة والمعارضة المعتدلة في حلب السورية, لكنها مستعدة لبحث مشروع القرار الذي قدمته باريس في مجلس الأمن الدولي حول الوضع في حلب. وأعرب عن أسفه إزاء قرار واشنطن تعليق التعاون الروسي-الأمريكي بشأن سوريا, مشيرا في الوقت ذاته إلي أن موسكوودمشق مستعدتان لتنفيذ وقف إطلاق النار والوفاء بالتزاماتهما وفق الاتفاقات الروسية-الأمريكية لإيصال المساعدات الإنسانية, بما في ذلك إيصال المساعدات إلي حلب عبر طريق الكاستيلو.