أكد المشاركون في ندوة مداخل جديد للتعامل مع أزمة المياه في حوض النيل ظهر أمس بمؤسسة الأهرام أن هناك رؤي تاريخية وسياسية واجتماعية تتعلق بملف أزمة المياه. وقال الدكتور حلمي شعراوي الخبير في الشئون الافريقية إن الإهمال المصري للقارة الإفريقية منذ عام1977 قاد القارة السمراء إلي محاولة خلق طرق جديدة لتنفيذ سياستها التنموية, خاصة بعد الانتهاء من مرحلة التحرر, وتوجه كل دول الحوض إلي الاستقلال وبناء الدولة وأيضا انقطاع مصر عن حضور جميع المؤتمرات الافريقية خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في إثيوبيا عام1995. وأوضح أن مصر يجبب أن تتوجه لأفريقيا وأن تكون حلقة وصل بين إفريقيا وجامعة الدول العربية, بحيث يتجه الاستشعار المصري والعربي للقارة الإفريقية, وتقديم الخبرات المصرية خاصة لدولي المنابع التي تعاني من عدم ترشيد استهلاك مواردها وتحتاج لكوادر. وفيما أكد هاني رسلان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن مصر شهدت تضامنا إفريقيا غير مسبوق أثناء وقبل حرب أكتوبر1973, حيث قطعت الدول الإفريقية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ولكن بدءا من عام1977 وبسبب زيارة السادات للقدس, ثم اتفاقية السلام عام1979 ترتب علي ذلك عزل مصر من جامعة الدول العربية ونقل مقرها إلي تونس, ثم اتجه السادات نحو دول أوروبا ابتعد عن القارة السمراء وأهمل الفناء الجنوبي لمصر, مع استخدام لغة التهديد والتعالي وكان لابد أن تنتبه مصر لهذا الشأن لكنها وطدت علاقتها مع الغرب علي حساب إفريقيا. أما نبيل عبدالفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية فقال إن هناك مداخل جديدة لمقاربة الشأن الإفريقي المصري ومنها المدخل التنموي, وأيضا مدخل القطاع غير الحكومي لبعض المنظمات التي يمكنها خلق تشبيكات مع نظائرها من دول حوض النيل, ومنها المنظمات الدفاعية, والتحريك نحو دولة القانون والمدخل الثقافي بخلق بنية من المؤسسات التي يمكنها التخاطب مع دول حوض النيل من خلال لقاءات مشاركة تضم المثقفين وخاصة الجامعات, وأخيرا المدخل الديني.