فشل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في تعديل وضعه السييء في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية بعدما تلقي الخسارة الثانية في المجموعة من جنوب إفريقيا1/ صفر.في المباراة التي أقيمت بين الفريقين في ستاد أليس بارك لتتلاشي آماله عمليا في التأهل للنهائيات ليكون حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني مثلما دخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول مدير فني يفوز باللقب الإفريقي ثلاث مرات فانه يخرج منه أيضا بفضيحة بفشله في الصعود. ولا عذر للجهاز الفني للمنتخب الوطني في عدم التأهل ولا يمكن له تعليق خسارته علي شماعة الظروف التي يمر بها الوطن والتي أدت لتجميد النشاط المحلي لسبب بسيط هو أنه خسر خمس نقاط قبل الثورة وفي ظروف لم تكن أجمل منها له أمام فريقين غاية في التواضع هما سيراليون بتعادله معه في القاهرة1/1.. والهزيمة من النيجر المغمور1/ صفر.. بما يتطلب ضرورة حساب الجهاز الفني ليس علي الخسارة ولكن لأنه لم يهتم بالاعداد الجيد وأهمل في أداء وظيفته بعدما تفرغ لمساندة المخلوع محمد حسني مبارك والبكاء علي رحيل نجليه وسقوط نظامه ضاربا بمشاعر المصريين عرض الحائط. جاء الشوط الأول متوسط المستوي من الفريقين وبدا المنتخب الوطني متماسكا لحد كبير لسببين الأول يتعلق بالحالة السيئة التي ظهر عليها المنافس.. والثاني أسلوب اللعب الذي اعتمد عليه مديره الفني حسن شحاتة عندما ركز علي صناعة كثافة عددية في ثلثي الملعب الأوسط والدفاعي للحد الذي استغني فيه عن اللعب برأس حربة متمركز وعاد لطريقة اللعب الرقمية2/5/3 بوجود حسام غالي كليبرو خلف قلبي الدفاع وائل جمعة ومحمود فتح الله.. وفي الجانبين لعب أحمد المحمدي وسيد معوض في الجبهتين اليمني واليسري.. وفي وسط الملعب ثلاثي الارتكاز محمد شوقي وأحمد فتحي وحسني عبد ربه.. وفي الهجوم الثنائي شيكابالا والسيد حمدي. وضمن حسن شحاتة من التشكيل الذي بدأ به الشوط الأول للمباراة أن يغلق كل مناطق الاختراق ومساحات اللعب أمام جنوب إفريقيا بما لا يقل عن ثمانية مدافعين في ظل رغبته في تجنب الخسارة كهدف أول وأساسي في الظروف التي يعيشها سواء بتذيله للمجموعة قبل المباراة برصيد نقطة واحدة أو لغياب الكثير من حساسية اللعب عند غالبية لاعبي المنتخب الوطني لايقاف النشاط الكروي المحلي بسبب ثورة25 يناير بصرف النظر عن أن التشكيل الأساسي الذي خاض المواجهة كل لاعبيه شاركوا في الفترات الماضية في مباريات رسمية قوية باستثناء مهاجم بتروجت المميز السيد حمدي. وتأثر المنتخب الوطني لحد كبير بغياب الثقة وعدم الرغبة في تحقيق الفوز ولم يكن لديه الطموح في هز شباك جنوب إفريقيا بقدر ما كان أمله الكبير في تجنب اصابة مرمي عصام الحضري بأي هدف وهو ما منعه من استغلال الحالة السيئة التي بدا عليها منتخب جنوب إفريقيا الذي ظهر لاعبوه في حالة بدنية وفنية متواضعة للغاية لدرجة أن الفريق لم يشن اي هجمة منظمة طوال الشوط الأول ولم تتح له أي فرصة بل لم يختبر ثلاثي الدفاع في المنتخب الوطني علي الاطلاق باستثناء كرة واحدة نجح فيها حسام غالي في التغطية وسيطر علي الكرة قبل وصول مهاجم جنوب إفريقيا عليها. وحاول لاعبو المنتخب الوطني الحفاظ علي لياقتهم البدنية ولم يغامروا بالتقدم والمساندة الهجومية للثنائي السيد حمدي وشيكابالا علي الاطلاق وبدا الثلث الهجومي وكأنه من المحرمات لثلاثي خط الوسط محمد شوقي وأحمد فتحي وحسني عبدربه بصرف النظر عن محاولة الأخير التسديد من مسافات بعيدة مرتين وهو ما صنع فجوة كبيرة للغاية في العمق الهجومي وحد من خطورة الهجمات التي قادها السيد حمدي وشيكابالا خاصة وأنهما كانا بداية الهجمات لديهما من الطرفين الأيسر والأيمن ثم محاولة الاختراق والوصول للعمق.. وهو ما لم يتح لهما لغياب المساندة وانعدام الكثافة العددية للاعبي المنتخب الوطني في العمق. ورغم ندرة التأثير الهجومي للمنتخب الوطني الا أنه كان واضحا طوال الشوط الأول ضعف رباعي دفاع جنوب إفريقيا خاصة في المواجهات الفردية أو في التمركز والرقابة وهو ما أتاح