قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس إنه مستعد لترك الرئاسة حقنا للدماء لكن يجب أن تتسلم السلطة' أياد آمنة' وذلك في الوقت الذي تظاهر فيه عشرات الآلاف في احتجاجات مناهضة له في يوم' جمعة الرحيل'. وقالت مصادر سياسية يمنية ان محادثات تجري علي مسارين لرسم تفاصيل اتفاق لتحقيق انتقال سلمي للسلطة.وقال صالح في كلمة أمام أنصاره نقلها التلفزيون الحكومي أثناء تظاهر عشرات الآلاف من مناهضيه في مكان آخر من العاصمة صنعاء' نحن في القيادة لا نريد السلطة ولا احنا بحاجة إلي السلطة لكن احنا بحاجة لنسلم السلطة إلي أياد آمنة لا إلي أياد عابثة لا إلي أياد مريضة لا إلي أياد حاقدة لا إلي أياد فاسدة لا إلي أياد عميلة.' وكان بعض أنصار صالح يحملون الاسلحة ويلوحون بالخناجر اليمنية التقليدية وبعضهم علي متن دراجات نارية يحملون صورا كبيرة لصالح ويلوحون بالاعلام وينشدون الاغاني الوطنية ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارة' لا للفوضي ونعم للأمن والاستقرار'. وأضاف' نحن حريصون علي حقن دماء اليمنيين. عندما نقدم تنازلات نقدم التنازلات حرصا منا علي عدم إراقة الدماء وإزهاق الارواح هذه هي التنازلات التي نقدمها.' وفي أنحاء العاصمة شارك عشرات الآلاف من المحتجين فيما اسموه' يوم الرحيل' للمطالبة بتنحي الرئيس الذي سبق أن واجه حربا أهلية وحركات انفصالية وهجمات من متشددين. ووزع المحتجون بطاقات حمراء تدعو الرئيس لترك السلطة. وقال شهود ان جنودا موالين لقائد عسكري كبير اطلقوا النار في الهواء أمس لمنع حشد من أنصار صالح من الوصول إلي مكان الاحتجاج المناهض للحكومة حيث يحتشد عشرات الالاف من المتظاهرين. وقال شهود ان جنديا يحرس الاحتجاج اصيب فيما بعد عندما اطلق مسلحون النار من مبني قريب. لكن العنف كان اقل بكثير منه قبل نحو اسبوع عندما اطلق قناصة النار علي حشد مناهض للحكومة مما اسفر عن مقتل52 شخصا. وقالت مصادر سياسية يمنية ان المحادثات لحل الازمة جارية بمساعدة وسطاء غربيين وانها شملت اجتماعا بين الرئيس واللواء محسن ناقشا فيه مصيريهما. وبالتزامن مع ذلك تجري محادثات سياسية اوسع بشأن الانتقال السياسي في اليمن وقال دبلوماسي في صنعاء ان من السابق لأوانه بحث النتيجة. وقال' يمكن ان تسير في اي من الاتجاهين.' وقال مصدر مقرب من اللواء علي محسن الذي ساند المحتجين إنه بحث مع صالح اتفاقا لحل الأزمة سيتنحي بموجبه الاثنان من منصبيهما ويغادران البلاد بصحبة أبنائهما وأقاربهما. وأبلغ المصدر رويترز' لم يتم بعد توقيع الاتفاق. لكننا نعتقد أن صالح تراجع.' وأضاف أن محسن يعيد حاليا دراسة موقفه رغم أنه لم يغلق الباب أمام الاتفاق. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس أن الاثنين قريبان من اتفاق يتركان بموجبه منصبيهما للسماح بتشكيل حكومة انتقالية مدنية.ونفي أحمد الصوفي وهو متحدث باسم صالح ما جاء في التقرير لكنه قال إن الرئيس اليمني عقد اجتماعات علي مدي اليومين المنصرمين مع محسن. وقال الصوفي إن محسن أوضح السبب الذي جعله يقدم علي ما فعل وطلب ضمانات علي ألا يتخذ إجراء ضده. جاء ذلك في الوقت الذي دعت روسيا الاتحادية الأطراف السياسية باليمن إلي معالجة الأزمة السياسية الراهنة التي تعاني منها البلاد, وذلك بالطرق السلمية وعبر الحوار الوطني الذي تشارك فيه كل الأطراف السياسية اليمنية. وقال بيان للخارجية الروسية أمس' إن موسكو تأمل في أن يتمكن اليمنيون أنفسهم من التغلب علي المشكلات التي تواجه بلادهم بالطرق السلمية.