يبدأ اليوم رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان زيارة مهمة للعاصمة البريطانية لندن تستقبله خلالها الملكة أليزابيث الثانية, كما سيجري مباحثات مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون تتركز علي التطورات في ليبيا ويشارك في القمة الدولية حول بحث سبل الخروج من الأزمة الليبية. وكان أردوغان قد عاد إلي أسطنبول أمس قادما من أربيل بشمال العراق. وقالت مصادر حكومية ان نقاشات الزعيم التركي في كردستان تناولت قضية منظمة حزب العمال الكردستاني الإنفصالية الذي تتخذ عناصرها من اراضيها نقاط إنطلاق للهجوم علي مصالح حيوية داخل الاراضي التركية, وحسب مصادر يوجد نحو ألفين من الإنفصاليين يتحصنون بتلك المناطق. يأتي هذا في ظل وجود تطور كبير في علاقات تركيا مع الادارة الكردية العراقية والذي بدأ منذ عامين بفضل دخول شركات تركية للعمل في عمليات البناء التي يشهدها الإقليم, ويبلغ عددها200 شركة فضلا عن توافد آلاف العمال الاتراك الذين يزاولون نشاطهم في شمال العراق زاد علي ذلك إشارات من قبل السلطات التركية والتي اعتبرت في أكثر من مرة بأن اقليم كردستان أمر يدخل في إطار الشئون الداخلية العراقية. ومعروف أن هناك لجنة تركية عراقية أمريكية أمنية مشتركة تجتمع بشكل دوري لمتابعة تحركات تلك المنظمة وخلال لقاء اخير في كندا طلب اردوغان من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ممارسة ضغوط علي القادة الأكراد في العراق لاحتواء انشطة حزب العمال الكردستاني. كما التقي اردوغان مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وخلال اللقاء اكد الزعيمان ضرورة تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع حجم التبادل التجاري خصوصا في مجالي المواد الغذائية والطاقة والإتفاق علي التعاون في مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة. وطالب اردوغان بأهمية تفعيل عمل لجنة التعاون العالي المستوي والاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين وأن تأخذ حيز التنفيذ. ودعا العراق إلي الانضمام إلي الإتفاق الرباعي الذي يضم تركيا وسوريا ولبنان والأردن, مشيرا إلي أن العراق أصبح اليوم ورشة عمل' وهناك رغبة في أن تساهم الشركات التركية في عملية الإعمار في العراق, سواء مع الشركات العراقية أو بشكل منفرد'. وعبر أردوغان عن امله في تسهيل إجراءات السفر ورفع القيود علي حركة المسافرين آملان في ان تتحول الحدود بين البلدين من خطوط فاصلة إلي بوابات مفتوحة ومتواصلة. ونقلت وسائل الإعلام التركية أن المالكي شدد خلال اللقاء علي هدف بلاده بزيادة التعاون مع الجارة الأناضولية لما تربطهما من علاقات تاريخية متينة, داعيا الشركات التركية إلي العمل في العراق والمساهمة في عملية البناء والإعمار, مؤكدا أن آفاق التعاون مفتوحة وواسعة في هذا الإطار الأمر الذي سيؤدي إلي زيادة حجم التبادل التجاري, مطالبا الوزراء من الجانبين بعقد اجتماعات ثنائية تخرج بتفاهمات وإتفاقات لتوسيع التعاون في مختلف المجالات.