لشيكابالا الهروب أكثر من مرة وشكل مرتين خطورة عندما سدد مباشرة من داخل منطقة الجزاء ارتطمت في المدافع وتحولت لضربة ركنية والثانية سددها مرت بجوار القائم الأيمن للحارس. والغريب أن اهتزاز دفاع جنوب إفريقيا وسوء تنظيم الفريق في كل قطاعات الملعب لم يكن حافزا للاعبي المنتخب الوطني طوال الشوط الأول للهجوم من أجل تسجيل هدف التقدم وظل الايقاع من الفريقين سيئاي وبلا خطورة علي المرمي باستثناء كرة من ضربة ركنية وصلت لمحمود فتح الله سددها برأسه قوية مرت فوق العارضة وهي الأخطر في الشوط الأول لينتهي بالتعادل صفر/ صفر. وبدأ المنتخب الوطني الشوط الثاني بقوة وبرغبة أكبر في هز الشباك وبثقة في قدرات لاعبيه الفنية وبلا خوف من نقص اللياقة البدنية ولاحت للفريق فرصتان في أول11 دقيقة الأولي من تسديدة لحسني عبد ربه من ضربة حرة نفذها بشكل جيد في الدقيقة الثامنة مرت بجوار القائم الأيسر.. والثانية عرضية أخطأ تقديرها شيكا بالا وهو علي بعد ياردات قليلة من خط المرمي. وانعكست الثقة علي الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة بشكل كبير عندما تخلي عن الحذر الدفاعي المفرط الذي بدأ به الشوط الأول وسحب لاعب ارتكازه حسني عبدربه ودفع بالمهاجم محمد ناجي جدو ليسيطر المنتخب الوطني علي الكرة ويتناقلها لاعبوه بكفاءة عالية وسط استسلام غير متوقع من جنوب إفريقيا وأداء متواضع من لاعبيه الذين بدوا وكأنهم هم الذين يمرون بظروف غير طبيعية كتلك التي تعيشها الكرة المصرية في الفترة الحالية. ويساهم نزول محمد ناجي جدو في تدارك المنتخب الوطني لعيوبه الهجومية في الشوط الأول بوجود لاعب في عمق الثلث الهجومي منح للفريق القدرة علي صناعة مبدأ استمرار الهجمة ثم الأهم أن شيكابالا تفرغ ومعه السيد حمدي للعب بجناحين واثقين أن هناك لاعبا في العمق يستطيع السيطرة علي كراتهما العرضية عند ارسالها ثم الأهم أن قدرة سيد معوض وأحمد المحمدي علي المساندة والتقدم للثلث الهجومي باتت أفضل كثيرا من ناحية السرعة وتوقيتات الاختراق لتسلم الكرة. ولم يكن لمنتخب جنوب إفريقيا أي تأثير أو خطورة علي مرمي عصام الحضري في أول25 دقيقة الا تسديدة من عرضية أنقذها عصام الحضري وحولها لضربة ركنية في الدقيقة22 بعدها سيطر الأولاد لمدة ثلاث دقائق لم تسفر عن شئ الا ضربة ركنية لم تشكل خطورة علي مرمي عصام الحضري.. ولكن شهدت الدقيقة28 انفرادا لسوما أنقذها عصام الحضري وارتدت من جديد لكاديشيو الذي لعبها عرضية شتتها عصام الحضري قبل وصول سوما لها. ويجري حسن شحاتة التغيير الثاني بنزول محمد أبو تريكة بدلاي من السيد حمدي.. وكاد محمد شوقي يسجل الهدف الأول عندما سدد كرة وصلته من ضربة ركنية ولكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر لتضيع أسهل الفرص للتهديف من المنتخب الوطني. ويتحسن انتشار المنتخب الوطني وتنظيمه في قطاعات الملعب بالكامل بعدما امتلك ثنائي الارتكاز محمد شوقي وأحمد فتحي المرونة الهجومية والمساندة في الثلث الأخير مما صنع كثافة شكل بها المنتخب الوطني خطورة علي مرمي جنوب إفريقيا خاصة بعد نزول محمد أبو تريكة ونشاط شيكابالا ومساندة أحمد المحمدي في الناحية اليمني وتقدم سيد معوض لفتح عرض الملعب في الناحية اليسري مما دفع المدير الفني لجنوب إفريقيا موسيماني لاجراء تغييرين أحدهما هجومي والآخر دفاعي في محاولة لاعادة التوازن المفقود للاعبيه في الملعب. وتأتي الدقيقة40 ليدفع حسن شحاتة بمحمد زيدان بدلا من شيكابالا.. ولكنه لم يفعل شيئا ويحتسب الحكم المالي كوليبالي ثلاث دقائق كوقت محتسب بدلا من الضائع وبلا مبرر يفقد محمد شوقي الكرة في وسط الملعب لتصل إلي شيكابالا الذي يمرر كرة بينية وسط دفاع المنتخب الوطني وفي ظل غفلة من حسام غالي ليتسلمها ما فيلا ويمر من وائل جمعة بسهولة وينفرد ويسدد كرة قوية علي يمين عصام الحضري مسجلا هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليطلق الحكم بعدها صفارة النهاية معلنا فوز جنوب إفريقيا1/ صفر وضياع آمال المنتخب الوطني في التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية.