تراجعت إسرائيل امس أمام الضغوط الدولية وقررت تأجيل هدم88 منزلا في حي سلوان بالقدسالشرقية لاقامة حديقة توراتية يأتي ذلك في وقت سادت فيه مدينة القدس أجواء الحرب في ظل التعزيزات العسكرية والشرطية المكثفة في شوارع وطرقات وأحياء البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصي فضلا عن الدوريات العسكرية والشرطية المشتركة والمكثفة الراحلة والمحمولة والخيالة بمحاذاة أسوار القدس وفي الشوارع. وذكرت مصادر فلسطينية أن حالة الغليان استمرت في الشارع الفلسطيني في مدينة القدسالمحتلة لليوم الثالث علي التوال في ظل تصعيد انتهاكات الاحتلال لقدسية وحرمة ومكانة المسجد الأقصي المبارك وسماحها أمس بدخول المئات من السياح الأجانب واليهود المتطرفين لباحات المسجد الأقصي في ظل حظر تام علي دخول المصلين المسلمين وإغلاق بوابات المسجد بوجههم, ثم إعادة فتح هذه البوابات أمام من تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما... كما اعتقلت20 فلسطينيا في الضفة الغربيةالمحتلة. وقد رضخ رئيس بلدية القدس نير بركات للضغوط امس وقرر تاجيل الاعلان عن خطط لبناء متنزه اثري في الجزء المحتل من المدينة يتطلب تنفيذه تجريف عشرات المنازل الفلسطينية ما قد يشعل موجة من الاضطرابات. وجاء قرار التاجيل بعد ان طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من بركات تاجيل المشروع لاتاحة مزيد من الوقت للتوصل الي اتفاق مع السكان للحيلولة دون اثارة احتجاجات دولية. وصرح بركات للصحفيين ان رئيس الوزراء طلب مني التحدث والتفاوض مع السكان. واضاف لقد وافقت بالطبع, وسوف أؤجل تقديم البرنامج الي لجنة التخطيط فيما نواصل الحديث مع السكان. وكان بركات يعتزم الاعلان عن مشروع المتنزه الذي اطلق عليه حديقة الملك في منطقة البستان في حي سلوان الفلسطيني علي مشارف البلدة القديمة. الا ان نتانياهو قال ان المضي قدما في هذا المشروع الان سيخدم مصالح جماعات تريد التسبب في خلافات وتظهر اسرائيل بصورة مشوهة داخل البلاد وخارجها علي حد زعمه. واعربت الاممالمتحدة عن مخاوفها من الخطة. وقال ريتشارد ميرون المتحدث باسم روبرت سيري مبعوث الاممالمتحدة في الشرق الاوسط اذا تبين صحة ذلك, فهو امر مثير للقلق الشديد. نحن نحاول تخفيف التوترات في الوقت الحاضر وليس تصعيدها. واضاف لوكالة الانباء الفرنسية مهما كانت النوايا وراء مثل هذا المشروع, علي اسرائيل ان تفهم ان هدم منازل فلسطينية في القدسالشرقية يهدم الثقة ليس فقط مع الفلسطينيين ولكن, وبصراحة, علي المستوي العالمي. وفي باريس نددت فرنسا بالاعلان عن مستوطنة يهودية جديدة في القدسالشرقية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحفي ان اعلان بناء مئات المساكن في القدسالشرقية مقلق للغاية, مضيفا انه يتعارض مع روحية التجميد ولا يسهم في ارساء اجواء ثقة ضرورية تشجع علي استئناف المفاوضات. وذكرت صحيفة هآرتس ان السلطات الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لبناء600 مسكن في حي استيطاني بالقدسالشرقية. وقال فاليرو ايضا اننا نأسف لاعمال العنف في الايام الاخيرة في الخليل والقدس. وندعو الاطراف لضبط النفس كما نطلب منهم الامتناع فورا عن القيام باي استفزاز بشأن مسألة الاماكن المقدسة. وفي تطور آخر شرعت جرافات الاحتلال الاسرائيلي امس بتجريف أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقة الأنفاق بمدينة بيت جالا الواقعة بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية,وقامت باقتلاع العشرات من أشجار الزيتون التي يبلغ عمرها مئات السنين. وقامت الجرافات الاسرائيلية التي يحرسها عشرات الجنود الاسرائيليين المدججين بالسلاح بتجريف أراضي المواطنين في المنطقة التي تعود ملكيتها لنحو أربعين فلسطينيا من مواطني بيت جالا الذين عبروا عن سخطهم واستيائهم من الخطوة الاحتلالية. واستنكر محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل الذي زار المنطقة أعمال التجريف العنصرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال, واشتبك مع جنود الاحتلال الذين حاولوا منعه من الوصول إلي منازل المواطنين. وقال حمايل في تصريحات صحفية ان هذه الجريمة النكراء تظهر حقيقة الموقف الاسرائيلي الرافض لعملية السلام مشيرا إلي أن إقتلاع الأشجار وتجريف الاراضي بهذه الطريقة يمثل عدوانا اسرائيليا صارخا وتحديا للمجتمع الدولي الذي يصمت علي هذه الجرائم. من جانبه أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن اسرائيل معنية باستنئاف المفاوضات مع الفلسطينيين وانها تفضل التفاوض المباشر معهم. ونقل راديو اسرائيل عن نتانياهو قوله خلال جلسة لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست امس إنه لا يمانع في ان تجري هذه المفاوضات في المرحلة الاولي بأسلوب المباحثات عن قرب بغية حث القيادة الفلسطينية علي اتخاذ مواقف أكثر واقعية علي حد قوله. أعلن نتانياهو امس ان اسرائيل لا تزال تنتظر ردا من حركة المقاومة الاسلامية( حماس) علي العرض الذي قدمه لهم قبل ثلاثة اشهر بشان تبادل اسري فلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة. وفي رد قوي قال محمود الزهار القيادي في حركة حماس امس, إنه لا داعي أن تنتظر إسرائيل رد حماس علي اقتراحها بشأن صفقة تبادل الأسري. مؤكدا أن ردها كان بأيدي إسرائيل قبل عقد منتدي الوزراء السبعة واتخاذه قرارا تراجع فيه عن التفهمات التي تم التوصل اليها مع الوسيط الألماني. معتبرا أن الكرة موجودة الآن في الملعب الإسرائيلي.